الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الثقة بالنفس والعوامل المساعدة على تحصيلها

السؤال

السلام عليكم.

لدي صديقة لا تثق بنفسها مطلقاً، وعندما أحاول أن أفتح لها موضوع الثقة بالنفس لا تريد التحدث معي وتغلق الموضوع، حاولت معها بشتى الطرق، ولكن لا نفع معها، وتطورت حالتها وأصبحت تفكر بالموت، لكثرة المشاكل النفسية والعائلية، وتعتقد بأن الجميع يكرهها، فما الحل معها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
هذه الأخت الفاضلة لديها هذا الاعتقاد أن الجميع يكرهها، وهذه مشكلة أساسية ربما نتجت من نوع من الاضطراب النفسي الذي لابد أن يعالج عن طريق بعض الأدوية المضادة للشكوك، لكن يجب أن لا نقفز نحو الأدوية دون أن نقيم حالتها.
بالنسبة لاهتزاز الثقة بالنفس هذا أمر نسبي، والثقة بالنفس لا يمكن أن تقاس على أسس معيارية معروفة، هي مجرد مشاعر سلبية في معظم الأحيان، وبعض الناس لا يقيم نفسه بصورة صحيحة، وإنما يقيم نفسه بصورة سلبية جداً؛ مما يجعله في وضع لا يثق بمقدراته.
أعتقد أن الحل الأمثل لهذه الفتاة هو أن تذهب وتقابل أحد الأطباء المختصين، ربما يكون ذلك أمراً ليس مرغوباً فيه بالنسبة لها، ولكن يجب أن تقنعيها بأنها تعاني من بعض الإجهاد النفسي، ولديها بعض الصعوبات، والمختص - أي الطبيب النفسي - سوف يساعدها كثيراً، وعليك بمساندتها وإشعارها بالجوانب الإيجابية في حياتها، مهما كانت السلبيات، ومهما كانت الصعوبات، فلابد أن تكون هنالك أيضاً إيجابيات في حياة الناس، لكن الناس لا تستشعرها حين يسيطر عليها القلق التشاؤمي، ذكريها بالأشياء الجميلة التي لديها.
بالنسبة لموضوع الثقة بالنفس أرجع مرة أخرى وأقول: إن أفضل وسيلة لتحسين الثقة بالنفس هو أن يقوم الإنسان بأفعال، ولا يحتكم فقط إلى المشاعر، مثلاً يحدد أشياء معينة أثناء اليوم لابد من إنجازها، وهذه الأشياء حتى ولو كانت بسيطة هي أفعال وإنجازات، وحين يسير الإنسان على هذا المنوال، أي يفصل بين المشاعر السلبية ومشاعر اهتزاز الثقة بالنفس، ويبدأ في التركيز على الأفعال، سوف يصل إلى اقتناع ورضا عن نفسه، إنه بالفعل لديه مقدرات، وهذا يحسن من ثقته في نفسه، والكثير من الناس الذين لديهم اضطراب الثقة بالنفس نحتاج أن نعطيهم نحن أيضاً بعض المهام التي تساعدهم، ونطلب منهم أشياء ليقدموها لنا أو لغيرنا، مساعدتهم في الأعمال الخيرية والأنشطة الشبابية والثقافية ذات عائد كبير جداً، ساعدي هذه الفتاة أيضاً بأن تدير وقتها بصورة صحيحة، وربما كان لديها صعوبة في إدارة الوقت، تضيع وقتها دون أي إنجازات، لذا تحس أنها في شيء من الفراغ وأنها ليس منها فائدة، لا لنفسها ولا لغيرها، وهذا بالطبع يجعل ثقتها في مقدراتها ضعيفة جداً.
هذه هي الأسس الرئيسية للحلول التي يمكن أن تقدم لهذه الفتاة، وبالنسبة للمشاكل العائلية، حقيقة الإنسان لا يستطيع أن يواجهها إذا كان لديه هشاشة وصعوبات نفسية، وهذه الفتاة لديها صعوبات نفسية، ولديها شكوك، ربما يكون لديها ظنان، ولابد لهذا أن يعالج، وهذا يعالج عن طريق مقابلة الطبيب، وأعتقد أنها في حاجة إلى علاج دوائي بجانب ما ذكرناه من إرشاد سلوكي.
أرجو أن تسانديها، وأن تحاولي معها أكثر من مرة، ولا تيأسي أبداً، - وإن شاء الله تعالى - سوف تقتنع بضرورة الحصول على المساعدة المهنية، وذلك بمقابلة الطبيب المختص.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب واهتمامك بأمر صديقتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً