الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من انتفاخ وغازات شديدة... فهل السبب القولون؟

السؤال

السلام عليكم
شكرا لجميع العاملين في هذا الموقع الجميل والمفيد.

هل القولون العصبي من أعراضه الانتفاخ وخروج غازات من الفم حتى إذا شربت ماء أخرج غازات والقهوة تزعجني كثيرا؟ وهل يرافقه صداع قاتل أم سببه عضوي؟

حيث أنني أعاني من انتفاخ وغازات شديدة أتجشأ كثيرا، والبراز مقطع، علما أنني سابقا مصاب بالقلق، ولكن طبيبي قال يمكن أن تكون المشكلة عضوية، أجريت منظارا علويا وكان سليما.

أحس بنبض في بطني كدقات القلب إلى الجانب الأيسر، وعندما ينتفخ بطني يأتيني صداع قوي.

أرجو إفادتي بالأدوية لو تكرمتم، وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأقول لك نعم - خاصة في مثل عمرك – أعراض القولون العصبي تتمثل في الانتفاخ، وكثرة الغازات، والتجشؤ عن طريق الفم، والشعور العام بعدم الارتياح، وكذلك الصداع، والبعض قد يشتكي من بعض الآلام في أسفل الظهر، وبعض الناس أيضًا يحس بضيقة بسيطة في صدره، وهكذا.

والقولون العصبي أيضًا من سماته أن يحس الإنسان بأنه مُجهد جسديًا، ومفتقد للطاقة الجسدية والطاقة النفسية.

حالتك هي حالة نفسوجسدية واضحة، وإحساسك بالنبض في البطن هذا ناتج من الشريان الأورطي البطني، وهو الشريان الرئيسي الذي يغذي الجزء الأسفل من الجسم، وهذه حالة طبيعية جدًّا، وليست حالة مرضية، بل على العكس تمامًا هي توضيح واضح إلى أن أوعيتك الدموية تعمل بفضل الله تعالى على أحسن ما يكون.

بالنسبة للعلاج:
أولاً: أنا أريدك أن لا تتردد كثيرًا على الأطباء.

ثانيًا: يجب أن تلتزم التزامًا قاطعًا بممارسة الرياضة، الرياضة مفيدة جدًّا للقضاء على مثل هذه الأعراض.

ثالثًا: يمكنك أن تشرب شراب النعناع المركز من وقت لآخر، هذا إن شاء الله فيه فائدة كبيرة جدًّا.

بالنسبة للأطعمة: هنا أقول لك المسلم كيسٌ فطنٌ، الأطعمة التي لا تناسبك ابتعد عنها، والأطعمة التي جربتها ووجدتها جيدة تناولها، بعض الأطباء وأخصائيوا التغذية ينصحون بأطعمة معينة، لكن أعتقد أن المنهج الأفضل هو أن الإنسان من خلال التجربة يستطيع أن يُحدد ما يناسبه وما لا يناسبه، مثلاً الفول المدمس مثلاً إذا كان يتعبك – وهو كذلك للذين يعانون من القولون – دعه.

وأنصحك أيضًا بعدم النوم بعد الأكل، هذا مهم ومهم جدًّا.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فأقول لك الحمد لله تعالى توجد أدوية كثيرة، ممتازة فاعلة، من أفضلها الدواء الذي يعرف باسم (سلبرايد) هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريًا باسم (دوجماتيل) تناوله بجرعة كبسولة صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها كبسولة في الصباح لمدة شهرين، ثم توقف عنه.

وهنالك دواء آخر يعرف تجاريًا باسم (زولفت) أو (لسترال) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين) وربما تكون له مسميات تجارية أخرى في سوريا، لذا اسأل عنه تحت مسماه العلمي وهو (سيرترالين). تناول هذا الدواء بجرعة حبة واحدة (خمسين مليجرامًا) تناولها ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعلها حبتين ليلاً لمدة شهرين أيضًا، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى حبة واحدة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية المفيدة والفاعلة جدًّا لعلاج القلق وما يصاحبه من أعراض نفسوجسدية، خاصة أعراض القولون العصبي، وكلمة العصبي أصلاً من العصابي – أي القلق والتوتر – وأكرر لك مرة أخرى أن الرياضة مهمة ومهمة جدًّا، وأنا حقيقة أدعوك لأن تبحث عن عمل، لأن العمل أيضًا من وسائل التأهيل النفسي والجسدي والاجتماعي المطلوبة جدًّا، وذلك بجانب الفوائد والعائد المادي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • Mohamed Hussein

    رائع

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً