الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي كثير البكاء، كيف أتعامل معه؟

السؤال

لدي ابن عمره سنتان، كثير الحركة، وعنيد جدا وأصبح منذ شهر كثير الصراخ والبكاء إذا لم أوافق على ما يطلبه، ويقوم بضربي أنا وأبوه، ويشد شعري بقوة، ويقوم بضرب وعض الكبار والصغار من أقاربه بسبب وبدون سبب، ونومه قليل، ولا يريد النوم إلا فوق صدري وإذا وضعته في سريره يبكي بكاء شديدا، وأبكي أحيانا من تصرفاته وأقوم بضربه على يديه، وإذا ضربته يعود ويضربني وبقوة، وإذا استخدمت أسلوب القول بأني لم أعد أحبه يترك ما هو عليه، ثم يبكي ويحتضنني إلى أن أرضى ثم يعود على ما كان عليه.

ما هو الأسلوب والطريقة المثلى والصحيحة للتعامل معه لكي يهدأ قليلاً، مع العلم أني حامل ومتوترة، هل لذلك علاقة بشخصية طفلي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ موجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فليس هنالك ما يشير إلى أن هذا الطفل يعاني من فرط الحركة أو ضعف التركيز، حيث إنه لا زال صغيرًا، ولا يصح أن نشخص مثل هذه التشخيصات في مثل هذه المرحلة العمرية، والدلائل كلها تشير حسب رسالتك أن الطفل يتمتع بذكاء طبيعي، والسبب الذي جعلني أذكر هذا أن بعض الأطفال الذين لديهم محدودية في الذكاء ربما تجد لديهم تصرفات العناد والتعانف وكثرة البكاء، وأن يكون الطفل دائمًا ملتصقًا بوالديه.

فما دامت كل هذه الأشياء أو العوامل غير موجودة، أي أن درجة الذكاء لدى الطفل معقولة وكذلك لا أعتقد أنه يوجد داء فرط الحركة، فالمطلوب هو أن يتم فحص الطفل بواسطة طبيب الأطفال إذا كان ذلك ممكنًا، وأعتقد أن ذلك سهلاً في بلدك، ليتأكد إذا كان الطفل يعاني من آلام في البطن أو لديه مشاكل في الأسنان والتسنين، وفي بعض الأحيان آلام الأذنين، أو وجود سوائل وتحقنات داخل الأذنين جعلت الطفل غير مرتاح، مما جعلته يعبر عن عدم ارتياحه وآلامه البسيطة بالصراخ والعويل والضرب، وعدم تحمل مفارقة الأم.

فأرجو أن تجري له هذه الفحوصات الأساسية وذلك بعد أن يقوم طبيب الأطفال بمعاينته، وإذا كانت الأمور كلها طبيعية – وهذا هو الذي نتوقعه – أقول لك:

أولاً: لا تستجيبي بانفعالات سلبية مع طفلك، وأعني بهذا أن الطفل حين يصرخ حاولي أن تتجاهليه، لا تغضبي أبدًا بقدر المستطاع؛ لأن غضبك وانفعالك يجعله ينفعل أكثر.

حاولي أن تتجاهليه، حاولي أن تحفزيه، أن تشجعيه، وحاولي أن تلاعبيه، انزلي معه إلى مرحلة عمرية مثل مرحلته العمرية، هذا يساعد الطفل كثيرًا.

ثانيًا: استفيدي من الدمى والألعاب ذات القيمة التعليمية التي تناسب عمره، هذا أيضًا يجعله ينصرف قليلاً عنك، ويعتمد على نفسه مما يطور إن شاء الله من مهاراته.

ثالثًا: إذا كان هنالك إمكانية ليختلط بأطفال في عمره هذا أيضًا سيكون أمرًا جيدًا يساعده وإن كان الطفل لا زال بعيدًا من مرحلة أن يكون له استقلالية، لكن أي نوع من التفاعل الخارجي الذي لا يكون في محيطك وحيزك العاطفي سوف يساعده.

بالنسبة لوضعك ووجود الحمل: لا أعتقد أن لهذا علاقة، فلا تتوتري، بل على العكس حاولي أن تستقبلي هذا الحمل والمولود القادم إن شاء الله تعالى بكل راحة بال ولا تنزعجي أبدًا، وفي ذات الوقت لا أعتقد أننا نبدي الحكم على شخصية الطفل، أعتقد أنه ليس له سبب في شخصيته، هو شيء من العناد وشيء من عدم الشعور بالارتياح، وتعبير من الطفل بالاحتجاج، وهذا نشاهده كأمر طبيعي في هذه المرحلة.

عليك بالدعاء له، ونسأل الله تعالى أن يجعل ذريتك صالحة مؤمنة وذخرًا لكم وقرة عين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً