الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أذاكر دروسي أوسوس وأقوم بمخاطبة نفسي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصتي باختصار هي أني حينما أذاكر دروسي أشعر بوسوسة وأقوم بمخاطبة نفسي، وليس فقط في وقت دروسي بل حتى قبل النوم وفي وقت الفراغ.

كيف أتخلص من الوسوسة؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راجية الجنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

كلمة وسوسة تستعمل كثيراً من جانب الناس لكن المشكلة الكبرى أن المفاهيم حول هذا التعبير أو هذه الكلمة يختلف من إنسان إلى آخر، وهذه إشكالية كبيرة جداً، فالبعض قد يقصد بالوسوسة حديث النفس، والبعض قد يقصد بها نوعاً من القلق الداخلي، وقد تكون وساوس حقيقية.

في مثل عمرك أعتقد أن الأمر يرتبط بحديث النفس أكثر مما هي وساوس حقيقية، وهذه مرتبطة بالقلق النفسي الذي يعتبر ظهوره طبيعي جداً في مثل عمرك وللتخلص من الوسوسة هنالك طرق مهمة جداً كلها تتمركز في كيفية الاستفادة من الوقت بصورة صحيحة، وأنت ذكرت أن هذه الوسوسة تأتيك عند المذاكرة وعند أوقات الفراغ، وقبل النوم، وهذا هو الوضع المثالي جداً لأن يكثر حديث النفس، ولأن تأتي أحلام اليقظة الإنسان، ويرسم الإنسان صورة ذهنية مستقبلية، ويفكر فيها بإسراف وشيء من الخيال الغير منضبط.

إذن الحل هو أن تستفيدي من وقتك، وأن ترتبي وقتك بصورة جيدة، وأن تكون هنالك أنشطة مختلفة، وأن تمارسي الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وتخصصي وقتا للقراءة، ووقتا للاستمتاع بالبرامج التلفزيونية الجيدة، ويا حبذا لو ذهبت إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وأن تكون لك رفقة طيبة من الفتيات الملتزمات، وأن يكون هنالك تواصل وزيارة الأرحام وهذه كلها نشاطات اجتماعية وذاتية مفيدة جداً تقلل من حديث النفس ومن الوساوس التي تأتي للإنسان كما هو في مثل حالتك.

أهم شيء أن الإنسان إذا رأى أنه بالفعل موسوس عليه أن يحقر هذه الفكرة ذاتها، ويجب أن لا يعتبر نفسه موسوساً، ويجب أن يعتبرها ظاهرة عرضية ويتجاهلها، وسوف تنتهي إن شاء الله تعالى.

الحفاظ على الصلوات في وقتها والأذكار والدعاء، وأن يستعيذ الإنسان من الشيطان الرجيم، هذه مطمئنات كبيرة، وتزيل إن شاء الله الوساوس، وكذلك حديث النفس.

لا بد أن تكون لديك برامج واضحة نحو مستقبلك وبرامج ملزمة، خاصة حول التعليم والعمل من أجل التفوق، وأن تتحصلي على أعلى الدرجات، وهذا يجب أن يشغلك فكرك وإذا اشتغلت بهذا الأمر فسوف تنجزيه إن شاء الله تعالى، وهذا أيضا يقلل من هذه الوساوس.

في مثل هذه الحالات ننصح أيضا بأدوية بسيطة وخفيفة وسليم تقلل حديث النفس والقلق والوساوس، ومن أفضلها أدواء يعرف باسم فافرين Faverin والاسم العلمي هو فلوفكسمينFluvoxamine، لا بأس أبداً أن تتناوليه بجرعة صغيرة وهي (50) مليجرام بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك توقفي عن تناول الدواء، وهو لا يتطلب وصفة طبية، كما أنه غير إدماني وغير تعودي، ولا يؤثر على الهرمون النسوية وهو سليم جداً.

ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي:
منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: (272641 - 265121 - 267206 - 265003).

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً