الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطراب السلوك وتأخر الكلام عند الطفل

السؤال

لدي طفل عمره سنتان وتسعة أشهر، ألاحظ عليه سلوكيات غريبة؛ حيث إنه لا يتكلم إلا عندما أردد معه بعض الكلمات، مثل ماما وبابا، ويضرب الأطفال وأخته الصغيرة أيضاً، ولكنه ذكي بدرجةٍ كبيرة، ويسمع الكلام عندما أقول له بأن يحضر شيئاً ما، أو أقول له بأن يغلق الباب، علماً بأنني أنجبته بعملية قيصرية.

أرجو إفادتي، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما دام مستوى ذكاء الطفل طبيعياً، فهذا يطمئننا كثيراً؛ لأن الأطفال الذين لا يستجيبون لغوياً إلا حين يُطلب منهم ترديد بعض الكلمات، نخاف أن يكون لديهم تأخر في مقدراتهم المعرفية - أي مستوى الذكاء - لكن ذكاء هذا الطفل حفظه الله مرتفع، كما أن سنه لا زالت صغيرة، أي أنني لستُ منزعجاً حتى وإن كان هنالك تأخر في الكلام.

أما بالنسبة لضربه للأطفال وأخته الصغيرة، فلا شك أن هذا سلوك مكتسب، أي أنه قد اكتسبه من جهةٍ ما، ربما يكون قد تعرض للضرب هو نفسه من قبل طفلٍ آخر، وبعد ذلك ارتكز في تفكيره أن الضرب هو الوسيلة التخاطبية للتعامل مع الآخرين.

هذه الأشياء غالباً تكون عرضية وتختفي، والذي أود أن أنصح به هو أن يُستفاد من الألعاب لأقصى درجة؛ فالألعاب تفتح آفاق الطفل، وتشعره بالأمان، فحاولي أن تستفيدي من اللعبة ذات القيمة التعليمية لأن يتدرب طفلك على السلوك الإيجابي، وكذلك على الكلام، وفي نفس الوقت أرجو أن تتيحي للطفل الفرصة لأن يختلط مع بقية الأطفال، مع نهيه بصورة محببة أن لا يضرب الأطفال الآخرين.

أما بالنسبة لأخته الصغيرة، فأشعريه أنه مسؤول عنها أو مُشرف على شؤونها، وهذا بالطبع سوف يبني لديه شعوراً بالمسئولية والعطف حيالها، وإن شاء الله تعالى سوف يتوقف عن الضرب.

أنصحك أيضاً أن تلاعبي طفلك أنت بنفسك، وذلك بأن تنزلي إلى مستوى طفولي، حاولي أن تمازحيه وتلاعبيه، وادخلي معه في نوع من الدراما البسيطة، قومي أنت بدور، واجعليه هو يقوم بدور آخر، وهكذا... هذه هي الطرق المعهودة والطرق الجيدة التي نرى أنها تفيد كثيراً لتطوير الأطفال ارتقائياً فيما يخص سلوكهم وتطور الكلام واللغة لديهم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله تعالى أن يحفظ لك ذريتك، وأن تكون قرة عين لك، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً