الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا رجل متزوج، لكني أعاني من الخوف و الجبن! ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أنا رجل متزوج، ولدي طفل، والحمد لله مرتاح في حياتي الزوجية، لكني شخص خواف وجبان، وقد تأكد لي ذلك في أكثر من موقف، كان آخرها قبل أسبوع، عندما حاول مراهق استفزازي، ومضايقتي بسيارته، وتجرأ بإيقافي بالوقوف أمامي، لكي يخرج من سيارته ويضربني!

مع أنه كان ضعيف البنية، وصغير السن بالنسبة لي، لكني جبنت وخفت، وبعدها أخذت باللوم على نفسي، وهذا ليس إلا موقفا واحدا من تلك المواقف التي مرت علي في حياتي.

هل هذا يعتبر من الرهاب الاجتماعي؟ مع العلم أني منذ صغر سني أخاف، وأجبن مثل تلك المواجهات مع الآخرين.

ما الحل؟ وهل يوجد علاج دوائي يقضي على حالة الخوف، والجبن عندي؟

حبذا أن يكون العلاج لا يؤدي إلى السمنة، حيث إنني جاهدت نفسي حتى عاد جسمي لوزنه الطبيعي، وكما أن العائلة ينتشر فيها السمنة.

أرجوكم أريد حلاً للحالة التي عندي، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إني لا أريدك أبدًا أن تصف نفسك بالخوف والجبن، فأنت لست بخواف ولست بجبان، أنت رجل تتعامل مع الأمور والمواقف بشيء من الذوق والحكمة، ولكنّ الآخرين لا يقدرون ذلك، هذا المراهق الذي اعترضك لا شك أنه إنسان غير مستبصر، ولا يراعي الأمور التي تتعلق بالذوق الاجتماعي واحترام الآخرين.

هؤلاء كثر جدًّا في زمننا هذا، وهذا يجب أن تتجاوز عنه، قال تعالى: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}، فأرجو أن لا تعتبر أن هذا الموقف كان دليلاً على وجود خوف وجبن عندك.

أنت ذكرت أن هذا الأمر ينتابك من الصغر، لكن مثل هذه المفاهيم السلبية لا أريدها أبدًا أن تسيطر عليك، اعتبر أن الذي تعاني منه هو نوع من الحياء نوع من الأدب، لا تعتبره خوفًا ولا تعتبره جبنًا أبدًا.

أنا حقيقة أعرف أن مثل هذه المواقف - أي مثل اعتراض هذا المراهق لك - يسبب المضايقة لكثير من الناس، وكلنا قد حدثت لنا مثل هذه المواقف، فيا أخي الكريم: الصورة الذهنية لديك يجب أن تكون مختلفة تمامًا، والإنسان دائمًا يجب أن يتعلم التصرف الحسن الذي يتسم بالحكمة في مثل هذه المواقف، مهما أساء لك كن أنت حكيمًا وكن مقتدرًا على تخير الكلمات التي تضعه في الحرج وتجعله يغير من موقفه، وفي نفس الوقت تكون قد أحسنت إليه، وذلك من خلال هذا الدرس التربوي البسيط.

أخي الكريم: أرجو أن تغير من مفاهيمك حول هذا الموضوع.

نصيحتي لك أيضًا هي أن تتقدم دائمًا الصفوف، كن في الصف الأول في صلاة الجماعة، حين تخاطب الناس انظر إليهم في وجوههم، ابدأ أنت دائمًا بأخذ المبادرات.

أنا لا أعتبر أن لديك رهابا اجتماعيا حقيقيا، لكن فكرة أنك خوّاف وأنك جبان في حد ذاتها هي ظاهرة سلبية جدًّا، تجعلك تبني قناعات أنه لديك رهاب اجتماعي، وأنك لا تستطيع أن تواجه المواقف.

أخي الكريم: كجزء من تواصلك الاجتماعي من المفيد أن تمارس الرياضة الجماعية، احضر حلقات التلاوة، انخرط في العمل الثقافي والاجتماعي متى ما وجدت إلى ذلك سبيلاً، تذكر الإيجابيات الجميلة في حياتك، فأنت متزوج وسعيد في حياتك الزوجية بفضل الله تعالى، طور من مهاراتك في عملك، أكثر من القراءات والاطلاعات، اقرأ عن الأبطال خاصة في تاريخنا الإسلامي، وحاول أن تتمثل بهم، هذا يساعدك كثيرًا.

بالنسبة للعلاج الدوائي أنا لا أراه شرطًا أساسيًا في حالتك، لكن لا بأس أن تتناول دواء بسيطا مثل البروزاك مثلاً، هو لا يزيد الوزن ولا يؤدي إلى السمنة، ولكن يعرف أنه جيد أيضًا في علاج القلق والمخاوف ويحسن المزاج.

تناول البروزاك والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين)، بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، تناول الدواء بعد الأكل، وهذا -إن شاء الله تعالى- يساعدك كثيرًا، لكن كن أكثر حرصًا على تغيير مفاهيمك حول نفسك وطبق الإرشادات السابقة التي ذكرناها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ااااا


    اعطه نصيحه في المواجهه وبس
    أخي العزيز انت تحتاج بأن تكون شجاع لازم تختلط بشباب تقدر تقول انهم راعين مشاكل أو سجل بنادي والعب حديد بتعطيك ثقه بالنفس نوعا ما لانك اذا استمريت على هالوضع بتجيك أمراض

  • الجزائر سيف

    يا اخي ... اسال الله ان يشفيك و يشفيني و يشفي جميع المسلميين .... حالتي مثلك او اكثر ... دوام الحال من المحال ...


  • السعودية أحمد مدخلي

    الله يشفيك يا أخوي

  • السعودية لاباس

    ماقول الا كثير م حالتك بس الجبانه في لقلب وشجاعه في القلب حتى من صغرك لو تعالج من يوم ليوم القيامه بس علي بالهوش والضرب كسر حاجز الخوف

  • أمريكا هادي

    الله يشفيك حافظ علي الصلوات في وقتها

  • رومانيا Dakhilallah

    استمر ع حالك فأنت ابرك من غيرك

  • أمريكا احمد الجزائر

    الله يشفيك أخي، نصيحتي لك أولا الدعاء ثم اتخاذ الأسباب ومنها أن ترسم على وجهك ابتسامة خفيفة جدا لا تفارقك أبدا تجعلك تبدو واثقا في نفسك ثم حاول أن تكلم أكبر عدد من الأشخاص وخاصة الذين لهم مهابة جاهد نفسك على ذلك حتى ولو أن تسألهم كم الساعة ولا تنزع عينك من عيونهم، حاول أن تركز في الحديث، وأكثر من حضور أي تجمع واخترع أي سؤال لتجد فرصة كي تكلم كل من في الجماعة وتنظر في عيونهم ولا تنسى الابسامة أو الضحك وكلم كل أحد كأنك تعرفه مسبقا ولكن باحترام طبعا. اعتبر كل من تلقاه أن عنده رهاب اجتماعي وأنت تحاول أن تطمئنه، وربما يكون هذا هو الواقع. إذا رأيت شخصا غاضبا منك أو من غيرك عامله كأنه أخ لك من أبيك وأمك مريض نفسيا وأنت الطبيب الهادئ المبتسم الواثق في نفسه تحاول أن تساعده لأنك مشفق عليه تأخذه على "قد" عقله وربما يتحول إلى صديق لك حتى. إذا كنت تعمل في شركة كلم من هو أعلى منك مرتبة واخترع أي موضوع وكلما كان الشخص ذا شأن كانت دقات قلبك اسرع وهذا تمرين لقلبك مع الوقت يحتاج القلب لشىء أكثر مهابة لكي يخاف. وأهم من ذلك كله احرص على مايزيد إيمانك بالله لأن كل الفتوحات الاسلامية كانت تتطلب الشجاعة والتي كان مصدرها الإيمان.

  • أمريكا اشرف

    اخي العزيز انا مثلك كنت في صغري اتشاجر بشكل عادي الى ان تشاجرت مع شخص اكبر مني وكبرت المشكلة كثيرا اصبحت اخاف المشاكل خوفا من ان تكبر لكن وجدت الحل وهي بدخول قاعة كمال الاجسام وتغيير روتين حياتي بشكل كبير والانخراط مع الاصدقاء طيلة اليوم الى ان واجهتني مشكلة وتشجعت وقضيت عليها الى الآن لم تعد لدي اي خوف اعمل كما عملت وبالتوفيق

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً