الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقوق الوالدة وبرها... وضابط ذلك

السؤال

أريد السؤال عن بر الوالدين.
هل لو قلت لأمي لا، على موضوع طلبته يعتبر عقوقا حتى لو كانت راضية عني يعتبر عقوقا أيضا أم ماذا؟

أرجو التوضيح، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يرزقك بر والديك إنه جواد كريم.

وبخصوص ما سألت عنه فلا شك أن بر الوالدين من أعظم القربات التي يتقرب العبد بها إلى ربه، قال تعالى :{وقضى ربُّك أَلاَّ تعبدوا إلاَّ إيَّاهُ وبالوالدينِ إحسانًا إما يبلُغنَّ عندَك الكبَرَ أحدهما أو كلاهما فلا تقلْ لهما أُفّ ولا تنهرْهما وقلْ لهما قولاً كريمًا واخفضْ لهما جناح الذلّ من الرحمةِ وقلْ ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرًا}.

فهذا أمر من اللهُ لعباده بالتزام العقيدة، وجعل قرين ذلك بر الوالدين والإحسان إليهما، وهو البِرُّ والإكرام، قال ابن عباس :"لا تنفض ثوبك فيصيبهما الغبارُ" وقال عروة :"لا تمتنع عن شىءٍ أحباه".

وقد نهى الله تعالى عباده في هذه الآية عن قول "أفّ" وهو لفظ يدل على التضجر {ولا تنهرهما} ولا تزجرهما عما يتعاطيانه مما لا يعجبك،{وقلْ لهما قولاً كريمًا} أي ليّنًا لطيفًا بأحسن ما تجد من الكلمات الصالحة {واخفض لهما جناحَ الذلّ من الرحمة} وهذا هو الذل الممدوح، فلم يمدح الذل في القرآن قط إلا في موضعين الموضع الفائت، وقول الله عن علاقة المؤمنين ببعضهم (أذلة على المؤمنين )، {وقُلْ ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرًا} وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :"رِضا اللهِ في رضا الوالدينِ وسخطُهُ في سخَطِهما".

وأما مسألة حدود الطاعة؛ فقد ذكر أهل العلم أن البر يكون في المباح والمكروه وكلّ ما في تركه يحصلُ لهما غمّ بسببه، حاشا ما يغضب الله عز وجل فلا طاعة لهما عليه مع دوام البر، وأن يكون الأمر في حدود الاستطاعة، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وعليه فنرجو من أختنا حفظها الله ألا تقول لأمها: لا، بل عليها أن تتحاور معها، وأن تبيني لها المراد بهدوء وروية مع إخلاص النية لله عز وجل، والتماس رضاه في كل أمر تقومين به.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن ييسر لك أمرك.
والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً