الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حزينة على حالي فأنا أقل ممن في سني حظاً

السؤال

أحس دائما بحزن يخيم علي، كوني تأخرت عن زميلاتي في الالتحاق بالجامعة بعدما أعدت الثانوية خمس مرات، وبعد التخرج جلست خمس سنوات أخرى لم ألتحق بوظيفة، أحس أنني ظلمت في الترقيات وفي التقاعد وفي المطالبة بوظيفة أعلى، كون سنوات خبرتي أقل، وهذا يشكل حزنا لي، وأستحي من قول سني الحقيقي كون الأصغر مني أعلى رتبة مني ويوجهونني، فما العمل؟

زميلاتي اللاتي درسن معي والتحقن بسلك العمل في سن مناسب لهن الحظ في الترقيات وحصولهن على التقاعد بعد إكمال 20 سنة، فهن سبقنني بـ10 سنوات، وخبرتهن أعلى، والآن مرتاحات في وظائفهن، ويعملن أقل مما نعمل نحن الجدد.

أرجو إرشادي إلى طريقة ترضيني، فكرت في إكمال دراستي ولكن ظروفي المادية والأسرية لا تسمح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإننا ندعوك إلى النظر إلى من هم دونك، ولا تنظري إلى من هم فوقك في أمور الدنيا، حتى لا تزدري وتحتقري نعم الله عليك بدلاً من شكره على ما أولاك، وتذكري أن نعم الله مقسمة، فقد يعطي الوهاب إحداهن وظيفة كبيرة ولكن يحرمها العافية أو الولد، وقد يعطي الأخرى الوظيفة والولد والعافية ويحرمها المال، وقد وقد .... فنعم الله مقسمة، والسعيدة هي التي تعرف نعم الله وتؤدي شكرها، فتنال بشكرها المزيد، وتنال رضوان ربها المجيد، فاشكري الله على أما أعطاك، وأبشري بقول الله سبحانه: { لئن شكرتم لأزيدكم } .

واعلمي أن الرضا بقضاء الله وقدره هو باب السعادة الأكبر، وأن هذا الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وتذكري أن كل الأخوات مررن بهذه المرحلة، فلا يمكن أن تصبح الموظفة مديرة من أول يوم، كما أن السعادة لا ترتبط بالوظائف ولا بالمال ولا بالذهب والرياش، ولكن السعادة هي نبع النفوس المؤمنة بالله الراضية بقضاء الله وقدره، فأشغلي نفسك بعبادة الله وذكره وشكره، ولا تنظري إلى ما عند الأخريات، وقد أحسن من قال:

وكنت متى أرسلت طرفك رائداً *** لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ** ولا عن بعضه أنت صابر

ولا يخفى عليك أن هذا الحزن لا يقدم ولا يؤخر، ولا تقولي لو أني فعلت كذا كان كذا، ولكن قولي: (قدر الله وما شاء فعل) واعلمي أن لكل أجل كتاب، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطاك لم يكن ليصيبك، وأن الله سبحانه يقدر ما يشاء، فمن رضي فله الرضا، وأمر الله نافذ، ومن سخط فعليه السخط، وأمر الله نافذ، وتذكري من أصبحت مديرة أولاً سوف تفقد وظيفتها أيضاً، ولو دامت الدنيا لغيرنا لما وصلت إلينا، وخير الناس من طال عمره وحسن عمله.

ويمكنك الاطلاع على الاستشارات حول الرضا بالقدر: ( 278495 - 2110600278493 - 2117098 ) .

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً