الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليدوميل وليبراكس... وفعاليتهما في علاج القولون العصبي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أوجه سؤالي إلى الدكتور الفاضل الدكتور محمد عبد العليم، وقد استشرتك مسبقا مرتين فيما يتعلق بعلة القولون العصبي وجزاكم الله خيرا على صبرك وتعاونك معنا، لكن قبل أن ترسل لي استشارتك الثانية ذهبت إلى دكتور النفسية، ووصف لي علاج ( لديوميل 10 مل )، وقال استخدمه مع علاج (ليبراكس)، حبة واحدة قبل النوم، وبعد تناولي للدواءين أصبت بدوار متوسط ومستمر طوال اليوم إلى المساء، وظل معي عدة أيام.

رجعت للطبيب فطلب مني أن أتوقف عن (لديوميل) كاختبار للدواء، وفعلا حينما توقفت خف الدوار، ولم يذهب كليا.

فهل المشكلة أيضا من علاج ( ليبراكس )، حيث أن طبيب الباطنية أكد لي بأن ليبراكس لا يسبب دوار أبدا، وهل تنصحني بهذين العلاجين أم هناك ما هو أفضل وأكثر أمانا كما ذكرت لي في استشارتك السابقة كدواء ( روزفلت )؟

هل ترى من المناسب التداوي بالأعشاب، وأن لها نتيجة مناسبة في التخفيف من المرض أو القضاء عليه مثلا؟

وجزكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سلمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
جرعة الديوميل والتي وصفه لك وهي 10 مليجرام هي جرعة بسيطة جداً، حيث أن هذا الدواء يمكن تناوله حتى 200 مليجراما في اليوم، وأنا دائماً أبدأ بجرعة 25 مليجرام في اليوم، لكن يظهر أنك حساس جداً للأدوية، ونسبة للتقارب الذي بين الليدوميل واليبراكس تكون الفعالية قد تضاعفت، وهذا هو الذي أدى شعورك بالدوار، وقرار التوقف عن الديوميل هو قرار صحيح.

أما بالنسبة لليبراكس فأنا اتفق مع الطبيب تماماً أنه لا يسبب الدوار إلا فقط في الأيام الأولى، البعض قد يحس بشيء من الهمدان البسيط، وشعور استرخائي زائد، لكن هذا يتلاشى تماماً بعد الاستمرار في الدواء، والبيراكس هو دواء يستعمل عند اللزوم، ولا ننصح باستعماله لفترات طويلة لأنه يحتوي على مكون دواء يعرف باسم لبريم Libirium وهذا ربما يؤدي إلى التعود في بعض الأحيان إذا أسرف الإنسان في تناول البيراكس.

لكن بجرعة حبة واحدة مرتين أو ثلاثا في الأسبوع ليلاً، هذا لا بأس به، أنا أرى عقار زولفت (Zoloft ) وأيضا اسمه لسترال Lustral واسمه العلمي هو سيرترالينSertraline سوف يكون هو الأنسب لحالتك، لأن الزولفت يقتلع الأعراض أصلاً، أعراض القلق والتوتر، كما أنه محسن للمزاج لا شك أن القلق والتوترات هي من أكبر المثيرات، والمسببات لعلة القولون العصبي، والكثير من الأمراض النفسوجسدية، جرعة الزولفت أبداها صغيرة نصف حبة يومياً هذه أفضل لأن حساسيتك للدواء واضحة جداً من وجهة نظرك.

أما بالنسبة للدوائي بالأعشاب لا مانع في ذلك إذا أردت أن تتناول المركب العشبي الذي يعرف بعشبة القديس جون أو عشبة عصبة القلب، فهذه العشبة تزيل القلق والتوترات، وبعض الناس قد استفادوا منها، والبعض لم يستفد، أيضا شراب النعناع المركز أفاد الكثير من الناس، وهنالك مركبات عشبية أخرى، نسمع عنها من هنا وهناك، وإن كان هنالك متناقضات كثيرة حول فعالية هذه المركبات من عدمها، ولكن نقول التجربة خير برهان، الذي أنصح به هو أن لا تخلط بين الأعشاب، وبين الأدوية الكيميائية هذا ربما يؤدي إلى تفاعلات سلبية لكن شراب النعناع لا مانع أبداً في حالة استعمال الزولفت أو الأدوية الأخرى.

أخي دائماً ننصح باللجوء إلى الوسائل العلاجية السلوكية، وممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء، والتفكير الإيجابي، وإدارة الوقت بصورة صحيحة هذه يا أخي الكريم كلها تساعد في علاج أعراض القولون العصبي الناشئ من القلق، ولا شك أن التجاهل للأعراض من وسائل العلاج الجيدة إذا استطاع الإنسان أن يطبق ذلك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً