الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل مرضي -الوسواس- السابق يؤثر على الأبناء في المستقبل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أرجوكم ساعدوني.

كان عندي وسواس قهري في موضوع الطهارة وتعالجت منه بفضل الله، والآن تقدم لي شاب على خلق، أخوه عنده فصام، وأنا بصراحة أريد الارتباط به.

السؤال باختصار‏:‏
- هل مرضي السابق(الوسواس) يزيد من احتمال حدوث فصام في الأبناء أم كل مرض ليس له علاقة بالآخر؟ أقصد لو كنت غير مريضة بالوسواس هل سيقل احتمال حدوث فصام بالأطفال؟

- هل لو تزوجته أكون مذنبة وجانية على أطفالي إذا ورثوا الفصام من أخيه؟

أرجوكم ساعدوني.

أحب موقعكم موقع إسلام ويب جدا، حقا ليست مجاملة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فعلاقة الأمراض النفسية والعقلية بالوراثة هي علاقة معقدة بعض الشيء.
هنالك من حاول أن يثبت قوة هذه العلاقة، وهنالك من حاول أن يضعف أو ينكر وجود أي علاقة، وهنالك من له ثوابته المعقولة جدًّا، وهو أنه يوجد أثر للوراثة لكن ليس بالقوة والشدة التي يتصورها الكثير من الناس، كما أن الوراثة وحدها لا يمكن أن تكون هي العامل الذي يحدد حدوث الأمراض النفسية أو العقلية أو مآلها.

حتى أكون أكثر تحديدًا بالنسبة لسؤالك: إذا كان الأخ لزوجك هذا يعاني من الفصام من صغره، وهذا الفصام من النوع الشديد الذي يعرف باسم (الفصام الهيبفريني) فهنا تكون نسبة أن يحدث المرض لذريته، أي لذرية هذا المريض الذي تزوج، تزيد عن المعدل الطبيعي أربع مرات.

أما بالنسبة تأثير المرض على ذرية إخوته فهذا تأثير يكاد يكون ضعيفًا جدًّا أو لا يتعدى مرة أو مرتين من المعدل الطبيعي، فليس حقيقة سببًا من هذه الناحية يمنع الزواج من هذا الشاب ما دام رجلاً صالحًا وصاحب دين وخلق وأنت لديك الرغبة في أن تتزوجي به، لأن العوامل الثانية – العوامل الأخرى – ما يميز شخصية الإنسان نعتبره عاملاً مضادًا لكل السلبيات الأخرى الموجودة حتى وإن كانت سلبيات بيولوجية.

مثلاً الإنسان إذا كان له مهارات اجتماعية ومستوى جيد من الذكاء، وله ثبوت في شخصيته، هذا لا شك أنه – أي وجود هذه المميزات – يكون إن شاء الله تعالى واقيًا له من حدوث أي مرض حتى ولو كان هناك أي أثر للوراثة أو الجينات.

بالنسبة لنوبة الوساوس أو نوبات الوسواس التي أتتك، فالوساوس لا علاقة لها بمرض الفصام لا من قريب ولا من بعيد، كما أنها ليست في الحزام الوراثي أو طيف وراثي، هذا الطيف نشاهده بين الذين يعانون من أمراض الاكتئاب أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، هنا علاقة وثيقة جدًّا، لكن لا يوجد رابط وراثي ما بين الوساوس القهرية وأمراض الفصام، فأرجو أن تطمئني تمامًا بأن لن تكون إن شاء الله تعالى انعكاسات سلبية على الأولاد، نسأل الله تعالى أن يتم لك الزواج وأن يرزقك الذرية الصالحة، ولا تشغلي نفسك بهذا الموضوع أبدًا.

أيتها الفاضلة الكريمة: بالنسبة لسؤالك هل إذا تزوجته هل تكونين مذنبة أو جانبية على أطفالي إذا ورثوا مرض الفصام من أخوه؟

أنا حقيقة لستُ من أصحاب الفتوى، لكن أستطيع أن قول لك: بأني لا أرى أبدًا حقيقة ما يجعلك تحسين بالذنب أو تكوني مذنبة في هذا الموضوع، خاصة أنها كلها أمور ظنية وليست أمور حتمية، وحتى في الظن فدرجة الظن ضعيفة جدًّا لأن احتمال الإصابة بالمرض هي ضعيفة جدًّا، وأنت هنا لست بسبب أبدًا، فالأمراض لها دوراتها وهي من سنن الله، والله هو الذي يشفي ويعافي، والإنسان يُكتب ما هو مقدر له، فلا تكلفي نفسك حقيقة بمثل هذه التبعات النفسية الشديدة التي ربما تسبب لك الكثير من القلق.

اطمئني، ولا تنسي الدعاء، وهو كل شيء، فهو سلاح المؤمن في كل شيء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً