الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سرعة ضربات القلب وضيق التنفس وزغللة العيون ... أريد التخلص من هذه الأعراض

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أريد حلا لما أنا فيه, فأنا طالبة بكلية الهندسة في السنة الثالثة, من حوالي شهر أحسست بدوخة فذهبت إلى الصيدلية, وطلع ضغطي منخفضا, وبعدها تكررت هذه الحالة كل يوم, وعندي سرعة في ضربات القلب, وضيق شديد في التنفس, كأني سأموت, فذهبت إلى دكتور باطني وأخبرني أني لا أعاني من شيء, وكانت كل التحاليل سليمة, حتى تحليل الغدة الدرقية, وأعطاني دواء يسمى (كونكور) لتهدئة ضربات القلب, ولكني إلى الآن متعبة, لا أستطيع أن أركز في دراستي نهائيا, ولا أذاكر, ووزني قلَّ عن الأول, وأحس برعشة في جسمي, وزغللة أحيانا في عيني, وامتلكني الشعور بأني سأموت, وأصبح وسواسا لي أينما ذهبت, ويمتلكني أيضا وسواس فعل أشياء غير منطقية, مثل: تكرار الصلاة, وأحيانا التفكير في ربنا -أستغفر الله العظيم- وهذا الوسواس لدي من فترة كبيرة, ولكنه هذه الأيام مسيطر علي, أصبحت أعيش في قلق وخوف, ولا أستطيع التركيز.

أرجو نصيحة لي, علما بأني شخصية كتومة, وحزينة أغلب الأوقات, نسأل الله الشفاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mai حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإني أقدر كمية الانزعاج الذي أنت فيه؛ فالنوبة التي أصابتك تسمى بنوبة الهلع أو الهرع، وهي مخيفة جدًّا، خاصة تسارع ضربات القلب, مع الضيق الشديد في التنفس، وبعض الناس يأتيهم شعور بقرب الموت, الحالة مخيفة, لكنها ليست خطيرة، وهذا يجب أن أؤكده لك.

الوساوس التي تأتيك هي مصاحبة لنوبات الهلع، وهذا نشاهده في حوالي عشرين إلى ثلاثين بالمائة من الحالات، والهلع والهرع والوسواس كلها تعتبر من أمراض القلق.

فحالتك إذن هي حالة واحدة، حالة قلقية وسواسية تتميز بوجود نوبات هرع, أرجو أن تتفهمي ذلك؛ لأن معرفة التشخيص مهم جدًّا، ولا تنزعجي أبدًا فحالتك بالفعل واضحة جدًّا.

أنا أفضل أن تقابلي طبيبًا نفسيًا -إذا كان هذا ممكنًا-؛ لأنك في حاجة لعلاج دوائي.

هنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس), ويعرف علميًا باسم (إستالوبرام), يعتبر دواءً متميزًا لعلاج مثل هذه الحالات, كما أنك في حاجة لبعض التمارين الاسترخائية، فهذه أيضًا مفيدة لك كثيرًا.

عقار (كونكور) لا بأس به، فهو يقلل من تسارع ضربات القلب، لكن يعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى انخفاض بسيط في ضغط الدم.

كما ذكرت لك فالسبرالكس سيكون هو العلاج الرئيسي الأساسي لحالتك، وإن استطعت أن تتواصلي مع الطبيب النفسي فهذا جيد، وإن لم تستطيعي فيمكنك أن تتواصلي مع الطبيب الباطني الذي وصف لك الكونكور، وتذكري له أننا قد أفدناك, وحسب المعلومات المتوفرة, بأن حالتك هي حالة هرع أو هلع مصحوبة بوساوس قهرية، وأفضل علاج لها هو عقار سبرالكس (استالوبرام).

هذا -إن شاء الله تعالى- سيفيدك كثيرًا، أي هذا النوع من الدواء الذي وصفناه لك، أو نصحنا بتناوله.

إذا كانت هناك صعوبة شديدة في مقابلة طبيب، فالسبرالكس يمكن الحصول عليه دون وصفة طبية، والجرعة المطلوبة في حالتك هي خمسة مليجرامات – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات – تناوليها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعيها إلى حبة كاملة يوميًا لمدة شهر، ثم اجعليها عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم خفضي الجرعة إلى عشرة مليجرامات يوميًا لمدة خمسة أشهر، ثم اجعليها خمسة مليجرامات يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرامات يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء, السبرالكس دواء ممتاز، غير إدماني، غير تعودي، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.

أما بالنسبة للكونكور: فأرجو أن تتفاهمي مع الطبيب، لا بأس به إذا كان بجرعة صغيرة، لكن قطعًا ليس هو العلاج الأساسي والرئيسي لحالتك.

إذا حصل أي انخفاض في ضغط الدم فهذا يحتم أن يتم التوقف عن الكونكور, ويمكن استبداله بعقار إندرال, بجرعة صغيرة (عشرة مليجرامات) صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجرامات في الصباح لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن تناوله, وهذا كافٍ جدًّا.

التدرب على تمارين الاسترخاء مهم، وهذه يمكنك في حالة عدم ذهابك إلى الطبيب النفسي أن تتدربي عليها من خلال تصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.

لا تنزعجي للموضوع مهما كان مزعجًا، فهو بسيط، ولا يعتبر خطيرًا، واصلي دراستك، اجتهدي في ذلك، أنت متميزة ومتفوقة، عليك أيضًا بالترويح عن نفسك بما هو متاح ومباح ومشروع، وخذي قسطًا كافيًا من الراحة، نظمي وقتك، اقضي بعض الوقت مع صديقاتك وزميلاتك، زوري أرحامك، كوني بارة بوالديك... إلخ، هذا كله -إن شاء الله- يمثل دفاعات علاجية سلوكية إيجابية, ومفيدة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً