الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أعراض جسدية مختلفة فما هو التشخيص؟

السؤال

السلام عليكم ...

قبل 8 أشهر كنت أعاني من الخمول وألم في المفاصل وألم بسيط في المعدة، وبعدها بـ 3 أشهر بدأت آلام المعدة في تزايد، وبعدها بشهر بدأت أحس بعرق يضرب في الجهة اليمنى من رأسي، وثقل، وأحس أحيانا بتنميل في رأسي وفي أطرافي ووخز في ذراعي وساقي، كما أني أشعر بضيق في الصدر وكآبة لا تتصور، وأخاف أن أصاب بالجنون، فذهبت إلى اختصاصي باطنة وبعد أن أجرو لي منضار المعدة، قال الدكتور: أن معدتي متآكلة قليلا مع انتفاخ بسيط وأنا لا أعتقد أن كل هذه الأعراض للمعدة، فأنا حائرة في أمري أرجوكم أفيدوني..

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ saliha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أنت تعانين من عدة أمراض جسدية ولكن في ظاهرها أيضا ربما يكون هنالك مكون نفسي مهم هو الذي جعل هذه الأعراض تشغلك كثيراً ، فهنالك حالات تسمى بالحالات النفسوجسدية تظهر فيها أعراض جسدية مختلفة كالألم، والتنميل، والشعور بالانقباضات العضلية، والإحساس بالثقل في بعض أجزاء الجسم وهكذا، هذه الأعراض الغير واضحة المعالم والمتعددة غالباً ما تكون مؤشر إلى وجود نوع القلق النفسي البسيط .

فيا أيتها الفاضلة الكريمة حتى بالنسبة للأعراض التي تصيب الجهاز الهضمي خاصة في مثل عمرك من اضطراب المعدة والانتفاخ ، وسوء الهضم ، وبعض الألم في الأمعاء هذه دائماً نجدها مرتبطة حقيقة بالقلق النفسي، فأنا حقيقة مطمئن تماماً إلى أنه ليس لديك أي علة عضوية ، ومادام الطبيب قد قام بمنظار المعدة واطمأننت من هذه الناحية فهذا أمر جيد، ولكن لابد أن يكون الطبيب قد قام بإجراء الفحوصات العامة للتأكد من قوة الدم ومكوناته، أما إذا لم تتم هذه الفحوصات فلابد من القيام بها لأن قوة الدم ووظائف الكبد والكلى والغدة الدرقية، فكل هذه الفحوصات أحسب أنها فحوصات أساسية، و معظم الأطباء يقوم بها فإن لم يحدث ذلك فأرجو القيام به.

وقطعاً إذا كان هنالك أي خلل فسوف يقوم الطبيب بإعطائك العلاج اللازم.

ومن الناحية النفسية أنا أنصح بممارسة التمارين الرياضية، فالرياضة مفيدة جداً حيث أنها تبني طاقات نفسية وجسدية جديدة بإذن الله تعالى ، وتزيل الألم والانقباضات العضلية، وضيق الصدر هو مؤشر حقيقي بالنسبة لوجود القلق النفسي وهذا يجعلني بالطبع أن أنصحك بأن تقابلي طبيب الأسرة وتذكري له هذه الأعراض، فأنا أرى أن المكون النفسي فيها قوي وبإذن الله تعالى سوف يقوم طبيب الأسرة بإعطائك العلاج اللازم.

أما إذا كانت مقابلة الطبيب ليس بالسهلة فيمكنك أن تتناولي أحد الأدوية الجيدة في علاج القلق النفسي والتي تحسن المزاج ومنها :
عقار يعرف باسم (بروزاك Prozac ) والاسم العلمي هو (فلوكستينFluoxetine ) موجود في معظم الدول الأوروبية ولا يحتاج إلى وصفة طبية و يكفي أن تتناولي منه كبسولة واحدة في اليوم، ويفضل تناولها بعد الأكل، واستمري عليها لمدة ستة أشهر ، ثم اجعليها كبسولة يوم بعد يوم لمدة شهر ، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أيتها الفاضلة الكريمة – هنالك نصائح هامة تفيد الإنسان فيما يخص الصحة الجسدية والنفسية ومنها تنظيم الوقت ، وإدارة الوقت بصورة صحيحة وكما ذكرنا لك ممارسة الرياضة مهمة، والتفكير الإيجابي دائماً ، فالإنسان يجب أن يكون متفائلاً و إيجابياً ، وأن يكون نافعاً لنفسه ولغيره، وهذا يجعل الإنسان يحس بالرضا وبالتالي يقضي على هذه الأعراض المبهمة والغير واضحة المعالم والتي تشير كما ذكرنا إلى وجود قلق نفسي من درجة البسيطة.

وختاماً عليك بالدعاء، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، وأشكر على التواصل مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً