الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بصعوبة التنفس وآلام الصدر عند النوم والناشئة عن المخاوف القلقية نتيجة التفكير الدائم بالموت

السؤال

أنا بعمر (21) عاماً، وزني (59) وطولي (177) مدخن، أعاني إذا كنت نائماً فقط من صعوبة في التنفس وألم في القلب إذا تنفست، وإذا فتحت عيني يذهب الألم تماماً، وأعاني من توتر وتعرق إذا تواجدت في مكانٍ عام، وأحب الجلوس وحدي معظم الأوقات، وأصلي دائماً في البيت، ولا أذهب إلى المسجد، ودائماً تفكيري في القبر والموت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن حالتك هي حالة قلق عام، وهنالك جزئية مهمة في هذا القلق، وهو أنك تُعاني من درجة بسيطة إلى متوسطة من المخاوف.

بالنسبة لصعوبة التنفس والألم الذي تحس به في القفص الصدري وليس في القلب، هذا الألم ناتج من انقباضات عضلية، وهذه الانقباضات العضلية ناتجة من التوتر، والإنسان حينما يكون في حالة سكون ومغمض لعينيه يكون أكثر تركيزاً حول وظائفه الفسيولوجية، وهذا يجعله يحس أكثر بالتقلصات العضلية مثل النوع الذي يحدث لك.

التوتر والتعرق في الأماكن العامة دليلٌ على المخاوف التي نُسميها بالخوف الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي البسيط، وكذلك عدم ذهابك إلى المسجد، ربما يكون هذا الخوف الاجتماعي قد لعب فيه دوراً، ولكن أخاف عليك -أخي الكريم- من التكاسل ومن الشيطان وكيده.

العلاج -أخي الفاضل الكريم- يتمثل في أن نقوم بما هو مضاد بمخاوفنا، فأنت الآن مطالب بأن تذهب إلى المسجد، وهذا ليس بالصعب؛ لأن المسجد هو مكان الطمأنينة، ومن تلتقي بهم -إن شاء الله- هم من أفضل الناس.. هذا أولاً.

ثانياً: عليك أن تضع لنفسك برامج يومية تلتقي فيها بأصدقائك، وتمارس الرياضة الجماعية مع أصدقائك، والرياضة الجماعية مثل كرة القدم مثلاً فيها خيرٌ كثير لك؛ لأنها تؤدي إلى استرخاء العضلات مما يُزيل هذه الصعوبة في التنفس والألم في الصدر، وكذلك يُزيل التوتر، ويجعلك تختلط اجتماعياً ببقية الناس.

التفكير في القبر وفي الموت، لا شك أنه يجب أن يشغل كل مؤمن، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كنتُ نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها) هذا لكي يذكرنا بالموت وما بعد الموت، ولكي نعمل لآخرتنا ونحاسب أنفسنا، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اذكروا هادم اللذات) لكن الإنسان حينما يستبصر ويتيقن بأنه دائماً في معية الله يخف عليه هذا النوع من التفكير.

المسلم يعرف أن الموت حق، وأن عذاب القبر حق، فهذا يزيد إن شاء الله من دافعية الإنسان نحو الحرص في عباداته، وهذا النوع من الخوف الذي يأتيك هو جزء من القلق العام الذي لديك.

بقي أن أقول لك: إنه من الضروري جدّاً أن تبحث عن عمل، لاحظتُ أنه لا عمل لديك، وهذه مشكلة كبيرة جدّاً، فسنك هي سن الطاقات الجسدية والنفسية، والعمل من أفضل وسائل التأهيل النفسي والسلوكي والاجتماعي، وأفضل الذين يتمتعون بالصحة النفسية هم الذين يعملون ويجيدون أعمالهم ويؤدونها بأمانة ورضا، فكن من هؤلاء يا أخي.

أخيراً: أريد أن أصف لك أحد الأدوية الممتازة والفعالة، والتي تُعالج مثل حالتك، الدواء يُعرف تجارياً باسم (لسترال) ويُعرف تجارياً أيضاً باسم (زولفت) ويُعرف علمياً باسم (سيرترالين) وهو متوفر في المملكة العربية السعودية، والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تتناول ليلاً حبة واحدة، وقوة الحبة هي خمسون مليجراماً، تناولها بعد الأكل، ويجب أن تكون منتظماً في تناول الدواء وفي مدة العلاج، والمدة المطلوبة هي ستة أشهر، بعدها اجعلها حبة واحدة يوماً بعد يوم لمدة شهر واحد، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية الجيدة والفاعلة والممتازة والسليمة، والتي تُعالج القلق والتوترات والمخاوف الاجتماعية وجميع المخاوف الأخرى.

أسأل الله تعالى أن يجعل لك فيه خيراً، وأن يشفيك وأن يعافيك، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً