الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر وكأنني في حلم، فهل سببه عقار الفافرين أم الحالة الاكتئابية نفسها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراً، ورفع الله من قدركم.

أنا عندي اكتئاب قبل أربعة أشهر، وصرف لي الطبيب دواء فافرين، وتناولت هذا الدواء، وشفيت من الاكتئاب -بفضل الله- من أول يوم استخدمت الدواء وتعافيت، ورجعت إلى وضعي الطبيعي تقريبا، واستمررت على الدواء 20 يوما، ثم أتاني إحساس غريب، أشعر كأنني في حلم.

أحيانا أخاف أن أفقد الذاكرة، توقفت عن الدواء خوفا أنه هو السبب في حالتي، وذهب الاكتئاب، ولم تذهب هذه الحالة، قرأت في مواقع أن هذا المرض اسمه اختلال الآنية، واليوم أشعر بتحسن كبير، ولكنني لا زلت أعاني من هذا المرض.

سؤالي -بارك الله فيكم-: هل الفافرين أو أدوية الاكتئاب تسبب اختلال الآنية؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الجنيدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على السؤال.

أستغرب أولا أنك شعرت بالشفاء من الاكتئاب من أول يوم استخدمت فيه الدواء، فالاكتئاب يأخذ عادة بعض الوقت ليبدأ رحلة التعافي والشفاء، وخاصة أن الاكتئاب يكون قد مرّ عليه بعض الوقت قبل العلاج، ولكن معك الحق في إيقافه بعد أن ظهرت عندك بعض الأعراض الجانبية، والتي وصفت في سؤالك.

وكون الاكتئاب قد ذهب ولم تذهب هذه الحالة، فهذا يجعلني أشعر بضرورة إعادة النظر في التشخيص الأولي الذي علينا أن نعالجه، ولا يخفى عليك أهمية التشخيص الدقيق قبل العلاج، وبعض المشكلات النفسية قد تبدو على أنها اكتئاب، إلا أنها ربما غير الاكتئاب الذي نستعمل الفافارين لعلاجه.

هناك بعض الأعراض النفسية الغريبة نوعا ما، ومنها مثلا حالة تشعر فيها الإنسان بتغيّر في داخله، وبحيث لم يعد يشعر كما كان يشعر بالوضع الطبيعي له، وهناك حالة أخرى يشعر فيها الشخص بتغيّر ليس في داخله، وإنما في البيئة من حوله، ولعل هذا الذي تقصد من اختلال الآنية، حيث يشعر الشخص وكأن البيئة من حوله قد تغيّرت، ولم تعد كما هي، وقد يشعر بشيء ما غير طبيعي في علاقته بالأشياء من حوله، ولا يدر لها تفسيرا.

السؤال هنا: هل هذه الأعراض هي بسبب الفافارين أم أنها جزء أو عرض للحالة الأصلية التي عانيت منها عند بداية العلاج، سواء كانت اكتئاباً أو غيره؟

وهذا مثال يفسر ما نقوله دوما من ضرورة مراجعة طبيب متخصص قبل أن نبدأ علاج الأمراض والمشكلات النفسية، ليقوم الطبيب بمتابعة الحالة وتحسنها أو تبدلها، ومتابعة الدواء.

أنصحك بأن تعود للطبيب الذي وصف الفافارين أصلاً، ليراجع الحالة ويحدد التشخيص بشكل دقيق قبل أن نصف أفضل طريقة للعلاج.

وأرجو أن تطمئننا عنك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً