الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي أسباب الولادة المبكرة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجتي عمرها حالياً (29) سنة، في الحمل الأول قبل سنتين كان حملها بدون أي مشاكل، إلى أن وصلت إلى الأسبوع (33) ولدت بعملية قيصرية، حيث أحست بطلق وأوجاع بشكل مفاجئ وغير متوقع، وعندما ذهبنا إلى المستشفى أخبرتنا الطبيبة بأن نبض الجنين يتناقص وغير منتظم، ولابد من الولادة، وكان لديها توسع بعنق الرحم، حوالي (2 سم).

وقالت الطبيبة لابد من إجراء عملية قيصرية، لأنه إذا بقي الجنين أكثر ربما يموت، وبعد العملية أخبرتنا الطبيبة أنها وجدت انفصالاً جزئياً بالمشيمة، وكان وزن الطفلة (1580 غرام) وبقيت شهراً بالحاضنة، وخرجت بالسلامة - والحمد لله - وعمرها حالياً سنتان وثلاثة أشهر - ربي يحفظها - علماً بأنه قبل خمسة أيام من الولادة ارتفعت درجة حرارة زوجتي بشكل كبير، نتيجة إصابتها بزكام، وعندما ذهبنا إلى الطبيبة.

قالت لها لا تخافي فالجنين بخير ولا توجد مشاكل، وأيضاً بنفس يوم الولادة انزلقت قدم زوجتي في البيت واختل توازنها، ولكنها لم تسقط على الأرض، بل مسكت بالجدار، والطبيبة المعالجة أخبرت زوجتي أنه بالحمل القادم سوف تعطيها الأسبرين لغرض المشيمة، وكانت المشيمة حسب كلام الطبيبة أمامية.

المشكلة الأكبر حدثت بالحمل الثاني قبل سبعة أشهر، حيث تقرير السونار بين بالأسبوع التاسع أن هناك توأما، أحدهما كيس جنين بعمر (6) أسابيع، ومتوقف عن النمو، والثاني بعمر (9) أسابيع، واستمرت زوجتي طيلة فترة الحمل من الشهر الأول إلى الشهر السادس تأخذ إبر مثبتات برملوت دبوت، وتحاميل، واستمر الدم ينزل عليها، وعند فحص الجنين تخبرنا الطبيبة أن الجنين بخير، وفي الشهر السادس أخبرتنا أن رأس الطفل نازل، ولابد أن ترتاح وتنام على ظهرها، وأنها مهددة بولادة مبكرة، ولكن أخبرتنا أن عنق الرحم مغلق ولا تحتاج إلى ربط، وتقرير السونار أيضاً بين أنها لا تحتاج إلى ربط عنق الرحم، وزوجتي بالأسبوع (26) جاءها طلق مفاجئ ونزل ماء الجنين، ولكن كان لونه بنياً، وولدت بشكل طبيعي، والطفلة بوزن (860 غرام) وكانت رئتها غير مكتملة، علماً أننا قبل ساعتين كنا عند الطبيبة وأخبرتنا أن الأمور طبيعية، ولكن رأس الطفل نازل وتحتاج إلى الراحة، وكتبت لها إبر مثبتات مرة أخرى برملوت دبوت.

وقبل هذه الحادثة بيوم وعند الساعة الثانية ليلاً زوجتي حدثت لها تقلصات قوية، ذهبنا إلى المستشفى وأعطوها مهدئاً للتقلصات، وخرجت من المستشفى، وفي ثاني يوم حدثت الولادة، والطفلة بقيت بالحاضنة لمدة (45) يوماً، وكانت على جهاز التنفس، وتوفيت قبل أسبوعين نتيجة تسمم ميكروبي دموي أدى إلى تخثر بالدم، وتوقف بعمل القلب والتنفس، وتضخم بالكليتين، إضافة إلى حدوث استسقاء وضمور بخلايا المخ، أخبرنا الأطباء أنها لو عاشت فستكون معاقة، والحمد لله على ما أعطى وعلى ما أخذ.

أسئلتي هي:
1. ما هي الإجراءات الطبية والنصائح التي يجب أن نتخذها بالحمل القادم؟ لأن الطبيبات التي تمت مراجعتهن لم تكن بمستوى الاهتمام اللازم للحفاظ على الجنين.

2. ما هي المدة الزمنية اللازمة لغرض الحمل مرة ثانية؟

3. ما هو الشهر المفضل لغرض أخذ إبر الكوريتزون لنمو الرئة للجنين؟ وهل كان يمكن أخذها بالأسبوع (25) أو (24) مثلاً؟

4. ما هي التحاليل التي يجب عملها قبل وأثناء الحمل؟

5. هل كان يجب عمل الربط وعدم الاعتماد على تقرير السونار؟

6. ما هو الأسبوع المناسب لعمل الربط؟ وهل يمكن عمل الربط بالشهر الخامس أو السادس من الحمل في حالة زوجتي مثلاً؟

7. هل بسبب بداية الحمل بتوائم أحدهما توفي في الرحم سبب حالة الولادة المبكرة ونزول الدم طيلة الستة أشهر؟

ملاحظة: بعد الولادة الطبيعية حدث لزوجتي نزيف ثان يوم نتيجة ترك أجزاء من المشيمة بالرحم، مما أدى إلى دخولها العمليات بتخدير عام لغرض تنظيف الرحم، علماً بأن الطبيبة التي ولدتها قالت إن المشيمة (not healthy) ولهذا لم تستطع تنظيف الرحم بعد الولادة مباشرة.

جزاكم الله كل خير ووفقكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رياض حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فعوضكم الله بكل خير، وجعل صبركم واحتسابكم في ميزان حسناتكم - إن شاء الله -.

في حالات الولادة المبكرة فإنه وفي أغلب الحالات لا يمكن معرفة السبب، كما أنه قد يصعب منع حدوثها, فالولادة المبكرة كانت وما تزال تشكل معضلة طبية، سواء في الوقاية أو في العلاج.

بالنسبة لما حدث مع زوجتك في الحمل الأول فقد يكون لارتفاع الحرارة دور في حدوث الطلق المبكر، فالحرارة تسبب تقلصات في الرحم, وزاد في الأمر السقوط الذي تعرضت له، والذي يبدو أنه عمل على حدوث انفصال جزئي في المشيمة كان السبب في حدوث بطء في نبض الجنين، وبالطبع فهذه عوامل تؤهب لحدوث المخاض الباكر, لكن لا يعني بأن كل سيدة ترتفع حرارتها أو تسقط سيحدث لها ولادة باكرة.

يجب أن يتم عمل مسحة من عنق الرحم للزراعة في المختبر، وذلك للتأكد من عدم وجود أية التهابات نسائية خفية، والعمل على علاجها قبل حدوث الحمل, ويجب أن يتم خلال الحمل القادم أخذ عينة جديدة للتأكد أيضاً من عدم وجود أي التهاب خفي قد ينشط مع الحمل، حتى لو لم تكن هنالك أية شكوى لدى زوجتك، كما يجب عمل تحليل للبول، فبعض التهابات البول الخفية والغير ظاهرة قد تسبب ولادة مبكرة ويصعب كشفها بدون عمل تحاليل زراعة متكررة.

من الأفضل أن تبدأ زوجتك وقبل الحمل بتناول حبوب الفوليك آسيد، حبة يومياً، والاستمرار عليها طوال الحمل، ويمكن إعطاء حبوب أسبرين الأطفال عند حدوث الحمل الجديد، حبة يومياً، فهي قد تساعد في تحسين تعشيش المشيمة وزيادة جريان الدم فيها.

يجب اللجوء إلى الراحة قدر الإمكان، ويفضل النوم والاستلقاء على الجانب الأيسر، مع شرب السوائل بكثرة، وخاصة الماء، لأنه يزيد من حجم الدم، ويزيد من ضخه إلى المشيمة، ويجب الابتعاد عن الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، كما يجب الابتعاد عن العلاقة الزوجية، وعند حدوث أي ألم من أي نوع يجب فوراً التوجه إلى المستشفى.

ويجب عمل ربط لعنق الرحم في الحمل القادم - إن شاء الله - لأننا لا نعتمد فقط على قياس عنق الرحم لتحديد وجود قصور في عنق الرحم، بل نعتمد أساساً على القصة المرضية للسيدة، أي على طبيعة ما حدث لها في الحمل السابق؛ لذلك يجب عمل ربط لزوجتك بغض النظر عن وضع عنق الرحم وبغض النظر عن تقرير التصوير التلفزيوني, وأفضل وقت هو ما بين (14) إلى (16) أسبوعاً، ولا يجب تأخيره، لأنه بعد هذا العمر يكبر الرحم أكثر وتصبح العملية أصعب وتحمل مخاطر أعلى للإجهاض.

ويمكن عمل الربط في الشهر الخامس، لكن نسبة الفشل أو حدوث مشاكل في الحمل - كالإجهاض أو النزف أو تمزق أغشية الجنين - تصبح عالية؛ لذلك فمن النادر أن يتم عمل الربط في هذه الفترة، إلا في حالات محدودة جداً، مع شرح مخاطر العملية للزوجين وموافقتهما على هذه المخاطر.

إن وجود حمل توأم مع فشل أحدهما في التطور يجعل التوأم الآخر عرضة أكثر للولادة المبكرة, والسبب هو أن الرحم يبدأ بالتقلص لطرد بقايا الجنين المتوفى، مما يؤثر على الرحم كله، وقد يقود إلى ولادة باكرة, ويبدو أن هذا كان السبب في الولادة الباكرة الثانية التي حدثت عند زوجتك، وكان سبب نزول الدم المستمر طوال الحمل.

إن أقصر فترة ننصح بها لحدوث حمل جديد هي ستة أشهر بعد الولادة الأخيرة، وذلك لإعطاء الوقت الكافي لتتراجع كل تأثيرات الحمل القديم على الجسم، وحتى يعوض الجسم ما فقده من مخزون من المواد الأساسية، مثل الحديد والكالسيوم.

بالنسبة لإبرة الكورتيزون فإنها تعطى عندما يكون الجنين قابلاً للحياة، أي بعد إكمال (24) أسبوعاً, فإن كان الحمل قد أكمل (24) أسبوعاً أو أكثر وهنالك توقع لولادة باكرة، ولا يوجد مانع طبي لاستخدام الكورتيزون، فيجب إعطاؤه, وهذا هو ما ينصح به حالياً.

نسأل الله عز وجل أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً