الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن الجمع بين دواء البروزاك مع السبرالكس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحب أن أشكركم كثير الشكر على ما تقدمونه، وجزاكم الله كل خير وسدد خطاكم، وأخص الدكتور الفاضل محمد عبد العليم حفظه الله.

سبق وأن استشرتكم وكان عندي الرهاب والاكتئاب، فوصفتم لي سبرالكس، واستمريت عليه لفترة وتحسنت من ناحية الهلع والخوف، ثم انتقلت إلى بروزاك وتحسن عندي المزاج وخف الاكتئاب، فهل أستطيع أن أجمع بينهم؟ وهل هناك خطر بالإصابة بخلل في إفرازات الدماغ للهرمون؟

علما أني أستعمل بروزاك 10 مل.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وثقتك في شخصي الضعيف، فالأفضل في حالتك حقيقة هو أن تتواصل مع طبيب نفسي تواصلاً مباشرًا، دع الطبيب يقوم بتقييم حالتك تقييمًا جديدًا، ومن ثم توضع الخطط العلاجية، هذا هو الأمثل، لكن إن كان ذلك غير متاح أقول لك لا مانع أبدًا من أن تتناول البروزاك والسبرالكس في نفس الوقت، بشرط أن تكون الجرعات موازية، بمعنى أن لا تتعدى الجرعة الصحيحة، ونستطيع أن نقول أن كل خمسة مليجرام من السبرالكس تعادل عشرين مليجرامًا من البروزاك، وعلى ضوء ذلك تُحسب الجرعة التي تقوم بتناولها.

جرعة العشرة مليجرام من البروزاك هي جرعة صغيرة جدًّا، وأعتقد أنه لن تكون هنالك أي آثار سلبية إذا تناولت هذه الجرعة مع السبرالكس، فتناول البروزاك عشرة مليجرام صباحًا وتناول السبرالكس في فترة المساء، هذا قد يكون أفضل، وإذا أردت أن تتناول الدواءين مع بعضهما البعض في فترة الصباح أو في فترة المساء لا بأس في ذلك أبدًا.

هنالك ملاحظة بسيطة وهي: إذا كان الدواء حتى السبرالكس أثر على نمط ومعدّل وعمق نومك ليلاً فلا تتناول الدواء ليلاً، إنما تتناوله أثناء النهار.

بالطبع أنصحك بالآليات العلاجية الأخرى، وأنت مدرك لها، وأهمها تحقير الخوف، وحتى الاكتئاب يجب أن يُحقر، وتفكر إيجابيًا، وتدير وقتك بصورة صحيحة، وتكون دائمًا مع الصالحين والطيبين من الناس، وعليك أيضًا بالاجتهاد في دراستك، هذا إن شاء الله فيه خير كثير لك.

بالنسبة لموضوع هرمونات الدماغ: حقيقة هذه الأدوية لا تسبب أي خلل، إنما تضع هذه المسارات الكيميائية في وضعها الصحيح، لأن الاعتقاد السائد – وهنالك مؤشرات علمية قوية جدًّا – هي أن الرهاب والاكتئاب والوساوس والقلق ونوبات الهرع والفزع أحد أسبابها الرئيسية هو وجود اضطراب أو خلل أو عدم توازن في إفراز بعض المواد الدماغية التي لا نفضل أن نسميها بالهرمونات، إنما هي ناقلات عصبية أو موصلات عصبية، هذا هو اسمها الأفضل حتى لا نخلط بينها وبين المركبات الدماغية الأخرى.

فأنا أطمئنك تمامًا أن هذه الأدوية سليمة وهي تضع هذه المسارات الكيميائية الخاصة بالمرسلات أو الناقلات العصبية في مسارها الصحيح.

بالنسبة نوعية هذا الخلل أو الاضطراب الكيميائي: لا توجد وسائل سهلة لفحصه وتحديده، توجد طرق متقدمة جدًّا متوفرة في بعض الدول، لكن هنالك إجماع الآن أن هذه الفحوصات لا جدوى منها ولا داعي لأن يلهث الناس وراءها لعملها، لأن الأمر أصبح واضحًا، والإثباتات المادية، وكذلك الإثباتات الظرفية تشير أن وجود الاضطراب الكيميائي مثبت تمامًا، وبمنطق بسيط ما دام الناس يتحسنون بتناولهم الأدوية وهذه الأدوية تعمل عملاً كيميائي فلابد أن يكون الخلل الكيميائي بالفعل كان هو السبب الرئيسي لهذه الحالات النفسية، ومن ثم تم بفضل الله تعالى تصحيحه من خلال تناول الأدوية.

وأريد أن أبشرك أخي الكريم خالد أنه توجد الآن دراسات كثيرة جدًّا فيما يخص كيمياء الدماغ والموصلات العصبية والناقلات العصبية، وربما نشاهد في المستقبل إن شاء الله تعالى أدوية أكثر فعالية ونقاء وسلامة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك ولنا جميعًا العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً