الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بماذا تنصحون لعلاج أخي من الصدفية وانتفاخ الكبد؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي عمره ثلاث سنوات، وعندما كان عمرة أربعة أو خمسة شهور بدأ يظهر على رقبته بعض الحبوب الحمراء والتهبت، وظهر عليه شيء لونه أبيض من الالتهاب، أخذناه لعدة أطباء ولم يستقروا على مرض واحد، فكل طبيب وتشخيصه، ثم بعد ذالك انتشر الحب في كل جسده، مع تورم والتهاب، وكان يتغير شكله، وكل جسمه يصبح أحمر، وبعدها تتكون طبقة ملتهبة، وبعدها يبدأ الجلد بالتقشر، أخذناه إلى طبيب مختص ومن أفضل المستشفيات عندنا فشخصوا المرض على أنه صدفية، وأن لا علاج لها، لكن الأمل بالله موجود بأن يشفيه فهو ولي ذلك والقادر عليه.

يأخذ علاجا مستمرا، وهو عبارة عن دواء على شكل حبوب، وعن دواء سائل، وله أعراض جانبية، وقد أثّر على الكبد عنده، وأصبح لديه انتفاخ في الكبد، فأريد أن أعرف ما علاجه؟ وما هي أعراضه؟ وهل هو خطير؟

حاليا قام الأطباء بالتوقف عن إعطائه الدواء للصدفية كي يزول الانتفاخ، الدواء فعال جدا، ومنذ أن أخذه لا يظهر عليه الحب، ولكن المشكلة في الأعراض الجانبية للدواء، فبماذا تنصحوننا لعلاجه من الصدفية وانتفاخ الكبد؟

أدخلته أمي الحضانة (أو الروضة) ليتعلم ويختلط مع الأطفال، لكن بعد أسبوع ومن كثرة بكائه في الروضة امتلأ جسمه بالحب، وبدأنا معاناة المرض من جديد؟ فهو متعلق بأمي جدا، وعندما تتركه في الروضة يبدأ بالبكاء، ولكن لابد من أخذه للروضة لأنه على هذه الحال لن يتعلم شيئا، وعندما يكبر يعتاد على ذلك، والمعروف عن الصدفية أنها تزداد عند الحزن والخوف والبكاء فما الحل؟

أرجو المساعدة والتوضيح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فحتى لا نخوض في أمور معقدة علينا أن نبسط الأمر، فالطبيب الثقة قال: إنها صدفية، فسنبني تشخيصنا المتوافق مع الموجودات السريرية الموصوفة في السؤال مع هذا التشخيص، ويجب التعرف على المرض بشكل عام ونأخذ فكرة واسعة عن المرض وبعدها نخصص الجواب لجزئيات سؤالكم، ولذلك نحيلكم إلى الاستشارة رقم 239348 والتي تعطي فكرة عامة عن الصدفية والأسباب والعوامل المؤثرة والعلاج واحتمالاته.

الصدفية حسب ما ورد في الكتب والمراجع أن لها علاجا، ولكن ليس لها شفاء، ومعنى ذلك أنها قابلة للعلاج ولكن الانتكاس وارد، وأن الابتعاد عن العوامل المثيرة للصدفية قد يكون له دور كبير في السيطرة على الصدفية.

وأما الانتفاخ المذكور في السؤال فالوصف ليس واضحا، فهل هو طبيعة المرض ذات البقع الجلدية المرتفعة أم أنكم تقصدون التهابا فوق طبيعة المرض يدخل في المضاعفات، فإن كان انتفاخا من طبيعة المرض فيمكن السيطرة عليه بالمرطبات أو بالكريمات الملطفة، ولكن لو كانت المساحات كبيرة عندها ينبغي أن يأخذ علاجا جهازيا أي عن طريق الفم وذلك تحت إشراف طبيب أخصائي أمراض جلدية؛ حيث أن الصدفية وخاصة في الأطفال تحتاج تجربة وخبرة وعلم.

ما هو الدواء الذي تشتكون من أعراضه؟ وما هي هذه الأعراض؟
لا يوجد علاقة مباشرة بين الصدفية وانتفاخ الكبد إلا إذا تصاحبت الصدفية بالتهاب الكبد، ولا يكون ذلك من الصدفية بل من أسباب أخرى.

ومن هو الذي شخص أن هناك انتفاخا في الكبد (وحبذا لو كان هناك تقرير أن تنقلوه لنا حرفيا وليس بالمعنى).

مناقشة أخذه للروضة: أخذه للروضة على أن يعيش فيها مبسوطا ومنسجما قد يخفف العامل النفسي عنده ويحسن الصدفية، ولكن أخذه إليها عنوة وقسرا، وشعوره أنكم تريدون التخلص منه أو إجباره على ما لا يريد قد يزيد الحالة سوءا، خاصة وأن العامل النفسي له دور عند الأطفال والكبار على حد سواء فيما يتعلق بالصدفية.

يجب تأهيله وتعويده التدريجي على مفارقة الوالدة والاعتماد على نفسه، ويمكن أن يحدث ذلك بالتدريج، أي نزيد المدة التي تتركه فيها تدريجيا على أن تكون قصيرة في الأيام الأوائل.

كما يمكن إعطاؤه شيئا ليريه للمدرسة أو للزملاء ليشعر بذاته ويتخلص من البكاء،
كما يمكن الاتفاق مع المدرسة على إعطائه هدية صغيرة تكبر يوميا، وتكون من شراء الأهل دون معرفته، ولكن تقدمها المدرسة تقربا له.

كما يمكن أخذ أحد الجيران الذين يحبهم من أطفال الروضة مع بعض والوصول للمدرسة فيشعر بالانتماء التدريجي لوجود شريك معه.

كما يمكن مكافأته عند عودته ومدحه أمام الأقارب أنه أصبح كبيرا، وأنه يذهب إلى المدرسة وأنه شاطر، ونذكر ونجسد إنجازاته مهما كانت صغيرة، ومع الوقت سيشعر أن الروضة هي جزء من حياته.

ويجب البحث عن الدافع وراء البكاء وحله، فمثلا قد يكون بدون حفاضة ويخاف من المدرسة أو أنه يعطش ويستحي من الطلب أو أن الطلاب يسخرون منه أو من الاحمرار وغيره الكثير مما قد يحرجه ويدفعه لرفض المدرسة.

ختاما: الصدفية مرض مزمن ولكنه قابل للعلاج، ويحتاج المريض تفهما ورعاية، (خاصة إن كان طفلا).

نرجو ذكر تفاصيل للرد عليها خصوصا مع العلم أن ما قدمناه أعلاه هو عام فيما يتعلق بالصدفية، وخاص فيما يتعلق بالروضة، فكلما خصصتم السؤال خصصنا الجواب وكلما عممتم عممنا.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً