الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تشنج القولون العصبي وأعراضه

السؤال

قرأت في موقعكم عن تشنج القولون العصبي، وعن أعراضه، ولاحظت اختلافاً بين الأعراض التي ذكرتموها وبين ما يصيبني، قد يكون اختلافاً بسيطاً، لكني أريد التأكد هل أن ما يصيبني هو حقاً تشنج القولون العصبي؟

يأتيني أحياناً ألم شديد في بطني، مع انقباضات، تقريباً مرتين إلى ثلاث مرات بالشهر، وأحياناً أكثر، ولكنه لا يشترط أن يكون مرافقاً للحالة النفسية أو لأكل معين، وأحياناً يكون الألم مرافقاً للحالة النفسية، وأحياناً لا، وأحياناً يكون مرافقاً لأكل معين، وأحياناً آكل نفس الطعام ولا يأتيني.

هذا الألم يرافقه إسهال شديد، ولا يزول الألم إلا بعد خروج كل شيء من أمعائي - أجلكم الله - وأحياناً أشعر وكأن أمعائي ستخرج أيضاً، حتى إن المادة المخاطية تخرج، وبعدها لا أشعر برغبة في الأكل لمدة ساعتين أو أكثر.

في السابق كان الألم يقتصر على بطني من الأسفل، ولكن الآن يرافقه ألم بالأرجل، لدرجة أني أفضل الارتماء على الأرض، ولا أتحرك، وأيضاً يرافقه غثيان وشعور بالرغبة بالتقيؤ، وهذه الأشياء لم تكن بالسابق، جاءتني قبل ستة أشهر، أي: بعد ولادتي بطفلي الثاني.

وزني جيد، أو أكثر من المطلوب بالنسبة لطولي، وهو يزيد ولا أراه ينقص إلا بعد القيام بالحمية الغذائية، ولكني لا أقوم بها حالياً.

هذا الألم أصابني أول مرة منذ أربع سنوات، وما زال، بالبداية كنت حاملاً بالشهر الخامس وظننت أنها الزائدة الدودية، وبعد ولادتي بخمسة أشهر أصابني وأجريت عملية استئصال للزائدة الدودية، لكن الألم بقي مستمراً، فقالت لي الطبيبة إنه لربما كان تشنج القولون العصبي، وأجرت لي فحص أيكو فقط من دون تحاليل، وأكدت لي قولها.

هل ما يصيبني هو تشنج القولون العصبي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ح.ع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لقد وصفتي حالتك وصفاً دقيقاً وجميلاً، وأنا أود أن أؤكد لك أن الذي تعانين منه من الناحية الإكلينيكية هو تشنج القولون العصبي، وهذه الحالة حالة شائعة جداً ومنتشرة، والذي أؤكد عليه أنه يوجد طيف من الأعراض، وهذه الأعراض كثيرة ومتعددة وتختلف من إنسان إلى آخر، ولكن كل ما ورد في رسالتك وما ذكر من أعراض ينطبق تاماً على حالة تشنج أو تهيج القولون العصبي، والذي يكون مرتبطاً في بعض الأحيان بمؤثرات معينة، وفي أحيان أخرى لا نجد أي مؤثرات أو أي روابط تثير تهيج القولون، وهذا هو الذي يحدث لك بالضبط .

النظرية التي تقول إن القولون العصبي مرتبط بالحالة النفسية هي نظرية معتبرة ومحترمة، وإن كان البعض قد شك فيها، ولكن أغلب الأطباء يربطون ما بين القلق النفسي أو حتى الاكتئاب النفسي، والقولون العصبي، وكلمة العصبي هي أصلاً ناتجة من العصاب، والعصاب يقصد به القلق، وبعض الناس تجدهم في وضع نفسي جيد مستقر، ولكن بالرغم من ذلك تجد لديهم بعض أعراض القولون العصبي، وفي مثل هذه الحالة تعتبر الأعراض أيضاً ناتجة من القولون العصبي، ولكن القلق الذي يأتي نسميه بالقلق المقنع، بمعنى أنه يظهر في أشكال وأعراض عضوية، ولا يظهر في شكل أعراض نفسية، وهذا أيضاً شائع جداً.

أيتها الفاضلة! نصيحتي لك أن لا تكثري من التردد على الأطباء، وأن تمارسي التمارين الرياضية فهي مفيدة جداً لآلام القولون، شراب النعناع أيضاً فيه فائدة وخير كثير، وكذلك تناول الأدوية المضادة للقلق والتوترات يفيد كثيراً في آلام القولون العصبي.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً