الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاكتئاب المصحوب بالقلق، ما العلاج الأمثل؟

السؤال

السلام ورحمة الله وبركاته
أشكر جميع القائمين على موقع الشبكة.

أنا شاب عمري (35) سنة، أعاني من الاكتئاب المصحوب بالقلق، وأستخدم سيروكسات سي آر (37.5) وحالتي النفسية مستقرة وجيدة جدا، لكني أحيانا أعاني من الوسواس القهري بالنسبة لمستقبل الأبناء، وأمور الحياة، وحسابات المصاريف المالية اليومية، وعمل جدول يومي للمهام التي أود إنجازها.

المشكلة تكمن في أنني أعاني من (السيروكسات) في تأخر القذف الغير معقول، وزيادة الوزن، وأريد تغيير (السيروكسات) إلى (الولبترين)، فما هي الجرعة المناسبة من (الولبترين) التي توازي (37.5) من السيروكسات؟ وكيف أبدأ بتخفيض جرعة (السيروكسات) والانتقال إلى الولبترين؟

وهل (الولبترين) يساعد في علاج القلق والوسواس والرهاب الناتج من الاكتئاب أم فقط يعالج الاكتئاب؟

وهل (الولبترين) يعتبر من الأدوية الآمنة والسليمة، حتى لو استخدمها الإنسان فترة طويلة جدا من الحياة؟

كم كيلو جرام من الوزن سوف أخسر إذا استخدمت (الولبترين)؟ وما هو الوقت المفضل لأخذ (الولبترين)؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لا أريد أن أخذلك أبدًا، لكن أقول لك: إن الوليبوترين ليس بالدواء المناسب لعلاج القلق أو الوساوس القهرية، هو دواء يساعد في حالات الاكتئاب النفسي، وله ميزات كثيرة أخرى لا بد أن نذكرها وذلك من باب الإنصاف.

- الوليبوترين لا يؤدي إلى زيادة في الوزن.

- الوليبوترين يؤدي إلى زيادة وتحسن في الأداء الجنسي.

- يعتبر من الأدوية التي ترفع درجة اليقظة لدى الإنسان، وهذا ربما يكون عيبًا -أي أنه لا يؤدي إلى تحسن في النوم-.

هذه هي الحقائق حول هذا الدواء، ومن آثاره الجانبية النادرة أنه ربما ينشط البؤر الصرعية الخامنة.

هذا الكلام يجب أن لا يزعجك، لكنها حقيقة علمية، ونوبات الصرع قد تحدث مع الجرعات العالية، وهي ستمائة مليجرام في اليوم، أو إذا كان الإنسان لديه القابلية أو الاستعداد، أو لديه تاريخ أسري لمرض الصرع.

بالنسبة لاستبدال الزيروكسات بالوليبوترين، لا توجد مشكلة كبيرة، والطريقة هي :

تخفض جرعة الزيروكسات إلى خمسة وعشرين مليجرامًا، وبعد أسبوع تخض إلى (12,5) مليجرام، ثم يبدأ الإنسان في تناول الوليبوترين بجرعة مائة وخمسين مليجرامًا- أي حبة واحدة - ويستمر على الدواءين لمدة أسبوعين، بعدها يرفع جرعة الوليبوترين إلى ثلاثمائة ملجيرام في اليوم، ويجعل جرعة الزيروكسات (12.5) مليجرام يومًا بعد يوم لمدة عشرة أيام، ثم يتوقف بعد ذلك عن الزيروكسات، ويستمر على جرعة الوليبوترين وهي ثلاثمائة مليجرام.

بعد شهر يمكن أن ترفع الجرعة إلى أربعمائة وخمسين مليجرامًا، ومن وجهة نظري هذه هي الجرعة القصوى التي يجب أن لا يتعداها الإنسان.

الوليبوترين يتم تناوله بمعدل حبة كل اثنتي عشرة ساعة، أو حبة كل ثمان ساعات في حالة أن الجرعة كانت ثلاث مرات في اليوم، وهذا أخي الكريم هو وضع الوليبوترين.

الدواء بالطبع آمن لا نستطيع أن نقول إنه ليس آمنًا، وليس إدمانيًا بالطبع، ولا مانع من تناوله لفترة طويلة، لكن المحاذير التي ذكرتها يجب أن تتم مراعاتها.

موضوع تنشيط البؤر الصرعية يجب أن لا يزعجك، فهذا نادر الحدوث، ولكن الأمانة العلمية تقتضي أن أذكره، وأنا أعرف أن بعض الأطباء يقوم بإعطاء جرع صغيرة من الأدوية المضادة للصرع حين يعطي الوليبوترين؛ كنوع من التحوط،، فمثلاً يعطي التجراتول بجرعة مائتي مليجرام في اليوم، أو يعطي الدباكين بجرعة مائتي مليجرام في اليوم، أو اللامكتال بجرعة خمسين مليجرامًا في اليوم.

هذه إحدى الحيل العلاجية التي تمارس لكني حقيقة لا أفضل هذا النهج.

أخي الكريم: هذا هو الموقف بالنسبة للوليبوترين والزيروكسات.

أود أن أقترح عليك اقتراحًا آخرًا، وأرجوك أن تتدارسه وبعد ذلك اتخذ قرارك، ولا أقول لك من اللازم أن تأخذ به، لكنه مجرد اقتراح.

عقار فافرين يعتبر من الأدوية الجيدة جدًّا لعلاج الاكتئاب النفسي، وخاصة الوساوس القهرية، وفي نفس الوقت هذا الدواء لا يؤدي إلى تأخير القذف بالصورة التي تحدث مع الزيروكسات أو الأدوية المشابهة، كما أنه لا يؤدي إلى زيادة كبيرة في الوزن، وهو دواء متميز، ودواء جيد جدًّا، فيمكنك إذا أردت أن تناقش هذا الموضوع وتجعل الفافرين هو البديل، وليس الوليبوترين.

هذا مجرد مقترح، وتبديله من الزيروكسات إلى الفافرين سهل جدًّا؛ لأن الدواءين متشابهان في أمور كثيرة، فقط خفض الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجرامًا، وبعد ذلك ابدأ في الفافرين بجرعة خمسين مليجرامًا، وبعد أسبوعين اجعل الزيروكسات (12,5) مليجرام واجعل الفافرين مائة مليجرام، وبعد أسبوعين آخرين توقف عن تناول الزيروكسات وارفع جرعة الفافرين إلى مائتي مليجرام في اليوم.

هذه الجرعة تعتبر مناسبة جدًّا لعلاج الوساوس القهرية وكذلك الاكتئاب النفسي، علمًا بأن الجرعة القصوى للفافرين هي ثلاثمائة مليجرام في اليوم.
هذا مجرد مقترح رأيتُ أن أذكره لك عسى الله أن يجعل لك فيه خيرًا.

بالنسبة لإنقاص الوزن، هذا يعتمد على قابلية الإنسان للسمنة، والسمنة اتضح الآن بما لا يدع مجالاً للشك أن العوامل الوراثية والجينية تلعب فيها دورًا كبيرًا، وهنالك بعض الناس ليس لهم قابلية لزيادة الوزن، وهذا نلاحظه، والبعض الآخر لديه قابلية شديدة جدًّا.

أخي الكريم: الأمر هو أمر نسبي لا نستطيع أن نثبت ونقول كم كيلوجرام سوف ينقص الإنسان من وزنه إذا تناول هذا الدواء أو ذاك، فالأمر كله يعتمد على القابلية الوراثية، وعلى مدى التزام الإنسان بممارسة الرياضة والتحكم في طعامه من ناحية الكم والكيف؛ لأن السعرات الحرارية التي تحتويها الأطعمة هي التي تحدد مستوى السمنة الذي سوف يحدث من عدمه.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وبالطبع بجانب الأدوية لا بد أن تأخذ بالمناهج السلوكية المعروفة وهي التفكير الإيجابي - هذا مهم جدًّا أخي الكريم - وإدارة الوقت بصورة طيبة، والتواصل الاجتماعي، ومصاحبة الصالحين والأفاضل من الناس، وممارسة الرياضة، هذا كله أخي الكريم فيه خير كبير جدًّا، ويجب أن تحقر فكرة الوسواس، ويجب أن تقاومه وتستبدله بفكر مخالف، وكذلك الأفكار الاكتئابية السلبية المشوهة لا بد أن نقضي عليها وذلك من خلال إدخال فكر إيجابي تفاؤلي جديد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
==============
للفائدة حول موضوعك أكثر راجع هذه الروابط:
العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121 )
العلاج السلوكي للقلق: ( 261371 - 264992 - 265121 )

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية نورة

    جزاك الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً