الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اكتئاب شديد جدا... فماذا أعمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إخواني: أنا مكتئب جدا، وأكتب هذه الكلمات وهاجس الموت يلاحقني، فلا أعرف هل سأحيا أو أموت؟!

أعاني من خوف شديد جدا، وقلق وعرق، ولا أعلم ماذا أفعل؟ لأنني كنت أستعمل (الليكوستانيل) لمدة أسبوعين، وتركته، فهل هذه أعراضه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مكتئب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد ذكرت لك في الرسالة السابقة أن الإنسان من الضروري جدًّا أن يتعامل مع نفسه بصورة إيجابية، وأن لا يرسخ ولا يثبت المفاهيم الخاطئة.

أنت في المرة السابقة ذكرت أنك تعاني من اكتئاب شديد، وكلمة شديد كلمة ثقيلة الوقع على النفس، ومتى ما ثبّت الإنسان هذه المفاهيم وأخذ يتحرك ويفكر من خلالها، هذا يجعل هذه الأفكار أكثر ثباتًا، ويكون هنالك نوع من التأثير الإيحائي السلبي، وهذا بالطبع يجعل علاج الاكتئاب أمرًا صعبًا، والآن أنت تقول إنك مكتئب جدًّا.

أنا أخي الكريم أتعاطف معك، وأصدق كل كلمة ذكرتها، وأعرف أن الاكتئاب مؤلم، ويسبب الكثير من الأذى للناس، لكني أريدك أيضًا أن تتمسك بالأمل، وأن تتمسك بالرجاء، وأن تعرف أنك تحت رحمة الله تعالى، وفي معية الله وفي حرزه وحفظه، وأن الخير أكثر من الشر، وأن الفرج سوف يأتي إن شاء الله تعالى.

انقل نفسك نقلة إيجابية، هذا مهم جدًّا، والمخاوف والهواجس إذا كانت حول الموت أو خلاف الموت هي جزء من هذه الحالة النفسية التي تعاني منها، وبشيء من التوكل والقناعات الداخلية بأن الأعمار بيد الله تعالى، وأن الخوف من الموت لا يقدم في عمر الإنسان ولا يؤخره لحظة واحدة.

أخي الكريم: هذا إن شاء الله تعالى يجعل الفكر المسيطر عليك - وهو فكر سلبي واستحواذي - يجعله يتغير إن شاء الله تعالى.

سؤالك حول (اللوكستونين) وأنك تناولته لمدة أسبوعين ثم تركته، هل هذا مرتبط بهذه الأعراض التي تعاني منها الآن؟

التعرق والقلق يمكن أن تكون أعراضا انسحابية للوكستونين، إذا كان التوقف توقفًا مفاجئًا ودون تدرج، وكانت الجرعة كبيرة نسبيًا، مثلاً ثلاثة مليجرام أو أكثر في اليوم، أما إذا كانت الجرعة أقل من ذلك أو كان هنالك تدرج في التوقف فعادة لا تحدث آثار انسحابية من اللوكستونين.

اللوكستونين بصفة عامة أعراضه الانسحابية ليست شديدة، فيا أخي الكريم: إذا كانت الجرعة التي تتناولها جرعة كبيرة، فهنا أقول لك ارجع وتناول اللوكستونين بجرعة أقل، مثلاً واحد ونصف مليجرام صباحًا ومساءً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعله واحدا ونصف مليجرام ليلاً لمدة أسبوع، ثم اجعله واحدا ونصف مليجرام يومًا بعد يوم لمدة أسبوع، هنا تكون قد تدرجت في تناول (اللوكستونين) والتوقف منه، وإن شاء الله تختفي هذه الأعراض تمامًا.

أما إذا كانت الجرعة في الأصل جرعة صغيرة، فهنا أقول لك لا ترجع مرة أخرى للوكستونين، واستمر على الأدوية الأخرى التي وُصفت لك، وحاول أن تمارس الرياضة، وأن ترفه عن نفسك، وأن تكون أكثر تفاؤلاً، وإن شاء الله تعالى سوف تختفي هذه الأعراض.

ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي: علاج الخوف من الموت سلوكيا: 261797 - 272262 - 263284 - 278081.

جزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر wwethetop@yahoo.com

    شكرا يا اسلام

  • رومانيا أحمد الحمصي

    يارب

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً