الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تنظيف الجسم من الأدوية النفسية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تناولت أدوية نفسية لمدة سنة لعلاج الاكتئاب والوسواس القهري، وتناولت أدوية نفسية كثيرة مثل: (فافرين، فلوكستين، سبرالكس، أفكسور، أنافرانيل، تريبتزول، بروثيادين، أريببرازول، رزربريادال، كونستا)، فكيف يتم تنظيف الجسم من الأدوية النفسية؟ وكيف تعود المستقبلات العصبية لطبيعتها؟ وما هو أنسب دواء بعد تنظيف الجسم من الأدوية النفسية وبعد عودة المستقبلات العصبية لطبيعتها؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأدوية يتم إفرازاها في الجسم عن طريق الامتصاص من الجهاز الهضمي ومن ثم تحدث عملية تسمى بالتمثيل الأيضي والاستقلاب، وهي عمليات دقيقة جدّاً تتم من خلال الكبد، حيث تفرز إنزيمات معينة لتحول هذه الأدوية إلى مركبات أخرى يستفيد منها الجسم مباشرة، ومعظم هذه الأدوية يتم إفرازها عن طريق الكلى، أو تُفرز في البراز أو عن طريق التنفس، وذلك حسب نوع الدواء، وكل الأدوية التي ذكرتها هي أدوية لا تبقى في الجسم لفترة طويلة، أكثر هذه الأدوية التي ربما يظل في الجسم لفترة طويلة هو عقار فلوكستين، وهذا قد يظل لمدة خمسة إلى ستة أيام بعدها لا يكون له أي أثر في الجسم.

ما دام الكبد والكلى بالنسبة لديك صحيحان وتعمل وظائفهما بصورة جيدة؛ فأنا أؤكد لك أن الجسم قد تم تنظيفه تماماً من هذه الأدوية النفسية.

هذه الأدوية لا تبقى في الجسم كثيراً، أكثر دواء قد يبقى في الجسم لفترة طويلة هو كربونات الليثيوم أو أملاح الليثيوم، وأنت لا تتناول هذا الدواء، وهذا الدواء قد يبقى لمدة ثلاثة أسابيع.

عقار رزبريادال كونستا أيضاً قد يبقى لمدة ثلاثة إلى أربعة أسابيع داخل الجسم، وبعد ذلك يختفي تماماً.

فإذن عملية تنظيم الجسم من الأدوية النفسية هي عملية تلقائية تتم من خلال الأجهزة الجسدية التي حبانا الله تعالى بها، فلا تنزعج أبداً لهذا الأمر.

وأما المستقبلات العصبية فإنها تتأثر بصفة يومية بجرعة الدواء، ومتى ما انتهى أثر الدواء فسوف تكون المستقبلات العصبية في طبيعتها، وأعني بطبيعتها أنها إما أن تعمل بصفة طبيعية في استقبال وإفراز مادة السيروتونين والمواد الأخرى أو أنها تظل مختلة كما كانت سابقاً، أي أن استقبالها للموصلات والمستقبلات العصبية فيه شيء من العطل أو العلة التي أدت إلى الحالة النفسية.

وأما أنسب دواء بعد تنظيم الجسم من الأدوية النفسية وبعد عودة المستقبلات العصبية إلى طبيعتها فهذا يعتمد على الحالة التشخيصية، ولكل إنسان دواء يناسبه وذلك حسب التركيبة الوراثية والجينية للإنسان، مثلاً: لعلاج الاكتئاب والقلق والوساوس والمخاوف يمكن أن نقول: إن السبرالكس هو عقار جيد، وبالنسبة للاضطرابات الذهانية العقلية عقار رزبريادال أيضاً عقار ممتاز، وكذلك عقار سوركويل وزبركسا.

فيا أخي الكريم! الأمر يتعلق بتشخيص الحالة وطبيعة المرض ونوعه وكذلك درجة استجابة الإنسان لدواء معين، فلكل إنسان خارطته الجينية، وإن شاء الله تعالى في المستقبل يتمكن العلماء من تحديد الدواء الذي يناسب كل إنسان وذلك حسب خارطته الجينية.
وختاماً: نشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً