الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد ولادتي بشهر ونص أصابني خوف وقلق شديد وتوهم مرضي، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأة أبلغ من العمر 28 عاما ولي طفلتين الأولى عمرها سنة وخمسة شهور والثانية عمرها أربع شهور ونصف، حيث أصابني بعد ولادتي الأخيرة بشهر ونصف بحالة من الخوف الشديد وتطورت الحالة إلى آلام جسدية ضمنها الصداع الشديد والدوخة وبدأت أتوهم بأنني مريضة بمرض خطير، وذهبت للمستشفى وعملت فحوصات ورنين مغناطيسي والحمد لله النتائج سليمة وشخص الطبيب الحالة على أنها اكتئاب ما بعد الولادة.

وما زلت إلى الآن أعاني من حالة من الخوف والقلق والتعب وكثرة التفكير بأشياء سلبية ودائما أشعر بأنني سوف أصاب بمرض وأموت وأترك أطفالي علما بأنني أصبحت أخاف جدا من مرض السرطان حيث من بدايتي لمعاناتي من الاكتئاب وأنا أفكر بهذا المرض.

سؤالي هل هذه وساوس أم ماذا؟

علما أنني أتناول دواء اسمه venlafaxine Bluefish 75mg حبة صباحا وحية مساء.

أرجو مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

التغيرات التي تحدث ما بعد ولادة النساء نفسياً كثيرة، فمثلا في الأسبوع الأول حوالي 60% من النساء ربما يصابن بحالة من القلق البسيط وشعور بالكدر، وهذه الحالة قد لا تلاحظ من جانب الأهل أو المختصين لكن الإنسان أي المرأة التي وضعت وليدها تستشعر هذا عدد بسيط من هؤلاء النساء يتطور لديهن الأمر وقد وقد يصل إلى مرحلة الاكتئاب مع بعد الولادة أو يكون في شكل مخاوف وقلق وتوترات وساوس، الذي تعاني منه حسب وما ورد في رسالتك فيه الطابع الاكتئابي البسيط لكن المخاوف الوسواسي هي الأكثر، وهذه ليست مستغربة لأن التداخل في هذه الأعراض الوجدانية أيضاً نشاهده كثيراً بعد الولادة بمعنى أن الشكوى تكون شكل قلق مخاوف وشيء من الاكتئاب وكلها متداخل ولا تعتبر تشخيصات مختلفة كما هو تشخيص واحد لكن يأتي بأعراض مختلفة.

أنا أتفق معك أن المخاوف الوسواسية هي التي تسيطر عليك أكثر من الاكتئاب الصلة بين الاثنين وطيدة جداً أي ما بين الشعور الاكتئابي والمخاوف وكذلك الوساوس والتي هي في الأصل هي نوع من القلق، هذه الحالات تتطلب العلاج الدوائي لأن الاعتقاد العلمي السائد هو أن ما بعد الاضطرابات الولادة ناتجة من خلل هرموني أو عدم توازن هرموني يحدث ما بعد الولادة وهنالك نظريات أخرى وكثيرة، المهم أن الحالات تستجيب استجابة ممتازة للعلاج الدوائي، الدواء الذي تناولينه وهو (venlafaxine Bluefish) هو دواء ممتاز وفاعل جداً لعلاج الاكتئاب وكذلك القلق لكن فعاليته حيال المخاوف لا نشاهدها إلا مع جرعات عالية نسبياً وهي (150) مليجراما في اليوم وفي بعض الأحيان ترفع الجرعة إلى (250) مليجراما في اليوم ، أنت الآن تتناولين (150) مليجراما في اليوم، وهذه جرعة معقولة جداً وأنا أقول لك أستمري عليها وبعد أسبوعين إذا لم تتحسن الأمور ربما يرفع الطبيب الجرعة إلى (225) مليجرام يومياً أو ربما يستبدل الدواء بدواء أخرى مثل سبراليكس Cipralex والاسم العلمي هو استالوبرامEscitalopram والسبرالكس دواء مناسب جداً لحالة المخاوف المرضية وكذلك الوساوس وهو محسن للمزاج معروف لا تنزعجي أبداً الخيارات العلاجية كثير جدا، وإن شاء الله تعالى سوف يزول الذي بك توكلي على الله، وعليك بالصلاة في وقتها والدعاء والتفكير الإيجابي وتناول الدواء بصورة منتظمة وملتزمة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً