الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالات الاكتئاب والانطوائية الناتجة عن مشاكل القولون العصبي

السؤال

ازداد وزني من كثرة الأكل، وأصبحت أعاني من القولون العصبي، وأثر ذلك في جزءٍ كبيرٍ من شخصيتي الاجتماعية، فأصبحت انطوائية؛ خوفاً من سماع صوت بطني في الصف الجامعي، وأصبحت أُعاني من الكثير من الغازات والإمساك والإسهال، مما صعب علي دخول الحمام العام في الجامعة أو في أي مكان، بالإضافة إلى حل الامتحانات في القاعات الكبيرة الواسعة (الهادئة جداً) حيث أنه تخرج من بطني العديد من الأصوات المحرجة كأنها أصوات الغازات، وفجأة يبدأ التوتر والقلق في نفسي لألجأ إلى الخروج من القاعة فاشلةً أو للحمام إن أذنوا لي بذلك.

لقد أصابتني الكثير من المواقف في حياتي، وقد كانت تافهة، ولكن لصغر سني كنت أعتبرها شيئاً كبيراً، ولكن هذه المواقف أثرت في نفسيتي كثيراً، فكنت أحزن كثيراً، وأبكي لأيامٍ متواصلة، لكنني أردت الابتعاد عن الطب النفسي؛ لأن أهلي منعوني، فاتجهت إلى الطب العلمي، وقمت بزيارة لأكثر من أربعة أطباء للجهاز الهضمي واستشاريين، وقمت بعمل منظار للقولون بالتخدير الموضعي وأخذوا عينات، لكن النتائج كلها تقول بأنه قولون عصبي لا حل له، ووصفوا لي بعض الأدوية المهدئة للقولون ولكن دون جدوى من ذلك! وشربت العديد من الأعشاب الطبيعية والملينة ولكن دون جدوى! مع العلم أنني حاولت التحدث مع دكتور نفسي يُعالج بالطاقة، وقد ارتحت كثيراً، واختفت الأصوات فقط، لكن دخول الحمام كما هو، وفي أول امتحان رجع كل شيء كما هو (القولون والأصوات والحمام والغازات .. إلخ).

أحس أنني أُصبت بالإحباط، ومستواي الدراسي في تنازل، وحياتي الاجتماعية تأثرت جداً بين أهلي وأصدقائي، فما هو الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إ.ق.ش حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أتفق معك أن علة القولون العصبي هي من الحالات المزعجة في بعض الأحيان، ولكنها بكل تأكيد ليست خطيرة من الناحية الطبية، وأرجو حقيقة أن لا تبعدي نفسك أبداً من الطب النفسي، فالطب النفسي يمكن أن يقدم الكثير في هذا السياق، والمفاهيم القديمة حول الطب النفسي أنه يتعامل مع مختل العقل ليست صحيحة، فالطب النفسي الآن يقدم الكثير من المنافع للناس؛ لأن الجسد والنفس لا ينفصلان كما تعرفين أيتها الفاضلة الكريمة.

القولون العصبي مرتبطٌ بالقلق النفسي، والقلق النفسي لا يظهر في شكل قلق وتوترات، إنما يكون قلقاً مندسّاً ومقنًّعاً، ويظهر في شكل حالات عضوية أكثر مما تكون الأعراض نفسية.

لدي نصائح بسيطة جدّاً أود أن أقدمها لك وهي:

أولاً: أنصحك بممارسة الرياضة؛ فالرياضة مفيدة جدّاً للذين يعانون من القولون العصبي، وأي رياضة تناسب المرأة المسلمة سوف تكون جيدة ومفيدة لك.

ثانياً: عليك بشرب النعناع مرة أو مرتين في اليوم، كما أن البقدونس من الخضروات المفيدة جدّاً.

ثالثاً: طبقي تمارين الاسترخاء، وعليك أن تتدربي على هذه التمارين بصورةٍ صحيحة جدّاً، وللتدريب عليها يمكنك مقابلة أخصائية نفسية، أو يمكن أن تحصلي على كتيب أو شريط، أو (CD)، أو تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

رابعاً: أنصحك ببعض العلاجات الدوائية البسيطة، والتي اتضح أنها مفيدة جدّاً، ومنها عقار يعرف باسم فلوناكسول، والذي يمكن تناوله بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف مليجراما، تناوليها في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناولها.

أما الدواء الثاني فهو عقار يعرف تجارياً باسم (سبرالكس) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام) أرجو أن تتناوليه بجرعة خمسة مليجراما – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرين مليجراما – استمري على هذه الجرعة لمدة شهر، بعد ذلك ارفعيها إلى حبة كاملة وتناوليها ليلاً بعد الأكل، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى نصف حبة يومياً لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذه أدوية سليمة وفاعلة، وإن شاء الله تعالى سوف تؤدي إلى اختفاء هذه الأعراض من غازات واضطرابات أخرى.

هنالك دواء طبي وليس نفسياً يُعرف باسم (دسفلاتين) يعرف عنه أنه يمتص الغازات في المعدة، وبعض الناس يستعملونه إذا لم تنفع الوسائل العلاجية الأخرى، وهذا أيضاً ربما يكون حلاً مساعداً إذا احتجت لتناول هذا الدواء.

أرجو أن لا تحملي هموماً حول هذا الأمر، فهو محلول إن شاء الله تعالى، فقط اتبعي الإرشادات التي ذكرناها لك، وتناولي الأدوية بالصورة الصحيحة، خاصة وأنها أدوية سليمة وغير إدمانية وغير تعودية، وإن شاء الله سوف يتحسن لديك المزاج ويختفي هذا الإحباط، وعليك بالمثابرة فيما يخص الدراسة، وعليك بالتواصل الاجتماعي.

ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً