الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلق الطفل باللهاية.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية طيبة وبعد:

عندي طفلة عمرها سنة و7 أشهر، متعلقة كثيراً باللهاية، ودائماً تريد أن تضعها في فمها، وتحب أن تضعها في فمها وهي نائمة، فكيف أجعلها تتركها؟ فهي تبكي كثيراً عندما أنزعها من فمها.

أريد أيضاً منكم التفضل بإعطائي بعض النصائح عند التعامل مع طفلي ذي الأربع سنوات في الحالات التالية:
- عند التلفظ بالكلام البذيء.
- عند ضربه لإخوته.
- في حالات العناد.

وجزاكم الله عني وعن جميع المسلمين ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن تعلق الطفلة باللهاية لا شك أنه سلوك متعلم، فحاولي بالتدريج أن تأخذي هذه اللهاية منها، وتعطيها بدائل مثلاً كألعاب ناطقة تصدر أصواتاً أو ألواناً معينة، واخفِ هذه اللاهية منها، والطفلة ربما تحتج وتصرخ وتبكي، ولكن بالصبر ومواصلة سلوك إبعاد اللهاية عنها سوف تتطبع –إن شاء الله- على ذلك.

هذه كلها سلوكيات مكتسبة، وغالباً تكون عابرة ويتخلى الأطفال عنها، لكن أرجو أن يكون هنالك صبر والتزام من جانبك في أن تبعديها عن هذه اللهاية، وتعطيها بدائل أخرى مثل الألعاب المختلفة كما ذكرنا.

فيما يخص التعامل مع الطفل ذي الأربع سنوات الذي يتلفظ بالكلام البذيء ويعتدي على إخوته وكثير العناد، هذا كله يتعلق بالأمور التربوية التي تتعلق ببيئة الطفل وتنشئته، فلابد أن نُشعر الطفل بالأمان، وأكثر شيء يُشعر الطفل بالأمان هو احتضانه، والتبسم حين مخاطبته، وترغيبه وتحفيزه، وإثابته على كل فعل إيجابي وطيب..هذا أولاً.

ثانياً: اشرحي له بلغة بسيطة وهادئة عن التلفظ بالكلام البذيء وأن هذا ليس أمراً طيباً، وعلميه الكلمات البديلة والألفاظ الجميلة، وحين نأخذ شيئاً من الطفل لابد أن نعطيه شيئاً بالمقابل، فعلميه الكلمات الطيبة والألفاظ الحميدة، ولابد أيتها الفاضلة الكريمة أن تنقليه إلى بيئة أفضل، أي أن تتأكدي أنه في رفقة الأطفال الجيدين، الأطفال الذين لا يتلفظون بهذه الألفاظ البذيئة. فالطفل أكثر تعلماً من الأطفال مقارنة مع الكبار، ومتى ما وفرنا البيئة الملائمة الطفل سوف يكتسب منها السلوك.

بالنسبة لضربه لإخوته، أيضاً بشيء من اللباقة والفطنة اشرحي له أن هذا أمر غير محمود، واجعليه مثلاً يهتم بإخوته الأصغر منه، وحين نعطيه هذه المسئوليات سوف يتحول العنف لديه إلى حب ومودة.

بالنسبة للعناد، فالعناد يعالج بالتجاهل، وفي نفس الوقت أن نرغب الطفل فيما هو طيب وجميل.

الطفل يُعاند لأنه يحس أنه مهدد، ويود أن يثبت ذاته، فحين نشعره بالأمان وحينما نعطيه اعتباره وحينما نكافئه ونثيبه لا شك أن سلوكه سوف يتغير، فهذه كلها أمور تربوية متعلقة بالبيئة.

أنصحك مرة أخرى بالرفقة الطيبة للطفل، ولابد أيضاً أن يُستفاد من الألعاب، وهنالك ألعاب جيدة جدّاً، وهذه الألعاب يمكن اختيارها بشرط أن تناسب عمر الطفل، فاللعبة هي وسيلة لأن يعبر الطفل عن وجدانه وعما بداخله، وتحسن من تواصله أيضاً مع ذاته ومع الآخرين وتُشعره بالأمان.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً