الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقدت عليها إرضاء لوالدتي ولا أريد إكمال المشوار ... فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم
أرجو مساعدتي فأنا محتاج إليكم جداً لما أشعر به من ضيق، تقدمت إلى ابنة عمي برغبة مني في البداية ثم تراجعت عن هذا الاختيار قبل أن أعقد عليها لعدم ارتياحي لها، ولكن والدتي تمسكت بها جداً، ثم بعد ذلك عقدت عليها إرضاء لوالدتي لأنها كلما قلت لا أريد الزواج منها تظل تبكي كثيرا، وتجعل البيت كله حزنا، وكنت أخاف عليها؛ لذلك وافقت على الزواج من ابنة عمي، وأنا الآن عاقد عليها، ورغم محاولاتي للتعايش معها إلا أنني لم أشعر براحة، وأريد أن أتركها حتى لا أظلمها معي، وبدل من أن تعيش وأعيش في سعادة زوجية نعيش في حزن، وتأكيدا لما سبق فأنا لا أرغب فيها.

أفيدوني جزاكم الله خيرا، فأنا أعيش في كرب بسبب هذا الموضوع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فمرحبًا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يجزيك خيرًا لحرصك على بر أمك وإرضائها، وهذا عمل لن يضيع لك أجره، فإن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

أما هل يلزمك أن تطيعها في التزوج بامرأة لا ترغب فيها؟ فقد صرح بعض أهل العلم بأن هذا مما لا يجب فيه الطاعة، لكن لو فعلت ذلك فإن ذلك إحسان منك تؤجر عليه إن شاء الله.

وأما في شأن الاستمرار مع هذه الفتاة التي عقدت عليها أو لا؟ فما دمت قد عقدت عليها فنصيحتنا لك أيها الحبيب بأن تنظر في أمرك بتمعن وتروٍّ دون انفعال، فإن كنت لا ترى من نفسك نفورًا منها، بل المسألة كلها قلة رغبة فيها، فنصيحتنا لك أن لا تفارقها، وبهذا تحقق مقاصد كثيرة.

وينبغي أن تتفكر أيها الحبيب بأن المرأة لا تُختار فقط لمجرد جمالها الظاهر، وإن كان هذا من المقاصد المهمة التي ينبغي للخاطب أن يعتني بها، لكن إذا كان جمالها الظاهر فيه قدر يكفيك، بمعنى أنك لا تنفر منها، فإذا كان هناك نقص في جانب معين فإن هذا النقص أيها الحبيب ينبغي أن تتذكر بأنه سيدعوها في مستقبل الزمان إلى محاولة تكميل هذا النقص، وذلك بمحاولة إرضاء الزوج وإسعاده، فتكون حريصة على تكميل ما فيها، وهذا الحرص يجلب لك السعادة ويوفر لك الطمأنينة والسكينة في بيتك.

أما إذا كنت تشعر بالنفور منها وعدم الميل إليها فإن الأفضل لك أن تترفق بأمك وتحاول إقناعها بأنك لن تستطيع العيش مع هذه الفتاة أو إن عشت معها فإنك لن تستطيع أداء حقوق هذه المرأة إليها، ومن ثم فأنت معرض نفسك للوقوع في المآثم إما بالتطلع إلى غيرها وعدم تحصيل عفة النفس بها، وإما للتقصير في حقها ونحو ذلك، وكل هذا ينبغي لك أن تتجنبه، فإن الزواج شرعه الله عز وجل لتحصيل مقاصد عظيمة، منها سكن النفس إلى الزوجة، وإعفاف النفس عن التطلع على النساء، وغير ذلك من المقاصد المهمة التي قد لا تتحقق في ظل نفور تام بين الزوجين، وقد وعد الله عز وجل كلا الزوجين بأن يغني كل واحد منهما من فضله عند التفرق عند عدم إمكان استمرار الحياة، فقال سبحانه وتعالى: {وإن يتفرقا يغنِ الله كلاً من سعته وكان الله واسعًا حكيمًا}.

ولكن ننصحك أيها الحبيب بأن تبذل وسعك وجهدك في محاولة إرضاء الوالدة والتلطف بها، وبإمكانك أن ترضيها بأن تقترح عليها هي أن تبحث لك عن امرأة أخرى حتى يقع الاختيار على امرأة تتوافقان عليها أنت وهي، تجد أنت فيها ما تطلبه نفسك، وتكون هي أيضًا قد حققت ما تريده من اختيار الفتاة، ولعل الله تعالى أن ييسر لك ذلك، فننصحك باللجوء إلى الله عز وجل وكثرة دعائه واستغفاره وحسن الظن به.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً