الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى تأثير دواء (ريمارون) على العلاقة الجنسية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بادئ ذي بدء أشكر لكم ما تقدمونه في سبيل خدمة المرضى، سائلاً الله العلي القدير أن يجعل ذلك في موازين أعمالكم، وأن يجزيكم خير الجزاء.

أعاني من الاكتئاب، ويؤثر على حياتي بصفة عامة مصحوباً بنوع من القلق، وأحياناً تزداد حدته كثيراً لدرجة الاختناق، وبعد أخذ مجموعة من الأدوية خلال ست سنوات مضت منها سيروكسات وسبرالكس في مدد متفرقة أتحسن أحياناً ولكني لا ألبث أن أعود كما كنت، وبعد التوقف عن العلاجات دام سنة أحسست بشدة وطأته مرة أخرى فعدت للدكتور فوصف لي ويلبوترين حبة واحدة 150 ملجم بطلب مني عندما تصفحت استشاراتكم الجميلة، لأني وجدته لا يسبب مشاكل جنسية، ولكني عانيت كثيراً من الأرق فعدت إليه مرة أخرى ووصف لي ريمارون نصف حبة لمدة شهر، ترفع الجرعة حبة بعد ذلك، فهل ريمارون يسبب مشاكل جنسية؟!

حيث لا أود أن أكون مثل من أدخل في جحرٍ يداً فأخطأ الأفعى ولاقى الأسود، لأني لم أهرب من العلاجات الأخرى -رغم أنها محببة لي وخاصة السبرالكس- إلا بسبب المشاكل الجنسية، وتحملت (ويلبوترين) على ما فيه من مشاكل تجنباً لذلك، فما هي تأثيراته الجانبية على المدى البعيد؟ حيث من المحتمل أن أستمر عليه ستة أشهر أو سنة.

أفيدوني وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأريد أن أؤكد لك أن الاكتئاب يمكن علاجه، والعلاج يتطلب الصبر ويتطلب الاستمرارية، والعلاج يجب أن يشمل العلاج الدوائي وكذلك العلاج السلوكي بأنواعه المعروفة، وببساطة شديدة فإن التفكير الإيجابي يعتبر هو من أهم الوسائل العلاجية وكذلك إدارة الوقت بصورة صحيحة، وممارسة الرياضة، وأن يكون الإنسان فعالاً، وأن يكون الإنسان دائماً في معية الله، هذه هي الأسس السلوكية الرئيسية.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الانتظام على الدواء هو أمر ضروري وأمر مطلوب، ومهما طالت مدة تناول الدواء يجب على الإنسان أن لا يتضايق من ذلك ما دام لديه تاريخ نوبات اكتئابية سابقة، وهذا دليل قاطع على وجود استعداد للإصابة بالاكتئاب.

وكثير من الناس الآن يتعامل مع الاكتئاب مثل تعامله مع السكر والضغط والأمراض الشائعة الأخرى.

والريمارون لا يسبب أي مشاكل جنسية، ويعتبر من الأدوية الجيدة لعلاج الاكتئاب النفسي، وهو محسن للنوم بصورة واضحة، بالرغم من أنه ليس من الأدوية المنومة المدمنة، كما أنه يزيد من الشهية للطعام، وهذا ربما يكون عيباً لدى بعض الناس، أقصد أن بعض الناس ربما يزداد الوزن لديهم مما يسبب له بعض القلق والتوتر، ولكن الزيادة في الوزن لا نشاهدها في جميع الحالات، نشاهدها عند الذين لديهم الاستعداد البيولوجي للسمنة، وإن شاء الله سوف ينقشع عنك هذا الاكتئاب وسوف تعيش حياة سعيدة وجميلة.

التأثيرات الجانبية بعيدة المدى بالنسبة للريمارون كما ذكرت لك هي موضوع زيادة الوزن، لكن لا أريد أن يكون ذلك شاغلاً لك، وإذا ظهرت لديك أي علامات أو مؤشرات على زيادة الوزن وزيادة الشهية للطعام فهذا يمكن التغلب عليه من خلال ممارسة الرياضة، والرياضة ذات فائدة علاجية كبيرة، فهي تقوي النفوس قبل أن تقوي الأجسام، ويمكن أيضاً التحكم في الطعام، بالرغم من أن ذلك ربما يكون صعباً بعض الشيء.

وفي بعض الحالات الريمارون قد ينتج عنه ليس زيادة في مستوى الدهنيات في الدم، إنما بالنسبة للأشخاص الذين لديهم ارتفاع في الكولسترول أو الدهنيات الثلاثية سوف لن تنخفض هذه الدهنيات مع تناول الريمارون، هذا ربما يكون أحد المشاكل البسيطة التي تحدث مع هذا الدواء. أي أن الدواء في حد ذاته لا يؤدي إلى ارتفاع هذا النوع من الدهنيات، ولكن إن وجد هذا الارتفاع في مستوى الدهنيات مسبقاً فمع تناول الريمارون يصعب أن تنزل هذه الدهنيات إلى المستوى الطبيعي.

وكنوع من التحوط أنصحك بأن تتأكد من مستوى الكولسترول والدهنيات الثلاثية لديك. وحتى إن كان هناك ارتفاعاً بسيطاً فلا أقول لك أن هناك مانعا لتناول الريمارون، ولكن يجب أن تكون هناك محاذير، بمعنى أن تراقب مستوى هذه الدهنيات وأن تكثر من ممارسة الرياضة وأن تحدد الأطعمة التي لا تناسبك وتبتعد عنها تماماً.

بالنسبة للاستمرار على العلاج: مهما طالت المدة، أعرف من يتناول هذه الأدوية لمدة سنوات دون أي مشكلة، فلا تجعل على نفسك أي نوع من الضغط النفسي حيال المدة.

وأرى أقل مدة لتناول الأدوية المضادة للاكتئاب في مثل حالتك يجب أن لا تقل عن عامين إلى ثلاثة، وهذه ليست مدة طويلة، وأقول هذا الكلام استناداً وانطلاقاً من أنك كنتَ عرضة لنوبات سابقة، وحتى نضع المسار العلاجي بصورة أفضل وأفيد بالنسبة لك فيجب أن تكون هناك استمرارية على الدواء لمدة أطول قليلاً، نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا سعيد

    كلام الدكتور في غاية الروعة انا استخدم ريميرون منذو سنتان بعد جهد جهيد من الدوية التي استعملتها يمكن اكثر من مائة نوع ف الرميرون ممتاز وشكرا لك يادكتور وجعلها في ميزان حسناتك يوم لا ينفع لا مال ولا بنون

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً