الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام وانتفاخ في بطني ومن كثرة الغازات، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي لكم -جزاكم الله خيراً- هو:

أعاني من آلام في البطن، وانتفاخ فيه بشكل عام، ولكن يكثر الانتفاخ في الجانب الأيمن منه ( في السرة من الجهة اليمنى هناك انتفاخ بسيط، وأيضا في أسفل البطن من الجهة اليمنى يوجد انتفاخ مؤلم أحيانا ) وفي أحيان أخرى يكون الانتفاخ بالجانب الأيسر ولكن ليس دائما.

أيضا أعاني من كثرة الغازات وكثرة خروجها في كل الأوقات.

وأعاني أيضا من حرارة في البول -أعزكم الله- في أثناء خروجه، وأحيانا أشعر برغبة في التبول، ولكن عندما أحاول ذلك لا يخرج شيء، أو يخرج الشيء البسيط ويبقى شعوري بالرغبة في التبول رغم ذلك.

أعاني من إسهال وإمساك مترددين من حين لآخر، بمعنى أني في بعض الأحيان أعاني من الإمساك، وفي أحيان أخرى من إسهال، بالرغم من أن الإمساك يكون أكثر من الإسهال تقريباً.

لدي بعض الإفرازات المهبلية البيضاء المائلة للصفراء.

لدي تحسس من كثرة الملح في الطعام على ما أعتقد..

لا أشرب مشروبات ساخنة إلا نادرا، ولا أشرب مشروبات غازية أبدا تقريباً.

في أوقات كثيرة لا آكل لوقت طويل، ووزني ينقص من حين لآخر ، ولكن ليس بشكل كبير، وألاحظ أن لدي تساقطا بالشعر.

لم أجرِ عمليات جراحية من قبل، ولا أعاني من أي مرض مزمن، ولكن لدي قصر بالنظر.

لا أعلم متى تزداد هذه الأعراض ومتى تخف!؟ وسؤالي: ما الذي أعاني منه؟ وما هي تلك الأعراض؟ وإلى من تشيرون إلي أن أراجع؟ أعني أي عيادة وأي تخصص: باطنية أم مسالك بولية أم نسائية أم غير ذلك؟ علما بأني راجعت من فترة ليست بالطويلة تخصص مسالك بولية، وتبين أن لدي بعض الالتهابات وتعالجت منها، ولا أعلم هل ذهبت كليا أم تراجعت الآن، وفي السابق أيضا كان لدي أملاح ونصحني الطبيب بكثرة شرب الماء.

أرجو أن تجيبوني وتشيروا عليّ، وجزاكم الله خيرا.
وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

هذه الأعراض التي تعانين منها هي أعراض القولون العصبي، والقولون العصبي مرضٌ شائعٌ جداً، وينجم عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون) فينتج عن ذلك انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال أو إمساك وهذا ما تشكين منه أنت.

وفي مرض القولون العصبي فإنه لا يكون هناك أي خلل أو اضطراب عضوي، فالأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات، واضطراب في حركة الأمعاء.

إلا أنه يجب أن يتم أولا إجراء تحاليل للدم والبراز؛ للتأكد من عدم وجود ديدان وسوء امتصاص، لأنها قد تسبب أعراضا تشبه أعراض القولون العصبي.

وتتردد الأعراض فتزداد في فترةٍ معينة، وتخف في أخرى أو تزول لفترةٍ معينة وتظهر مرة أخرى فيما بعد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات وفي فترات استقرار الحالة النفسية، ومن ناحية أخرى فإن الأعراض قد ترتبط بأنواعٍ معينة من الأغذية والأطعمة كالحليب والبهارات والفلفل والبقوليات، وتختلف من مريض لآخر.

ومن أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالبا ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره، ولا تقتصر أعراض القولون العصبي على ما سبق، بل هناك أعراضٌ كثيرة قد تحدث في أجزاء أخرى من الجسم، ومنها أعراض المثانة العصبية، وهي تكرر مرات التبول، وأحيانا كميات قليلة من البول وهذا ما تشكين منه إلا أنه مهم.

وهناك حاجة مهمة، فإن تفهّم هذا المرض من قبل المريض يفيده في التأقلم مع هذا المرض، وهي أن هذا المرض ليس عضوياً، ولهذا فإن الفحوصات التي يجريها الطبيب غالباً ما تكون نتائجها كلها سليمة، وهذا المرض مزمن، وقد يستمر طوال العمر، فعليك أن تصبري وتحتسبي الأجر عند الله، وتحاولي أن تتكيفي مع أعراض المرض.

ومهما طالت مدة المرض، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف أو التهاب أو سرطان ولا إلى غير ذلك.

والعلاج هو علاج الأعراض، والابتعاد عن الأمور التي تزيد الأعراض سواء التوتر والقلق أو أطعمة معينة، فعليك أن تتخيري الأطعمة التي ترينها مريحة بالنسبة لك، ولا بد وأنك قد تعرفت على كل الأطعمة التي تزيد الأعراض عندها.

وعليك أن تتعلمي الاسترخاء، فهذا يُساعد كثيراً، فيمكنك تطبيق تمارين الاسترخاء بأن تجلسي في مكانٍ هادئ كالغرفة قليلة الإضاءة، وألا تشغلي نفسك بأي أمور حياتية، وتفكري في شيء سعيد وجميل، وتغمضي عينيك ثم تأخذي نفسًا عميقًا وبطيئًا، ويجب أن تملئي صدرك بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، ثم بعد ذلك تمسكي على الهواء قليلاً في صدرك، ثم تخرجي الهواء عن طريق الفم، ويجب أن تخرجيه أيضًا بكل قوة وبكل دقة وبطء، وتكرري هذا التمرين خمس مرات صباحًا وخمس مرات مساءً لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وسوف تجدين إن شاء الله أنه مفيد، والتمارين الرياضية وجد أنها مفيدة، - أي نوع من التمارين الرياضية خاصة تمارين المشي أو الجري-.

أرى أن تراجعي طبيبا مختصا بأمراض الجهاز الهضمي أو الباطنية، وهو سيقوم بإجراء التحاليل اللازمة لك، وكذلك تحليل وزرع للبول للتأكد إن كان هناك التهاب في البول.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً