الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أوقف دواء السافينيز وأبقى على السيركويل وحده؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا صاحب الاستشارة رقم (2114602) أتوجه بالشكر بداية إلى الدكتور محمد عبد العليم، على تفضله بالإجابة على استشارتي السابقة، ولأنه يتعذر علي حالياً الذهاب إلى الطبيب، لأنني في إجازة في السعودية، وطبيبي المعالج في مصر، وأنا أتناول الأدوية التالية: حبة ديباكين كرونو صباحاً + دوجماتيل فورت 200 + كون كون ( شبيه بالإندرال ) و 300 ملجم سيركويل مساء + ديباكين كرونو + دوجماتيل فورت + سافينيز (هالوبريدال) 5 ملجم مساءً + كوجنتول 2 ملجم لذلك أود أن أسألك سيدي الطبيب عن ثلاث نقاط:

النقطة الأولى: بالنسبة للعلاج الدوائي فقد اتصلت بطبيبي المعالج هاتفياً، وقال لي إنه لا يصح أن يسحب السافينيز وإلا سنضطر إلى رفع جرعة السيركويل إلى (600) ملجم، وأنا لا أود ذلك بسبب تكلفة السيركويل العالية, لكنني أشعر بتعب شديد من السافينيز ولا أستطيع بعد تناول العلاج مساء إلا النوم الى حوالي (14) ساعة يومياً، وحالياً أرى نفسي تحسنت كثيراً، واختفت حالة الهياج التي كنت أشعر بها، وكذلك الهلاوس، فهل ترى يا دكتور عبد العليم أن أسحب السافينيز وأبقى على السيركويل وحده منذ الآن بجرعة (300) كجرعة وقائية؟

النقطة الثانية: أنا مدخن للأسف، وأود أن أقطع التدخين، فهل ترى أن الوقت مناسب أم أنني ربما سأعاني من عصبية شديدة بعد الانقطاع عن التدخين؟

النقطة الثالثة: أعاني من اجترار الذكريات المؤلمة والمخزية لأيام المرض، وكيف كنت أتفاعل وأسب وأشتم مع الهلاوس التي كانت عبارة عن تعليق على أفعالي، وأحيانا تناديني باسمي فأثور عصبية وأرد عليها، لأنني كنت أحسبها صوت الجيران يتجسسون علي في الحمام وغرفة النوم، لذلك كنت أصرخ من شدة العصبية، وهذا يؤثر علي كثيراً الآن عندما أتذكر حالة المرض أشعر بكثير من الإحباط والألم، وربما الاكتئاب وفقدان الأمل في القدرة على العودة إلى مصر لإكمال دراستي التي أنا أساساً متأخر فيها كثيراً.

ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا تنزعج أبدًا ما دام الطبيب قد نصحك بالاستمرار على السافينيز، فيمكن أن نصل إلى حل وسطي، وهو أن تتناول حبة واحدة ليلاً من فئة الخمسة مليجرام، وتترك جرعة السوركويل كما هي -أي ثلاثمائة مليجرام يوميًا- وهذا -يا أخي الكريم- من وجهة نظري سوف يكون كافيًا من الناحية العلاجية، وفي نفس الوقت لن تحتاج لأن ترفع جرعة السوركويل، -وإن شاء الله- سوف يتم التحكم الكامل في الأعراض دون أن يحدث لك ساعات النوم الطويلة، وساعات النوم هذه بإلزام النفس وممارسة الرياضة، وتناول كوب من القهوة في الصباح سوف تجد أن طاقاتك قد تجددت وأصبحت أكثر إقدامًا على الحركة الجسدية وبقبول وفرح وانشراح.

هنالك حقيقة علمية مهمة جدًّا، وهي أن السافينيز والذي يعرف باسم (هلوبريادون) هنالك دراسات تشير أن اثنين مليجرام فقط من هذا الدواء يمكن أن تؤدي إلى حركة إيجابية جدًّا في حوالي ثمانين بالمائة من الموصلات العصبية، ففعالية هذا الدواء يمكن أن يتم التحصل عليها بجرعة صغيرة جدًّا، فخمسة مليجرام فقط سوف تكون كافية تمامًا ولن تؤثر عليك سلبًا أبدًا -كما ذكرت لك- ويمكن أن تظل جرعة السوركويل كما هي، وأتفق معك أن السوركويل مكلف بعض الشيء.

بالنسبة للنقطة الثانية: التدخين يمكنك أن تقطعه، والقرار سهل جدًّا وليس بالصعب، والتطبيق أيضًا ليس بالصعب، تذكر يا أخي الكريم في رمضان الإنسان لا يدخن، قد يشعر بصداع بسيط أو شيء من هذا القبيل في اليوم الأول، وبعد ذلك تسير الأمور عادية جدًّا، نحن نعترف أن النكوتين يحمل بعض الصفات الإدمانية، لكن ليس كإدمان المواد الأخرى، فالانقطاع منه ممكن جدًّا، وأنت تتناول السوركويل وبقية الأدوية، وهذه يعرف أنها تقلل جدًّا من العصبية والتوتر، فأنا أقول لك: توقف عن التدخين، ويمكنك في الأيام الأولى أن تتناول حبوب النكوتين التي يمكن أن يتم مضغها أو توجد مستحضرات من النكوتين يمكن لصقها على الجلد، هذه سوف تعوض تمامًا مستوى النكوتين في الدم، ولن تشعر بأي أعراض انسحابية، وهذا -يا أخي- سوف يشجعك كثيرًا -إن شاء الله- على الاستمرار في الانقطاع، وبجانب ذلك حاول أن تمارس أي نوع من الرياضة، خاصة مثل رياضة المشي والجري، فهي ذات فاعلية ممتازة في تقليل العصبية والتوتر التي قد تكون مرتبطة بانسحاب النكوتين.

النقطة الثالثة: ليس هنالك ما تأسى عليه يا أخي، الماضي قد انتهى، والماضي هو عبرة وعظة، ولا تكن حساسًا حول هذه الأمور، بل على العكس تمامًا هي خبرة وتجربة تحتم عليك الاستمرار في العلاج حتى لا تحدث لك أي نوع من الانتكاسات.

المرض ليس عيبًا أبدًا، لكن العيب أن يهمل الإنسان في نفسه وأن لا يلتزم بتناول علاجه، خاصة إذا أثبت أن هذا العلاج نافع، و نوعية الأعراض التي كانت تنتابك ليست تحت إرادتك، وإن شاء الله تعالى أنك من أصحاب الأعذار، فلا تأس على شيء، ولا تشعر أبدًا بالإحباط.

كثير من الناس لهم ماض قبيح وسيئ جدّا وزلت أقدامهم تمامًا، ولكن بعد ذلك استرشدوا وتابوا وصلحت أمورهم وعاشوا في قمة الراحة والاستقرار، وأنت لم تأت بمنكر ولم تأت بأمر سيئ أبدًا، هذا مرض، وأؤكد لك أن المرض ليس بالعيب أبدًا، هي تجربة وخبرة اكتسبتها، وعلى العكس تمامًا يجب أن تستفيد من هذه الخبرة لتعيش حياتك الحاضرة بقوة ومستقبلك بكل أمل ورجاء، ولا تفقد الأمل أبدًا في موضوع الدراسة، التعليم الآن متاح بطرق كثيرة جدًّا، حتى بعد أن يتخطى الإنسان العمر الدراسي المعروف، فقط جدد طاقاتك واعقد العزم والنية، -وإن شاء الله تعالى- يُكتب لك التوفيق والسداد.

أسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، وأن يقدر لك الخير والبركة، وأن يديم علينا وعليك الصحة والعافية، ويجعلنا من الحامدين والشاكرين على العافية، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً