الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتخيل أني سأموت وأترك أولادي يتفرقون، فانصحوني

السؤال

ولدت أكبر أبنائي وأنا عمري عشرون سنة، وباستمرار يأتي لي وسواس بأني سأتركه وسأموت، وكنت أخاف عليه بشدة، وتأتي لي رعشة من شدة الخوف، وبرودة بالأطراف، وكنت أشعر بأن روحي تطلع وأبكي.

جلست فترة طويلة على الحال هذا، وعندما رزقني الله بخمسة أطفال، ناوبني نفس الشعور، وأني سأموت وأتركهم يتفرقوا، وتأتي لي أحلام أحاول أفسرها وألقاها تتكلم على الموت، وأنا والحمد لله ملتزمة ومؤمنة، وأعرف إن الموت حق، ولكن نفسيتي تتعب، وهذا يجعلني عصبية باستمرار أسألكم الدعاء لي، وماذا علي أن أعمل؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

هذه المشاعر التي تأتيك نسميها بالمخاوف الوسواسية، وهنالك خوف والخوف من هذا النوع، وهذا النمط نسميه بالخوف الوسواسي كما ذكرت لك وهذه الفكرة تعالج بتجاهلها وتحقيرها، تحقيرها يكون من خلال التوكل والدعاء لأبنائك بالفلاح والنجاح وأن يحفظهم الله تعالى، ويجعلهم من الصالحين، أنت ذكرت أنك تعاني من شيء من العصبية، وهذا يؤكد التشخيص بأن المخاوف الوسواسية هي في الأصل نوع من القلق النفسي ومن سمات القلق النفسي وجود عصبية وتوترات، فالأمر واضح والأمر بسيط، وكل المطلوب كما ذكرت لك هو التجاهل، وتحقير الفكرة واعتبارها فكرة وسواسية لا داعي لها، وأنت الحمد لله ملتزمة ولا شك أن ذلك سوف يساعدك إن شاء الله تعالى.

حاولي أن لا تفرضي حماية زائدة على أبنائك، هذا مهم جداً، والدعاء هو أفضل حماية للأبناء، لكن منعهم من الخروج أو أن نحد من حركتهم هذا لا داعي له أبداً، والمطلوب هو أن نوجههم التوجيهات التربوية الصحيحة ونعلمهم علوم دينهم وعلوم ديناهم، ونسأل الله لهم الحفظ وهذا هو المطلوب، وليس أكثر من ذلك.

إذا كانت هذه الأفكار والمخاوف الوسواسية مطبقة، وتسيطر عليك دائماً أعتقد أن تناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف الوسواسية سيكون أمراً مرغوباً وجيداً، وننصح به، ومن أفضل هذه الأدوية دواء يعرف باسم سبرالكسCipralex والاسم العلمي هو استالوبرامEscitalopram تناوله يكون بجرعة (10) مليجرام يومياً يفضل أن تبدئي أولاً بــ(5) مليجرام أي نصف حبة، تناوليه يومياً بعد الأكل لمدة عشر أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة يومياً لمدة ثلاثة أشهر ثم خفضيها نصف حبة يومياً لمدة شهر ثم توقفي عن تناول الدواء.

لا بد أن تجعلي حياتك أكثر إيجابية، ونظمي وقتك، وتواصلي اجتماعياً، وتوكلي على الله.

وللمزيد يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول علاج الخوف من الموت سلوكيا: 259342 - 265858 - 230225.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً