الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني منذ سنوات من ضيق في الصدر وتقلب في المزاج..فما علاجي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 33 ومتزوج وعندي ولد ولله الحمد، معاناتي بدأت منذ التزامي، ما يقارب 13 سنة وأنا أعاني من ضيقة في الصدر، وثقل في الرأس وعدم تركيز، ونسيان، وزغللة في العيون، وتقلب في المزاج، وعصبية، وخمول، وكسل، وعدم انتظام في التنفس، وقلق ورهاب اجتماعي.

ذهبت إلى شيخ قال لي بك مس، وجلست معه مدة وانقطعت، ثم ذهبت لشيخ ثان، وقال لي بك عين قوية، ثم جلست معه مدة وانقطعت عنه، ثم ذهبت إلى طبيب نفسي قال بك رهاب واكتئاب!

سؤالي: من أصدق من هؤلاء؟ حيث أني حيران لا أعلم بمرضي حتى الآن!

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن الاكتئاب موجود، والرهاب موجود، والعين موجودة، والسحر موجود، والمس موجود، لكن الإنسان يحتاج لبصيرة ويحتاج إلى وقفة مع ذاته ليتم تشخيصه بصورة صحيحة، وأن لا يقع في الأيادي الخطأ ليكون ضحية لها.

أيها الفاضل الكريم: أنا أقدر تمامًا درجة الكدر التي تعاني منها، أو تقلب المزاج والخلل الذي تحس به في صحتك النفسية والجسدية، هذه الأعراض تعتبر أرضا خصبة جدًّا لأن تفسر تفسيرات مختلفة، إذا ذهبت إلى الطبيب سوف يقول لك إنها اكتئاب ورهاب، والطبيب له معاييره، وإذا ذهبت إلى أحد المشايخ سوف يقول لك إنها عين وسحر ومس، فكلٌ في مجاله وكلٌ في اختصاصه، لكن أريد أن أنبهك لشيء مهم جدًّا وهو موضوع السحر والمس والعين، هنالك مبالغات كثيرة جدًّا حول هذا الموضوع، يجب أن يكون الإنسان متيقنًا أنه في حرز الله وفي حفظه، وهنالك أذكار معروفة ولا أحد يشك أبدًا في فعاليتها.

الأمر لا يحتاج أبدًا إلى أن يتنقل الإنسان من راقٍ إلى آخر، ليس هنالك حاجة لذلك أبدًا، ارق نفسك وحافظ على الأذكار، توكل على الله، واعرف أنك في كنف وفي حفظ وفي حرز الله تعالى.

هذا يُفسد كل عين وكل سحر وكل مسٍّ، والإنسان مكرّم أيها الفاضل الكريم.

بعد ذلك عليك أن تأخذ بالأسباب الأخرى، وهي أن تتعالج العلاج الصحيح من الحالة التي تعاني منها، وأنا أعتقد أن الأدوية المحسنة للمزاج والمضادة للاكتئاب سوف تكون ذات فائدة كبيرة جدًّا بالنسبة لك، ودواء مثلاً مثل بروزاك والذي يعرف علميًا باسم «فلوكستين» يعتبر مثاليًا جدًّا لعلاج مثل هذه الحالة، وجرعته مختصرة وهو سليم وغير إدماني، والجرعة التي تحتاج لها هي كبسولة واحدة في اليوم.

تتناولها بعد الأكل لمدة شهر، ثم ترفعها إلى كبسولتين في اليوم، وتستمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة خمسة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

إذا أردت أن تتشاور أكثر مع طبيبك النفسي ليختار لك البروزاك أو أي علاج آخر فهذا أيضًا أمر جيد، وربما يكون أفضل.

هنالك آليات علاجية أخرى مهمة لا بد أن تستصطحبها مع العلاج الدوائي، ومع الرقية الشرعية، هذه العلاجات هي:

أولاً: أن تدير وقتك بصورة صحيحة.

ثانيًا: أن تمارس الرياضة.

ثالثًا: أن يكون لك حضور اجتماعي، وتنمي مهاراتك الاجتماعية.

رابعًا: أن تكون إيجابيًا في تفكيرك؛ لأن التفكير السلبي هو أكبر شيء يؤدي إلى الهزيمة النفسية.

هذا هو الذي أنصحك به، وأنا على ثقة تامة أن علاجك هو علاج طبي نفسي مع الأخذ بالرقية الشرعية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً