الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهبة من عيادة الأسنان

السؤال

السلام عليكم,,,

عندي رهبة شديدة من عيادة الأسنان, ولا أدري كيف أتغلب عليها, تواجهني مشكلة في أسناني لكني من الخوف لا أستطع الذهاب لعيادة الأسنان، فماذا أفعل؟!

جزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لحن الحياه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فهذا النوع من الخوف هو خوف مكتسب، وهو شائع جدًّا، والمخاوف من أي نوع خاصة مثل هذا النوع تعالج عن طريق المواجهة.

أولاً: يجب أن تفهمي أن فكرة الخوف نفسها فكرة سخيفة، لا تتقبليها دون أي نوع من الرفض أو التحدي للفكرة، لا تستسلمي لها، ناقشي نفسك (لماذا أخاف؟ الناس كلهم يذهبون إلى طبيب الأسنان، طبيب الأسنان بشر، حين تدرب وتعلم قطعًا قد تكون واجهته بعض المشاكل، ولكنه بعد ذلك تطبع على هذه المهنة) لابد أن يكون هنالك نوع من الحوار، هذا الحوار يساعد في تصحيح المفاهيم.

ثانيًا: يجب أن تلجئي إلى التعرض، أن تعرضي نفسك لهذا الأمر, اقرئي عن الأسنان وتركيبها وأنواعها ومساراتها، وكذلك اقرئي عن طب الأسنان قليلاً، ويمكن -على الكمبيوتر- أن تري صورة كرسي الأسنان وما يقوم به الطبيب، عرضي نفسك لهذه المشاهد وهذا نسميه بالتعريض أو المواجهة في الخيال والتي ليست في الواقع، ولكنها مفيدة جدًّا.

أنصحك أيضًا أن ترسمي كرسي الأسنان ومعدات الأسنان كثيرًا، قومي بهذا الأمر يوميًا، هذا أيضًا نوع من التعريض مفيد وجيد جدًّا, بعد ذلك اذهبي إلى عيادة الأسنان مع أحد قريباتك أو صديقاتك، واجلسي في الانتظار، مجرد الجلوس في الانتظار، اسمعي لأصوات ماكنات الأسنان التي يقوم الأطباء باستعمالها لتنظيف الأسنان وعلاجها, كرري هذا الأمر أربع أو خمس مرات, بعد ذلك اعملي مواعيد واذهبي إلى الطبيب، وأفضل أن تذهبي إلى طبيبة وتشرحي لها أنك تعانين من هذه العلة، وسوف تقدر ذلك جدًّا، وسوف تكون لطيفة معك وتشرح لك الأمور، وسوف تدربك أيضًا على تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جدًّا.

وبالمناسبة يمكنك أنت أيضًا أن تتدربي على هذه التمارين في البيت، وهي بسيطة جدًّا: اجلسي على كرسي – مثل كرسي الأسنان – كرسي يكون فيه شيء من الراحة والأريحية، أغمضي عينيك، خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا، النفس يكون عن طريق الأنف، اجعلي صدرك يمتلأ بالهواء، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم, كرري هذا التمرين أربع إلى خمس مرات متتالية في كل جلسة بمعدل جلستين في اليوم لمدة أسبوع، وسوف تجدين فيه فائدة كبيرة جدًّا.

بعض الناس تتوفر لديهم ألعاب على شكل كرسي أسنان ومعدات أسنان، وقد وجد أيضًا أن تعرضهم لهذا الأمر يساعدهم كثيرا.

بقي أن أقول لك أمرا واحدا، وهو أنه توجد أدوية طبية مضادة للمخاوف، أريدك أن تستعمليها لمدة ثلاثة أشهر، الدواء يعرف باسم (لسترال) واسمه التجاري الآخر هو (زولفت)، واسمه العلمي هو (سيرترالين)، تناوليه بجرعة نصف حبة يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة لمدة عشرة أيام، ثم توقفي عن تناولها, بجانب السيرترالين هنالك عقار يعرف تجاريًا باسم (إندرال)، والذي يعرف علميًا باسم (بروبرانلول)، أريدك أن تتناوليه بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر آخر، ثم تتوقفي عن تناوله، ويمكنك أن تتناولي منه عشرين مليجرامًا قبل ساعتين من الذهاب إلى طبيب الأسنان، هذا أيضًا مفيد جدًّا.

أيتها الفاضلة الكريمة: هذا هو الذي أود أن أقوله لك، ودائمًا حين يواجه الإنسان هذا النوع من المخاوف ويكون ذاهبًا لمقابلة الطبيب عليه أن يستغفر الله تعالى، اقرئي الفاتحة، الإخلاص، المعوذتين، وتذكري دائمًا أنك في حفظ الله وفي حرزه, هذا هو المطلوب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً