الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخمول والكسل والمخاوف والملل جعلتني أفكر بالانتحار ...فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:

أنا إنسان أشكو من عدة مشاكل نفسية واجتماعية تراكمت علي، وأرجو من الله ثم من الدكتور محمد عبد العليم المساعدة.

أتذكر منذ الصغر أنني إنسان ذو شخصية ضعيفة وخجول، وعند الكبر أصبحت أخشى من مواجهة الناس أو مخالطتهم أو التحدث إليهم، وإذا حدثت إحدى هذه الأمور أكون في غير طبيعتي، ولا أجيد التصرف لكن لا تظهر علي بعض الأعراض مثل التعرق أو الخفقان، لكن أحيانا أتحاشى النظر في عين المتكلم.

أشكو أيضا من الخمول والكسل، وعدم الرغبة في عمل أي شيء، والملل من أي شيء, وأيضاً التفكير السلبي، وأفكر أحياناً بالانتحار، لكن سرعان ما أعود وأقول إن هذا ليس حلا، وأنه فعل محرم.

أشكو أيضا من كثرة التفكير الجنسي، وكثرة ممارسة العادة السرية، والتشتت الذهني، وقلة التركيز، ودائما متعكر المزاج، ولا أتحمل الإساءة من أحد, وأعاني من عدم الثقة في فعل أي شيء، وأحس أني أعيش بلا هدف.

لا أحسن التصرف بأموري الحياتية بالرغم من كبر سني، وأرى نفسي بخبرة شاب في العشرين، فأرجو من الدكتور الفاضل إعطائي الحل الدوائي والجرعة المحددة منه والحل السلوكي، ولكم جزيل الشكر.

ملاحظه: ذهبت سابقا إلى دكتور قبل سنتين تقريبا، ووصف لي سيروكسات، واستمريت عليه لمدة ستة أشهر تقريباً وتحسنت حالتي، ثم حصلت لي انتكاسه، ثم رجعت له بشكل متقطع، والآن متوقف عنه من أربعة أشهر تقريبا.

لدي سؤال للدكتور: هل يمكن استعمال البروزاك مع السيروكسات وفي أي حالة ؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد السالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أنت تعيش حالة من عدم الاستقرار النفسي، ولديك قلق ولديك مخاوف، ومن الواضح جدًّا أنك تتمركز ذاتك، وأقصد بذلك أنك فرضت رقابة صارمة جدًّا على نفسك لتراقب كل التغيرات السلبية التي يمكن أن تحدث للإنسان، ولا شك أن ممارسة العادة السرية وما يرتبط بها من خيال جنسي وغير جنسي يؤدي إلى الانطوائية والانكباب حول الذات، وكذلك التشتت الذهني، وقلة التركيز، وتطاير الأفكار، واضطراب المزاج، خاصة أن الإنسان المسلم الغيور يشعر بالذنب حين يُكثر من هذه الممارسات.

أنا لا أحب أن أستعمل كلمة الهشاشة النفسية، لكن أقول لك أنه من الواضح أنك ومنذ فترة الطفولة ربما يكون هنالك شيء من عدم التوازن النفسي أو القلق، وأن شخصيتك لم يتح لها فرصة النمو الصحيح في تلك المرحلة الحرجة، لكن هذا لا نعتبره أمرًا جوهريًا؛ لأن الإنسان إذا أدرك ما هي صعوباته يجب أن يترك الماضي في خزانة النسيان، ويجب أن يعتبره عبرة وتجربة، ويعيش حاضره بقوة ومستقبله بتفاعل وبأمل ورجاء، وأنت الحمد لله تعالى أنجزت ولا شك في ذلك، مهما كانت هنالك سلبيات إلا أنك وفي مثل هذا العمر لا زلت تجاهد وتتعلم وتطلب العلم كما هو واضح من وظيفتك.

أخي: انطلق انطلاقة جديدة، فطاقاتك التي تستنزفها في ممارسة العادة السرية والمخاوف والتفكير السلبي والخمول وعدم توجيه الذات، هذه كلها يمكن أن تصحح، وذلك من خلال الآتي:

أولاً: أنت ذكرت أنه لا هدف لديك، ومن المفترض أن يكون لك هدفًا، والأهداف في هذه الدنيا كثيرة، ومنها أن يسعى الإنسان لأن يكون نافعًا لنفسه ولغيره، هذا هدف، وأن يتسلح الإنسان بسلاح العلم والدين، هذا هدف آخر، وإدارة الوقت بصورة صحيحة هي التي توصل إلى الإنسان إلى أهدافه.

أيضاً ما يوصل الإنسان لأهدافه الصحبة الطيبة والقدوة الحسنة، ففيها دعم كبير جدًّا للإنسان.

أيضاً ممارسة الرياضة - يا أخي - وجد أنها ذات قيمة علمية كبيرة جدًّا.

هذه خطوط رئيسية حاولت أن أوضحها إليك، وإذا انتهجت هذه المناهج الثلاثة التي ذكرتها لك فأنا أؤكد لك أخي الكريم أنك سوف تكون على خير.

العلاج الدوائي نعم يساعدك، وسوف نصف لك إن شاء الله دواء يساعدك كثيرًا في زوال هذه الأعراض، لكني لا أريدك أن تجعل الدواء هو خط علاجك الأول، فخط العلاج الأول هو أن تغير نفسك، والحق عز وجل أعطانا القوة وأعطانا الطاقات الداخلية الكثيرة والمتعددة التي متى ما أخرجناها واستفدنا منها سوف نتغير ونتغير إيجابيًا.

هذه الطاقات موجودة وهذه حقيقة قد تكون خامنة وقد تكون مختبئة، لكن مجرد وضع الأهداف وإدارة الوقت بصورة صحيحة والتفكير الإيجابي، وأن لا يقبل الإنسان لنفسه الدونية، وأن يكون يداً عليا ويرفع من همته، وبذا يستطيع أن ينجز وأن يحقق أشياء كثيرة في هذه الحياة.

بخصوص العلاج الدوائي، يعتبر الزيروكسات دواءً طيباً، والبروزاك كذلك، لكن أنا أعتقد أنه ليس هنالك ما يدعو لأن تستعمل الدواءين من نفس الفصيلة، فاستعمال البنادول والأسبرين في نفس الوقت ليس منصوحاً به، وهذه الأدوية قوانينها العلمية تقول أن الإنسان يتناول دواء واحداً وبجرعة صحيحة وللمدة المطلوبة.

أنا أعتقد أنه ما دام لديك جانب الخمول والكسل وافتقاد الطاقات الجسدية، فقد يكون البروزاك هو الدواء الأفضل لك، لكن يجب أن تلتزم بجرعته، وأنت في حاجة للجرعة المتوسطة لا الجرعة الكبيرة ولا الجرعة الصغيرة.

ابدأ بتناول الدواء بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، واستمر عليها لمدة أسبوعين، وتناول الدواء بعد الأكل أو مع الأكل، وبعد انقضاء أسبوعين ارفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، وهذه من وجهة نظري تستمر عليها لمدة تسعة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدًا، والبروزاك تبدأ فعاليته الحقيقية بعد أربعة إلى خمسة أسابيع من الاستعمال المتواصل، وبعد انقضاء فترة التسعة أشهر وأنت على الجرعة العلاجية خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، وهذه الجرعة الوقائية تكون كافية جدًّا.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك كثيرًا على ثقتك في إسلام ويب.

==============
لمزيد من الفائدة راجع هذه الاستشارات:
أضرار هذه العادة السيئة: (38582428424312 - 260343 )، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284 )، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312).

وسائل زيادة الثقة بالنفس سلوكيا: (265851 - 259418 -
269678 - 254892)

ما يخص الانتحار : 262983 - 110695 - 262353 - 230518.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً