الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عادت لي التأتأة من جديد، فما الحل؟

السؤال

مشكلتي هي أنني أعاني من التأتأة منذ الصغر ولكنها كانت بشكل خفيف ـوالحمد للهـ وكنت أستطيع إخفاءها بعدة طرق، والحمد لله أكملت دراستي الجامعية وعملت في وظيفة ممتازة وتزوجت ولدي أبناء.

بدأت المشكلة في التفاقم منذ سبعة أشهر تقريباً، حيث زادت بشكل كبير، وصاحبها شهقة، حيث لا أستطيع الكلام، فقط أشهق لتخرج الحروف ولكن من دون فائدة ويزيد الشهقان ويرتفع صوته.

ذهبت إلى طبيب نفسي وكتب لي xanax و cipralex وأخذته لمدة ستة أشهر، وتركته حيث لم أحس بتحسن، بالإضافة أنه سبب لي الخمول والكسل، فلم أستطع تحمله.

حاولت التغلب عليها بنفسي بالصلاة وقراءة القرآن وبزيادة الثقة بنفسي ولكن من دون فائدة.

الموضوع وصل إلى حالة صعبة جدا، حيث أنني لا أستطيع التعامل مع باقي الموظفين أو أفراد الأسرة، حيث أنني أشعر بصعوبة كبيرة في التواصل، والأمر بدأ يحرجني ويعقدني، حيث أنني اعتزلت جميع الناس، ولا أخرج من بيتي، وأفكر في تقديم استقالتي بعد ما قام مديري بسحب جميع مهامي تدريجيا.

لماذا زادت المشكلة؟ الآن أنا عمري تقريباً 30 سنة ولم أكن بهذه الحالة مطلقا، وهل سأرجع إلى سابق عهدي أم أن الحالة ستزداد سوءا؟

أنا لا أستطيع أخذ الأدوية حاليا حيث أنني حامل وحاولت بتمارين التنفس والاسترخاء والرياضة ولكن دون جدوى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم راشد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

يعرف أن التأتأة هي علة تصيب الرجال أكثر من الناس، وفي حالتك ازدادت الحالة إليك في الآونة الأخيرة، والسبب في ذلك قد يكون راجع لوجود قلق نفسي وأنت لم تلاحظي أعراضه الأخرى.

القلق النفسي هو من أكبر مسببات التأتأة في مثل هذا العمر، كما أن المخاوف الاجتماعية ربما تكون أسبابا أخرى، والخوف الاجتماعي لا يستشعره الإنسان، ولكن التأتأة في المواقف التي تتطلب المواجهة ربما تكون هي تعبير عن وجود هذه الدرجة البسيطة من الرهاب الاجتماعي.

أيتها الفاضلة الكريمة - يتمثل العلاج أولاً أن تعرفي أن وجود التأتأة ليس منقصة، وإن كان منقصة لما دعا سيدنا موسى... ((رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ...)).
فعليك أيتها الفاضلة الكريمة بهذا الدعاء.

ثانياً: أؤكد لك أن الآخرين لا يقومون بمراقبتك أو الاستهزاء أو السخرية منك.

ثالثاً: حاولي حقيقة أن تتواصلي مع أحد الداعيات لتدربك على مخارج الحروف، فترتيل القرآن بتؤدة وتدبر يساعد كثيراً في علاج التأتأة.

رابعاً: إذا أتيحت لك الفرصة لمقابلة أخصائي التخاطب سيكون أمراً جيداً، وذلك ليدربك على كيفية الربط بين الشهيق والنطق، وهنا أقول لك أن تمارين التنفس والاسترخاء مهمة جداً، أنت ذكرت أنك مارستها لكن دون جدوى، احترامي كبير جداً لرأيك، لكن فعاليتها مثبتة وربما لا تكوني طبقتها بالصورة الصحيحة، أو لم تكن لك إرادة التحسن، وهذه التمارين مهمة وضرورية.

النقطة الأخرى هي أن تسعي بقدر المستطاع أن لا تراقبي نفسك وقت الكلام، ومن المهم جدًا أن تحددي الأحرف والكلمات التي تجدين فيها صعوبة، كرري هذه الكلمات وأدخليها في جمل وبصوت عال كرريها عدة مرات، وهذا سوف يساعدك.

وبالنسبة للشهقة التي تأتيك وتمنعك من الكلام وهي نوع من التشنجات العضلية التي تحدث لبعض الذين يعانون من التأتأة، ونسبة لضغطهم الشديد على العضلات من أجل إخراج الحروف، هذه أيتها الفاضلة الكريمة تعالج عن طريق تمارين الاسترخاء والتنفس التدريجي، والربط ما بين الشهيق ونطق الأحرف، وهذا يتأتى من خلال التمارين التي يقوم بها أخصائي، وكذلك التعلم والتدرب على مخارج الحروف كما ذكرنا لك.

وبقي أن أقول لك أن العلاج الدوائي حوله الكثير من النقاش، وحوله الكثير من اختلافات الرأي، ولكن هو مفيد في نهاية الأمر لكثير من الناس، وأنت الآن في مرحلة الحمل، أسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة، وبعد انقضاء فترة الأربعة أشهر الأولى وهي فترة تخليق الأجنة يمكنك أن تتناولي عقارا مثل سيروكسات وجرعته (10) مليجرام، نصف حبة وتناوليه يومياً بعد الأكل ويفضل تناوله ليلاً، وبعد شهر ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة، استمري عليها لمدة بقية الحمل ثم توقفي عن تناول الدواء في فترة الرضاعة.

بالنسبة للتوقف عن السيروكسات يتطلب أن تتناولي نصف حبة في الأسبوع الأخير وليس حبة كاملة، وذلك حتى لا تحدث لك أي آثار انسحابية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول علاج التلعثم والتأتاة سلوكيا: (265295 - 266962 - 280701 - 2102145).

كما نوصيك بعمل رقية شرعية، لعل الله تعالى يضع لك فيها الشفاء.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر محمد

    السلام عليكم ورحمة الله
    ان سبب التاتاة يمكن ان يكون له علاقة بقدرة استيعاب الرئتين للهواء فالملاحظ ان عملية الشهيق و الزفير تتم بسرعة لدى من يعانون من التاتاة على خلاف الاشخاص العاديين و بوسعكم ملاحظة ذلك فانه ينصح بالمداومة على السباحة لما لها من فوائد في توسيع القفص الصدري.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً