الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التأتأة في الكلام أثرت على مستواي الدراسي، فكيف أعالجها؟

السؤال

السلام عليكم

أنا وليد من المغرب، عمري 18 سنة، أعاني من التأتأة منذ صغري، حيث كنت أتكلم بصعوبة لأنها كانت أكثر حدة لكن -الحمد لله- مع مرور السنوات صرت أتحسن في كلامي، حتى إنها اختفت تماما في سن الخامسة عشرة، لكنها عادت من جديد، وبدأت تسبب لي إزعاجا في حياتي، المشكلة أنني أتكلم جيدا، لكن عندما أكثر الكلام أبدأ في التلعثم خصوصا مع الناس، وأيضا عندما أغضب، هذا المرض انعكس سلبا على دراستي في الآونة الأخيرة، غالبا لا أستطيع المشاركة أو حتى القراءة، لا أعلم السبب.

ربما أخشى الأستاذ فأشعر بالخوف والقلق، وعدم الثقة بالنفس، وأشعر بكثرة بخفقان القلب، وفي بعض المواقف أشعر بانقباض في الأحبال الصوتية، لكني عندما أكون وحدي أتكلم بشكل عادي.

أخيراً: ادعوا الله أن يشفيني ويشفي جميع المسلمين.

أرجو منكم كتابة الدواء الذي يناسبني، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ walid حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على السؤال, ونحن أيضا ندعوا الله لك ولجميع المسلمين بالشفاء العاجل.

إن ما وصفت في سؤالك ليس مرضا يعالج بالدواء، وإنما هو نوع من صعوبات النطق والكلام لأسباب نفسية واجتماعية، وقد عانيت منها في صغرك، ومن ثم استطعت التخلص منها، وهي الآن تعود من جديد.

لماذا تعود الآن وقد تحسنت عندك في الماضي؟ ربما بسبب عمرك الآن، فأنت الآن في مرحلة المراهقة، والتي من طبيعتها التي لا بد منها أنك أكثر حساسية لوجود الآخرين، ورأيهم فيك، مما يجعلك تتعرض للارتباك عندما تحتاج للحديث والكلام أمام الناس، بينما -وكما ذكرت في رسالتك- تكون أمورك طبيعية تماما عندما تكون بمفردك، وهذا يؤكد الأسباب النفسية والاجتماعية لهذه التأتأة، والصعوبات في الكلام.

ولا شك أن بعض الأعراض التي تصاحب هذه الصعوبات في الكلام، والارتباك الذي تشعر به عند الكلام مع الآخرين له علاقة بالخجل والارتباك أمام الناس، كتسارع ضربات القلب، والقلق، والارتعاش، واختفاء الكلام تماما تقريبا.

الخبر السعيد أنه ولأنك استطعت في الماضي التغلب على هذه المشكلة وهذه الأعراض، فهذا مؤشر جيد على إمكاناتك في التغلب عليها مجددا الآن، وهذه الثقة بالنفس تعني أنك قادر -بعون الله- على تجاوز هذه المرحلة، وكما فعلت في الماضي، هذه الثقة بالنفس ستساعدك كثيرا على فعل هذا مجددا.

وتفيد بعض التمارين التي يمكنك القيام بها، كأن تقرأ وأنت منفرد بصوت عال، وأن تقلل الكلام الذي تقوله أمام الناس قدر الإمكان، وخاصة أنك ذكرت أن صعوبات الكلام هذه تكثر عندك عندما تكثر من الكلام، ولكن من دون أن تتجنب الكلام والحديث كليا مع الناس، فهذا التجنب الكلي يزيد المشكلة ولا ينقصها.

وهناك في ثنايا استشارات هذا الموقع العديد من الأجوبة، والتي تذكر بعض المهارات الأخرى التي تساعد في التعامل مع التأتأة، والتي منها (265295 - 266962 - 280701 - 2102145).

أسأل الله أن ييسر أمرك، ويصلح شأنك وحالك كي لا تتأثر دراستك بنتائج هذه المشكلة، وأن تكون دوما من المتقدمين.

وأرجو أن تخبرنا عنك وعن دراستك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً