الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج التأتأة دوائياً وسلوكياً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أنا عمري 17 سنة، وأعاني من مشكلة التأتأة منذ أن كان عمري 6 سنين، -والحمد لله- أني واثق من نفسي وليست عندي أي مشكلة أمام الناس، وأنا اجتماعي وأخالط الناس والوضع عادي، وأتمنى أن يزول عني هذا المرض.
بحثت عن أدوية لكنها كثيرة، وسألت عن الأدوية بالصيدليات، فقالوا لي: لابد أن تراجع طبيباً نفسياً وقالوا: يمكن أن تسبب ضرراً أو تزيد التأتأة عندك، أتمنى أن تصف الدواء الأفضل ولا يكون منه ضرر، فليس لدي وقت أراجع الدكتور النفسي، أريد أن تصف لي دواء وأوقاته وكم حبة أتناول، وإن شاء الله سأتشافى ولن أنساك من الدعاء، وأتمنى لكل من يعاني من هذه المشكلة أن الله يشفيه ويشفي جميع مرضى المسلمين، ونصيحة مني: لا تفقد الأمل وابن الثقة بنفسك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقبل أن أتحدث عن الأدوية التي يمكن استعمالها للمساعدة في علاج التأتأة، أريدك أن تكون لك مفاهيم إيجابية حول التأتأة، وأنها ليست عيباً مخلاً في الإنسان، ولذا دعا موسى عليه السلام ربه فقال: (( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي ))[طه:25-28] فعليك بالاجتهاد في الدعاء أيها الابن الكريم.
ثانياً: اعرف أن التأتأة كثيراً ما ترتبط بالقلق، بالرغم من أنك قلت أنك واثق في نفسك - والحمد لله تعالى – وأنك إنسان متواصل جدّاً مع الآخرين، لكن أثبتت التجارب والبحوث أن التأتأة كثيراً ما يكون لها علاقة بدرجة ما من القلق، لذا حاول أن لا تقلق، أن تكون أكثر ثقة في نفسك، وأريد أن أذكرك أن الآخرين لا يقومون بمراقبتك أثناء الحديث، وحاول أن تتحدث ببطء، وحاول أن تكون لك كفاية من المعلومات والمعرفة التي تستطيع من خلالها أن تتحاور مع الناس، والإنسان حين يكون لديه مخزون جيد من المعرفة والعلم يستطيع أن يعبر عن نفسه بطريقة أسهل.
عليك أيضاً أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، ولديكم في الكويت توجد أشرطة وكتيبات وكتب و(CD) ممتازة جدّاً للدكتور صلاح الراشد، والدكتور نجيب الرفاعي، يمكنك أن تتحصل على هذه الوسائط وتستفيد منها للتدرب على تمارين الاسترخاء، فهو مهم جدّاً.
من الضروري جدّاً أن تتواصل مع أحد المشايخ وذلك لتعلم مخارج الحروف ومداخلها، وتلاوة القرآن الكريم ببطء وتدبر وتمعن تحسن قطعاً من المخارج اللغوية، وكذلك تبعث في الإنسان طمأنينة تجعله لا يتلعثم أثناء الكلام.
أريدك أيضاً أن تقوم ببعض التمارين الذهنية والخيالية، وهي أن تجلس لوحدك، وتتصور أنك مع مجموعة كبيرة جدّاً من الناس، وطلب منك أن تقدم عرضاً لموضوع ما أو تلقي درساً أو خطبة أو شيئاً من هذا القبيل، وأريدك بالفعل أن تحضر هذا الموضوع وتقوم بإلقائه، وأنا أنصح بعض الناس أن يقوموا حتى بتسجيل ما ذكروه أثناء العرض، هذا مع شدة التركيز والخيال أنهم بالفعل أمام جمع كبير من الناس، وبعد ذلك يأتون ويستمعون إلى ما قاموا بتسجيله، هذا حقيقة يفيد كثيراً.
أنصحك أيضاً أن تكون دائماً في الصف الأمامي في صلاة الجماعة في المسجد؛ لأن الذين يعانون من التأتأة دائماً تجدهم ينسحبون إلى المواقع والصفوف الخلفية، خوفاً من الحرج، أو أن تتم مناداتهم، أو يُطلب منهم الحديث في موضوع ما، أو الإنابة عن الإمام، فعرّض نفسك لهذه المواقع، كذلك انضم لحلقات التلاوة، هذه - إن شاء الله - فيها خير كثير لك.
مارس التمارين الرياضية الجماعية ككرة القدم مثلاً، هذه تؤدي إلى انفعالات إيجابية جدّاً وإلى انطلاق اللسان حين تقول لزميلك (العب لي الكرة، مرر لي الكرة، هات، العب) هذه أيضاً وجد فيها فائدة كبيرة جدّاً.
بالنسبة للعلاج الدوائي، هنالك أدوية جيدة تساعد - إن شاء الله تعالى - منها العقار الذي يعرف تجارياً باسم (فافرين)، وعقار آخر يعرف تجارياً باسم (تفرانيل)، وهنالك عقار يعرف باسم (هلوبرداول)، وهناك رابع يعرف باسم (باروكستين)، وهناك خامس يعرف باسم (زبركسا) كلها ذكر عنها حقيقة أنها ربما تكون ذات فائدة لعلاج التأتأة.
أنا أنصحك بتناول عقار فافرين والذي يعرف علمياً باسم (فلوفكسمين) تناوله ليلاً بجرعة خمسين مليجراماً بعد الأكل، واستمر عليه لمدة ستة أشهر على الأقل، وأعتقد أنك سوف تجد منه فائدة جيدة إذا طبقت معه الإرشادات الأخرى، والدواء لا شك أنه دواء سليم وفعال جدّاً إن شاء الله تعالى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً