الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالحزن والكدر واهتزاز الثقة بالنفس.. نظرة إرشادية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دائماً لدي شعور بالحزن، وأصبحت أتمنى الموت بسبب هذا الشعور، كما أنني أصبحت أفتقر إلى الثقة بالنفس، خصوصاً بالعمل، وأصبحت أكره عملي كثيراً، وأعاني من صعوبة في فهم واسترجاع المسائل الخاصة بالعمل.

أرجوكم ساعدوني، أصبحت الدنيا سوداء بنظري، وأميل للبكاء كثيراً بيني وبين نفسي، أنا متزوج وعندي أولاد وأفكر فيهم وبمستقبلهم كثيراً.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإذا كانت هذه المشاعر السلبية من شعور بالحزن والكدر التي أوصلت إلى تمني الموت، وأصبحت ثقتك في نفسك مهزوزة، وإنتاجك ورغبتك نحو العمل ضعيفة، فهذه أعراض تدل على وجود اكتئاب نفسي، خاصة إذا استمرت هذه الأعراض لأكثر من ستة أسابيع، فهذا دليل قاطع على وجود اكتئاب نفسي.
الاكتئاب النفسي قد يكون ناتجاً من مفاهيم فكرية سلبية، الإنسان قد تأتيه أفكار مشوهة حول ذاته، وحول من حوله والمستقبل والماضي والحاضر، وهذا يؤدي إلى عسر في المزاج وشعور بالكدر، هذه هي النظرية المعرفية للاكتئاب.
ومن أهم سبل العلاج أن يتذكر الإنسان الأشياء الإيجابية في حياته، أن يحقر الفكر السلبي، وأن يتجاهله وأن يستبدله بفكر إيجابي، وأنت لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، لديك الزوجة، لديك الذرية، وأنت في هذه الأمة الإسلامية العظيمة، ولديك عمل كما ذكرنا، فهذه الأمور يجب أن تتفكر وأن تتمعن فيها، وعليك أن تسأل الله تعالى أن يفرج همك وحزنك وما أصابك من كرب.

عليك أن تبذل جهداً في أن تمارس أي نوع من النشاط الرياضي، وعليك بالرفقة الصالحة الطيبة، الإنسان حينما يجد من يعينه على أمور الدين والدنيا يفرج هذا -إن شاء الله- من همه وكربه.

بقي أن أقول لك: إنك في حاجة إلى علاج دوائي، وهناك أدوية جيدة وممتازة وفاعلة، فقط المطلوب منك هو الالتزام بتناولها.
من أفضل هذه الأدوية عقار يعرف تجارياً باسم (زولفت)، ويعرف تجارياً أيضاً باسم (لسترال)، ويعرف علمياً باسم (سيرترالين)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة، تناولها ليلاً بعد الأكل، واستمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبتين يومياً، يمكنك تناولها كجرعة واحدة ليلاً، أو بمعدل حبة صباحاً وحبة مساء، واستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى حبة واحدة يومياً لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

الزولفت يعتبر من الأدوية الفاعلة والسليمة والتي سوف تفيدك كثيراً بإذن الله، ومن المهم جدّاً أن يكون هناك انتظام والتزام قاطع بتناول الدواء.

كل مشاعرك السلبية هذه بإذن الله ستتبدل إلى مشاعر إيجابية، ويجب أن تحرص على الحياة لا من أجل الدنيا، وتمني البقاء فيها، ولكن من أجل عمل الخير والصالحات، فكل رصيد لك من أعمال خير هو عائد عليك بالثواب والأجر في الآخرة، ليكون رصيداً لك لعيش الآخرة.

ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على طرق التخلص من الاكتئاب سلوكياً في الاستشارات التالية: (237889-241190-262031-265121).

وتقوية الإيمان والرضا بالقدر والسعادة بالعبادة: (278495-2110600-237889).

نسأل الله تعالى أن يطيل عمرك في عمل الخير، وأن يبارك في أيامك، وأن يجعل مستقبل مشرقاً، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً