الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدمنت العادة السرية حتى اعتقدت أني لا أستطيع الزواج، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: اسمحوا لي أن أقدم لكم تحياتي على مجهودكم في تقديم الاستشارات للمسلمين، وخاصة الشباب، أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.

أنا شاب ظاهري التدين، وأحاول جاهدا أن أتقرب إلى الله ما استطعت منذ نشأتي، -ولله الحمد- محافظ على الصلاة والصيام، وأحاول أن أكثر من النوافل، ومشكلتي أني في فترة من فترات حياتي وفي لحظة ضعف تعرفت على بعض أصدقاء السوء فدلوني على الأفلام الجنسية -والعياذ بالله- ثم بعد ذلك للأسف الشديد مارست العادة السرية، أسأل الله أن يجنب شباب المسلمين ممّا ابتليت به.

المشكلة أني أسرفت على نفسي في العادة السرية، ولكن الحمد لله تخلصت من هذه الرفقة السيئة، وانتهيتُ من مشاهدة الأفلام الجنسية، ولكن بقيت العادة السرية لم أستطع التخلص منها بسهولة، فكلما عزمت على تركها أمكث بعضا من الوقت، قد يصل إلى سنتين ثم أعود لممارستها، وهكذا ظللت في صراع مرير معها، ووصل الأمر إلى أني كنت أمارسها يوميا أربع مرات لكي أشبع رغبتي!

في أثناء دراستي الجامعية، أخبرت والدي أني أريد الزواج، ولكن والدي رفض بحجة الدراسة، فزدت في ممارستها على فترات متقطعة، والناس يظنون بي الخير، وأنا والله على العكس.

حصل أن تقدمت لخطبة فتاة عن طريق بعض الصالحين، وبعد أن خطبتها تعلق قلبي بها فهي ذات خلق ودين، وهي حريصة على ألَّا نعصي الله في فترة خطوبتنا من كلام في الهاتف بدون داع، وغير ذلك، والآن بدأت أحس بالذنب تجاهها، أخاف ألَّا أعطيها حقها الشرعي حتى أعفها عن الحرام، وأنا في حيرة وقلق لا أدري ما أفعل؟

فكرت كثيرا أن أهجرها وأتركها حتى لا أجلب لأهلي العار، ولا أعذبها معي فإني لا أحب ذلك.

المشكلة أني دائما أحس نفسي أحقر من خطيبتي، لما أرى من تدينها، وأخاف أن أجرح شعورها بأن أتركها، وأحس في بعض الوقت أنها معجبة بي، ومع مرور الوقت يزداد إعجابي بأخلاقها، ويزداد إحساسي بالذنب تجاهها، فماذا أفعل؟

أرشدوني -جزاكم الله خيراً- هل أتركها كي لا تتعذب معي؟ ولو تركتها ما هي الطريقة المثلى لكي لا أترك أثرا في نفسيتها؟

أما عن الحالة الصحية فأنا لا يحدث لي انتصاب صباحي، وأحس أن حجم خصيتي صغير، ولا أحتلم، وأصبحت ليس لي رغبة في المواضيع الجنسية من كثرة ممارستي للعادة السرية.

أصبحت أكره نفسي عندما أتذكر ما فعلت، وأشعر أني أقل من الآخرين رغم أني في وظيفة مرموقة، وناجح في عملي، ويحسدني كثير من الناس على ما أنا فيه.

لا أدري ماذا أفعل؟ أرشدوني جزاكم الله خيرا، وأسألكم الدعاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وأسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يرزقك الزوجة الصالحة المتدينة.

وبخصوص ما سألت عنه فأحب أن أخبرك أن الله كريم حليم غفور رحيم، وعفا الله عن ما وقعت فيه طالما لجأت إلى الله، وتمسكت ببابه، فأقبل على الله وأكثر من النوافل، ولا تلتفت إلى ما مضى من ذنوب قد اقترفتها، ما دمت قد عدت إلى الله -عز وجل- وندمت وعزمت على عدم العود.

وبخصوص ترك خطيبتك من عدمها فأنت تقول: وبعد أن خطبتها تعلق قلبك بها، فهي ذات خلق ودين، وهي حريصة على ألَّا نعصي الله.

المرأة بهذه المواصفات يجب الحرص عليها، وعدم التفريط فيها، ولم أجد في حديثك علة واضحة لتركها أو الابتعاد عنها.

لا أتمنى عليك أن تتسرع في أمور قد تضرك، وتضر الأخت، ولا تنفعكما، بل أتمنى أن تبحث أين المشكلة التي من أجلها تريد ترك هذه الأخت، وهل يمكن علاجها، أتمنى ألا تضيع من يدك فرصة التمسك بمثل هذه الأخت الصالحة.

أما إذا كانت هناك مشكلة كبيرة أنت متأكد -أكرر متأكد- أنك ستظلم هذه الأخت معك، فالأمر حينها ينبغي أن يتغير، والترك قبل الزواج وقبل وجود الأولاد أفضل من الترك بعد ذلك، وطريقة الترك ينبغي ألا تكون بأي إساءة، بل بكل احترام وتقدير لهذه الأخت بين أهلها وأمام الناس.

هذا عند التأكد -يا أخي- أنك ستظلمها، أما إن لم يكن كذلك فلا أحبذ لك أن تترك مثل هذه الأخت وأن تجرح مشاعرها بذلك.

نسأل الله أن يقبل توبتك ويغسل حوبتك، ويقدر لك الخير حيث كان.
___________________________
انتهت إجابة المستشار الشرعي الدكتور أحمد المحمدي/ تليها إجابة الدكتور إبراهيم زهران طبيب الجلدية والتناسلية:

لا يتم الحكم على وجود مشكلة جنسية عضوية بمجرد عدم وجود انتصاب صباحي -أخي الكريم- وفي الغالب يكون هناك انتصاب صباحي، إلا أنك لا تلاحظه.

أرى أن الأمر كله نفسي نتيجة الإفراط في العادة السرية، وكذلك نتيجة القلق والتوتر الذي تعيشه -كما تبيَّن لي من خلال حديثك- فلا توجد لديك من الأسباب ما يؤدي لضعف الانتصاب العضوي، وذلك من خلال صغر سنك، وعدم وجود أمراض مزمنة، أو تتناول أدوية بشكل مستمر، ولست مدخناً، وبالتالي يكون هناك استبعاد للجانب العضوي.

العادة السرية لا تسبب ضعف انتصاب عضوي دائم، ولكنه ضعف نفسي مؤقت، يختفي -بإذن الله- مع التوقف عنها، ومع الحرص على الرياضة والتغذية السليمة.

لذا لا أرى حاجة لكل هذا القلق والخوف، وعليك بضرورة تكملة الخطبة والزواج، وعدم ترك تلك الفتاة الصالحة، ولا تجعل للشيطان عليك سبيلا.

وللتأكد والاطمئنان، من الممكن عمل التحليل الآتي:

1- testosterone

2- prolactin

3- هناك أشعة دوبللر على القضيب، ولكن تكون آخر خطوة تماماً، ولا تلجأ لها إلا في حال الشك الكبير في وجود مشكلة عضوية، وهذا غير موجود معك.

للحكم على حجم الخصية، يكون من الأفضل العرض على طبيب ذكورة للفحص والاطمئنان.

في النهاية ما تشتكي منه أمر طبيعي، ومتوقع حدوثه، وعليك بالتواصل معنا بالتحاليل والمتابعة، وعليك بالتعجيل بالزواج.

ولمزيد الفائدة يراجع:

- ضعف الانتصاب بسبب العادة السرية: (268983 - 266744 - 100137).

- زوال آثار العادة السرية: (54600 - 16837 - 24284 - 17390).

- أضرار هذه العادة السيئة: (38582428424312 - 260343).

- كيفية التخلص من العادة السرية: (227041 - 1371 - 24284).

- الحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً