الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد دواء للمعدة لا يؤثر على الحمل.

السؤال

أعاني من رخاوة بفتحة المعدة في العضلة ما بين المعدة والمريء، وزادت بعد ولادتي للطفل الأول، فأحياناً أحس بخفقان بعد الطعام إلى أن يهضم, وأحياناً لا، ولكن مشكلتي هي النوم ليلاً، على الرغم أني لا أحس بأي ألم، ولا حرقان معدة ليلاً إلا نادراً، إلا أني أستيقظ صباحاً، وهناك حرقان بحلقي يختفي بعد فترة إلى ثاني يوم صباحاً، ويكون عادة مصحوباً بحرارة بالوجه خفيفة، وتعب مع احمرار بالحلق، وانتفاخ أحياناً بأحد جهتي الحلق، داخله نقطة بيضاء، وتذهب بعد أيام، إلا أن حرقان الحلق مستمر يومياً، وهذا يخيفني لأني أريد طفلاً ثانياً.

أخاف أن تزيد أعراض المعدة و حرقان الحلق؛ لأني أوقفت علاج المعدة وحساسية الأنف، وقد أصبح الموضوع يؤرقني، ويؤثر على نفسيتي.

هل هناك علاج للمعدة وحساسية الأنف أثناء الحمل بدون أن يؤثر على الطفل، وكيف أتخلص من هذا الحرقان، علماً بأن حلقي يحرقني عندما أشرب مشروباً غازياً وآكل حاراً أو حلواً جداً.

وعذراً للإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن الواضح أنك تعانين من ارتجاع بالمريء، مما يسبب لك حموضة والتهاباً في الحلق والحنجرة؛ بسبب وجود حمض المعدة في المريء والبلعوم ذات الغشاء المبطن الرقيق بالمقارنة بجدار المعدة السميك.

أما عن الارتجاع المعدي: فمن المعلوم أنه يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة، وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكلٍ سليم فإنه لا يكون هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع منها صاعدة إلى المريء، مسببة ارتجاع العصارة المعدية الحامضة إلى المريء، والذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة، وبالتالي يحصل التهاب للغشاء المخاطي المبطن للمريء، وقد يسبب بالإضافة إلى الأعراض التهاباً في المريء، وتضيقاً أحياناً.

وأما عن أعراضه فهي كثيرة، وأهمها: الإحساس بالحرقة في منطقة أسفل الصدر وأعلى البطن، وقد يصحبه عدم ارتياح، أو ألم في المعدة، خصوصاً بعد تناول بعض الأطعمة، ومن الأعراض الأخرى الإحساس بطعم حارق في الحلق, أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة، أو بضيق حاد في التنفس، وعلى ما يبدو فإن هذا سبب ما يسميه البعض بالكتمة، وهذا يسبب القلق عند الإنسان، ومع القلق يزداد التوتر، وهذا يزيد من إفراز الأدرينالين الذي يسبب اليقظة، وتسارع ضربات القلب، وأحياناً ارتجاف الأيدي.

ومن أعراضه أيضاً: الكحة المزمنة، والتغير في الصوت؛ نتيجة التهاب الحنجرة والحبال الصوتية، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، ومن ناحية أخرى فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثراً وأشد ضرراً، وهناك عوامل تسبب هذا الارتخاء، أو التوسع، أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، وهي:

- امتلاء المعدة بالطعام.

- السمنة.

- تناول بعض المأكولات والمشروبات، مثل :الدهون، والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي، والقهوة، والشكولاته، والفلفل، والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب.

وزيادة حموضة المعدة له أسباب متعددة، منها:

- تناول الأدوية المسكنة.

- التدخين.

- تناول الكحول.

- تناول الأطعمة الحارة.

- الفلفل.

- البهارات.

- قرحة المعدة.

- القلق والتوتر.

ولتشخيص المرض فإنه يفضل عمل منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وقد يحتاج الأمر إلى قياس ضغط المريء، وتركيب جهاز خاص لمدة أربع وعشرين ساعة لقياس درجة الحموضة في البلعوم والمريء، ومما يزيد الأمور صعوبة أنه قد تفشل كل هذه الفحوصات في تأكيد وجود ارتجاع بالرغم مع أن أعراض المريض تؤكد ذلك.

والعلاج يعتمد على الالتزام بالتالي:

- تجنب المأكولات والمشروبات التي ذكرنها آنفاً, والتي يلاحظ المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع.

- تجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لا بد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات.

- كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق بوضع مخدتين إلى ثلاث تحت الرأس، بارتفاع مسافة (15) سنتيمتراً، حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.

أما العلاج الدوائي فيكون بالأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec pariet Nexium lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة، وأحياناً نحتاج لأخذها مرتين إذا كانت الأعراض شديدة، والعلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر، وأحياناً لسنوات، ونتائجه بشكل عام جيدة، ولكن لا ينصح باستخدامها بكثرة خلال الحمل، وعلى الأخص في الثلاثة شهور الأولى، وفي بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي يتم اللجوء للعمل الجراحي.

وأما بخصوص الحساسية فننصح بعدم استخدام حبوب الحساسية, مثل: (كلارا) أو (كلاريتين) مطلقاً خلال فترة الحمل لما لها من آثار سيئة على تكوين الجنين، ولكن يمكنك استخدام بخاخ (فلوكسيناز) مرة يوميا للتغلب على حساسية الأنف.

والله الموفق لما فيه الخير والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً