الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أستطيع الحمل بعد ستة أشهر من الحمل العنقودي دون ضرر يذكر؟

السؤال

السلام عليكم،

في الشهر الثالث للحمل تبين أن الحمل عنقودي كامل وتمت عملية التنظيف، وطلب مني عمل فحوصات لهرمون الحمل أسبوعيا لمدة شهر ثم شهريا لمدة ستة أشهر، الآن وبعد مرور شهر من العملية وصل الهرمون للرقم 53 وأود أن أسأل في حالة وصل الهرمون للصفر وأثبتت الفحوصات عدم عودة الخلايا للنمو والتكاثر بإذن الله؛ فهل أستطيع محاولة الحمل بعد الستة أشهر، فأنا ليس لدي أطفال وأشعر بضيق وقلة صبر لا تجعلني أستطيع الانتظار سنة كاملة، هل تعد مخاطرة كبيرة؟

أليست الستة أشهر كافية للاطمئنان بعدم عودة الخلايا للتكاثر؟

فلقد سمعت قصصا كثيرة لأخوات عانين من الحمل العنقودي وحملن بعد ستة أشهر وأنجبن أطفال بصحة وعافية من الله.

أرجو الإجابة وجزاكم الله ألف خير، وأود إعلامكم بأني ولله الحمد لم أحتج إلى الآن للعلاج الكيماوي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sanaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

أستطيع أن أتفهم شوقك ولهفتك إلى الأمومة فهذه هي الفطرة الطبيعية التي فطرت عليها كل أنثى، والانتظار صعب في مثل هذه الحالات خاصة لمن لم يكن لديها أطفال.

لكن يا عزيزتي يجب أن أوضح لك شيئا وهو أنه عندما ننصح السيدة بالانتظار لمدة سنة فإن هذا القرار لا يكون قرارا عشوائيا، بل هو قرار أو توصية تم اعتمادها بعد دراسات كثيرة ومكثفة تمت وتتم في أعرق مراكز الطب في العالم, جمعت خلالها معلومات مكثفة عن الحمل العنقودي وعن الحمل بعده، فتبين بناءً عليها أنه ولمصلحة الأم وصحتها ولمصلحة الحمل الجديد وصحة الجنين القادم بإذن الله, فإن أقل فترة يجب ألا يحدث فيها الحمل هي فترة سنة يتم خلالها متابعة الأم ومن ثم التأكد من خلو جسمها من بقايا الحمل العنقودي.

ليس معنى ذلك بأن المرض سيعاود مجددا خلال هذه السنة عند كل الحالات، ولكن هنالك نسبة وهي قليلة جدا قد يعاود المرض ويلزم علاج كيميائي.

لذلك قد تسمعي الكثير من القصص التي تقول لك بأنها حملت بدون انتظار سنة وتم الحمل بشكل طبيعي, وهذا قد يحدث ولكنه ليس الشيء الصحيح ولا المضمون، فنحن لا نعرف عند أي من السيدات قد يعاود المرض وعند من سيزول.

ومن هذا المنطلق فيفضل دوما الاحتياط والأخذ بالتوصية الطبية المعتمدة بالانتظار سنة، فهذا بالطبع من الأخذ بالأسباب, فأنصحك بالصبر والروية وسترين بأن الوقت قد مر بأسرع مما تتصورين وبعدها يمكنك الحمل بإذن الله وأنت مطمئنة وستتأكدين حينها بأنك فعلت الصحيح.

نسأل الله عز وجل أن يرزقك بما تقر به عينك إنه سميع مجيب قريب.

هذا ومن الله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً