الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد استخارتي لم أستقر على رأي في أمر زواجي، فأفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة مطلقة في الـ (31) من عمري، تقدم لي شخص حسن الخلق والخلق، ولم أعب فيه سوى أمرين:

أنه متزوج ويسكن مدينة أخرى غير مدينتي، وهذا ما جعل قلبي مترددًا بين القبول والرفض، وبين الارتياح وعدمه، فشرعت بصلاة الاستخارة في كل وقت، ولكن مشاعري مضطربة، تارة أشعر بخير وتفاؤل، وتارة أخاف من المجهول وأبكي.

شعرت أن صلاة الاستخارة لم تكفني، وأخبرني الجميع أن الاستخارة الصحيحة أن أستخير وأمضي في الأمر الذي بين يدي، وإن لم يكن فيه خيرًا لي فإن الله سبحانه لن يقدّر بإتمامه من عنده، وإن كان خيرًا سيمضي، هل هذا صحيح؟

ما أعرفه أن الاستخارة علامتها أن أتبع ما يشعر به قلبي، بعدها من قبول أو صد، وليس كما يقولون فأي القولين هو الصحيح؟ وما العمل حيال ما أشعر به من التردد والتضارب بالمشاعر؟

أشيروا علي عاجلاً جزاكم الله خيراً، فقد أتعبني التفكير بالأمر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحباً بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى أن يقدر لك الخير، وأن يرضيك به، وأن يتولى أمرك، وأن ييسره.

لا شك أنك أصبت حين توجهت إلى الله -سبحانه وتعالى- باستخارته، فإنه جل وعلا يعلم وأنت لا تعلمين، وثقي بالله تعالى فإنه أرحم بك من نفسك، فتوجهي إليه بصدق واضطرار أن يختار لك أحد الأمرين، وأحسني الصلاة التي تصلينها، واستحضري قلبك أثناء دعاء الاستخارة، وأدي دعاء الاستخارة بألفاظه وبعد ذلك شاوري الحكماء من أهلك، وإذا كان الرجل ذا خلق ودين كما وصفته، فإننا ننصحك بأن تقبلي وتتوكلي على الله سبحانه، ولا ينبغي لك أن تتخوفي من المجهول فإن الإنسان ينبغي له أن يحسن الظن بالله تعالى، وأنه لا يقدر له إلا الخير.

ليس من شرط قبول الاستخارة أن يشعر الإنسان بالارتياح لأحد الأمرين بل القول الأول هو الصواب الذي قالوه لك، وهو أن الإنسان بعد أن يستخير الله سبحانه وتعالى، ويشاور العقلاء من الناس، ثم يمضي في أمره، فما يسره الله سبحانه وتعالى والقضاء، فهو هذا الذي اختاره، وإذا لم يكن الله عز وجل قد اختار لك هذا الأمر أنه سيصرفه عنك، فإذا استخرت الله سبحانه وتعالى، فتوكلي على الله، وأقدمي على ما أنت فيه، وأنت -إن شاء الله- مقدمة على خير، نسأل الله تعالى أن ييسر لك الأمر ويقدر لك الخير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً