الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة الغضب والعنف عند الأطفال الصغار وعلاجها؟

السؤال

ابني عمره عامان، كيف أعالج مشكلة الغضب والعنف عنده؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لقمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكل إنسان يمكن أن يغضب وينفعل، وهذه ليست المشكلة، لأن الغضب غريزة طبيعية، لكن الإشكال يتأتى في كيفية إدارة الغضب، كيفية التعامل مع الغضب، وبالطبع الطفل غير مدرك لهذه الماهية، أي كيفية التعامل مع غضبه، ولذا تكون مسئوليتنا نحن الكبار في أن نحاول أن نوجهه التوجيه الصحيح.

البداية تكون بمعرفة لماذا يغضب هذا الطفل؟ لماذا يتعانف، لماذا هذه الانفعالات، هل المشكلة حول الطفل نفسه، هل المشكلة في بيئته، هل المشكلة في كيفية التعامل معه، هذه هي الأسس الرئيسية والمعايير التي يجب أن تطبق لأن نصل إلى التشخيص الصحيح.

إذا قابلنا غضب الطفل بغضب من جانبنا أو بانفعالات سلبية فهذا سوف يزيد من انفعاله السلبي وفي غضبه -هذه حقيقة- وبعد ذلك ينتهي الطفل بالعناد، وهذه إشكالية أخرى.

إذن خط العلاج الأول هو تجاهل غضب الطفل بقدر المستطاع، والعنف يكون دائمًا مكتسب لدى الطفل، لا يوجد طفل أبدًا عنيفًا، العنف يكون قد تعلمه كخبرة من محيطه، أقول هذا مع احترامي الشديد لك، ولأسرتك الكريمة، لكن هذه هي الحقائق العلمية.

فإذن التجاهل وعدم الاستجابة بنفس المستوى الذي ينفعل به الطفل هي خط العلاج الأول.

والشيء الجميل أن سلوك الطفل يتعدل، وذلك من خلال إضعاف السلوك السلبي، -وكما ذكرنا- أن التجاهل هو خير وسيلة في مثل هذه الحالات، وبعد ذلك نحاول أن نبني عنده سلوك إيجابي جديد، وذلك بأن نشعره بالأمان، وذلك من خلال ملاعبته بنفس المستوى، احتضانه، تقبيله.. هذا لا يكون باستمرار، هذه التحفيزات الإيجابية تكون من وقت لآخر، أما المبدأ الرئيسي فهو التجاهل التام للتعانف والغضب عند الطفل.

الطفل بالرغم من أنه صغير لكن نحاول أيضًا أن نتيح له الفرصة ليختلط بأقرانه، ويلاعب الأطفال الآخرين، وأن يستفاد من الدمى والألعاب ذات القيمة التعليمية، نجعل الطفل يتفاعل معها.

هنالك أمر أخير وهو: يجب أن نتأكد أن الطفل لا يعاني من علة عضوية، آلام البطن، آلام الأسنان دائمًا تثير الغضب والعنف لدى الأطفال، فيجب أن نتأكد من أن شيئًا من هذا غير موجود، وأؤكد لك أن هذه الأمور هي أمور عارضة -وإن شاء الله- بتطبيقكم لما ذكرناه من إرشاد سوف يصلح أمر هذا الطفل.

أسأل الله تعالى أن يحفظه وأن يجعله قرة عين لكما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر سمر

    جزاكى الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً