الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن أن يكون الشخص انطوائيا واجتماعيا بنفس الوقت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل يمكن أن تكون هناك شخصية ليست بانطوائية، وليست باجتماعية، ولكن بين ذلك؟ يعني متوسط الالتقاء والانعزال، ولكن هو للانعزال أكثر، فإذا كان ممكنا فما هي مميزات هذه الشخصية؟ وما هي سلبياتها؟

هل يمكن لأي شخص أن يتعلم مهارة الإلقاء حتى ولو كان انطوائياً أو خجولاً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سهل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن نمط الشخصية لا يمكن أن نقول إنه دقيق للدرجة التي تحدد درجة الانطوائية أو درجة الانبساط أو الاجتماعية أو الانعزال في ذاك الشخص، أو في هذا الشخص، هي مجرد نوع من الطيف، هذا الطيف هو طيف السمات، إذا كان الإنسان في قمة الانعزال، ولا يتفاعل، ويفتقد الكفاءة الاجتماعية، وليس له القدرة على التبادل الوجداني هذا يمكن أن نقول إن هذا شخص انطوائي، وتوجد معايير تشخيصية يعرفها الأطباء والمختصون، وتوجد كذلك المقاييس للشخصية على ضوئها يستطيع المعالج أو المختص أن يحدد درجة سمات هذا الشخص، وبالمقابل أيضًا يمكن أن يكون الشخص انفتاحيا أو انبساطيا أو اجتماعيا، وما بينهما يوجد ما يمكن أن نسميه صاحب المنزلتين -أي بين ذاك- وهذا وشيء من الوسطية فيه.

كثير من الشخصيات نعتبرها شخصيات مختلطة، بمعنى أنها تحمل سمات مختلفة، إذا أخذنا سمة واحدة لا نجدها مهيمنة ومسيطرة لتميز هذا الشخص، لكنها موجودة بجانب السمات الأخرى، فمثلاً الشخصية يمكن أن تكون من النوع التفاعلي الانطوائي الانعزالي العصابي الوسواسي الهستيري الاكتئابي القصوري الانفتاحي!

هذه السمات يمكن أن تكون في شخص واحد، وإذا وُجدت سمة أو سمتان يمكن أن يوصف الشخص بأنه شخصية مختلطة، ولكن هنالك ميول لكذا وكذا.

الشخص الانعزالي سماته معروفة جدّا: أولاً لا يحب أن يتفاعل اجتماعيًا، له قصور اجتماعي، وحتى حين يُدفع نحو واجبات اجتماعية يحس بالضيق، ولا يقدر نتائج تخلفه وعدم مشاركاته.

أما بالنسبة للشخص المتوسط الاجتماعية أو المتوسط الانعزالي فأعتقد الكلمة تشرح نفسها، السلبيات واضحة كما أوضحناها.

بالنسبة للسؤال الآخر: هل يمكن للشخص أن يتعلم مهارة الإلقاء حتى ولو كان انطوائيًا أو خجولاً؟ نعم، أي إنسان يمكن أن يطور من ذاته، وهذا هو الذي يُبدأ به، تطوير الذات يتم من خلال برامج معينة للتفاعل الاجتماعي، وهذه البرامج تبدأ بمهارات بسيطة، مهارة كيف تسلم على الناس، كيف تحيي الناس؟ كيف تجلس في مجلس فيه أناس آخرون؟ ما هي الضوابط التي يجب أن تلتزم بها حين مقابلة الكبير والصغير ومن هو في عمرك؟ وهكذا.

هذه أمور يعرفها الناس بغرائزهم وفطرهم، لكن قد يكون الشخص الانطوائي محتاجا لأن يذكر بهذا، ولا بد أن يلتزم التزامًا قاطعًا بهذه التطبيقات، مثلاً الإنسان الانطوائي يستفيد كثيرًا من ممارسة الرياضة الجماعية، هذا أمر مثبت تمامًا، والآن نحن نرى ونحث الناس بالانخراط في الأعمال الخيرية، لأن الخيرية في الإنسان أصلاً موجودة، وحين نعطيها الفرصة لأن تظهر على السطح، وأن يعبر الإنسان عن وجدانه ومهاراته ومشاعره خلال هذه الأعمال الخيرية، لا بد وأن ذلك سوف ينعكس إيجابيًا على شخصيته.

بعد ذلك توجد برامج للتدرب على الإلقاء، والإلقاء لا يمكن أن يكون جيدًا إلا إذا كان الإنسان له ذخيرة من المعرفة، وهنالك من يقلد بعض المذيعين، وهنالك من يقلد بعض الخطباء، هنالك من يقلد بعض المتحدثين من المشهورين، ولا بد من التدرب على لغة الجسد واللغة اللفظية، وهذا الأمر يمكن أن يكتسب أيها الأخ الفاضل الكريم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً