الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع ابني العنيد؟

السؤال

أنا سيدة منفصلة عن زوجي منذ 6 سنوات، ولدي ولد عمره 9 سنوات، وقد تعرض لإصابة في ذراعه منذ سنتين، المشكلة أن ابني أصبح كثير العناد لدرجة كبيرة، وعصبيا جدا، وعناده أثر على دراسته؛ مما جعله لا يستمع إلى معلميه، ولا يكتب واجباته، وأصبح يستخدم ذراعه كحجة لعدم كتابته، وكره المدرسة بأكملها، و أتحدث معه وأوجهه -وأحيانا أقسو عليه- وأؤدبه وهذا أثر على نفسيتي كثيرا، فلا أدري ما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ربما بعض الأعراض التي هي عند طفلك تعود لسبب الانفصال بين الوالدين، وربما ما سبق هذا الانفصال من بعض الخلافات والمشادة التي كانت سبب هذا الافتراق، وليس غريبا أن تظهر عند أطفال الانفصال أو الطلاق مثل هذه الأعراض، من العناد، ومحاولة الطفل السيطرة على الموقف الذي أمامه، وليس غريبا أن يحاول السيطرة العاطفية على أمه، وهو يعلم أنها في وضع غير طبيعي من الافتراق أو الطلاق.

وأكثر ما يفيدك هنا في مثل هذا الموقف هو تحليك بالحزم وضبط الأمور، والحزم لا يعني العنف أو القسوة، وإنما تحليك بالثقة بالنفس، وبأنك أنت "سيدة" الموقف، وأنك الأم المسؤولة عن البيت وعن كل ما له علاقة بحياة طفلك وأسرتك، صحيح أنك منفصلة عن والده، إلا أن هذا لا يأخذ منك مكانتك في أن تكوني "ربة" المنزل والأسرة، وكلمتك هي التي تمشي!

طبعا سيحاول الطفل، وبكل براءة وعفوية، أن يتفلت من هذا الجو، وهذه السيطرة، إلا أنه ما عليك إلا الاستمرار في فرض سيطرتك على الموقف.

دعيني أقول هنا، أن سيطرتك على الموقف الآن؛ أسهل بكثير مما لو حاولت بعد عدة سنوات، عندما قد تصلين لمرحلة ستعجزين فيها عن تحقيق ما تريدين، فإما الآن، وإما التعب والعناء الشديدين في مستقبل الأيام، الآن سهل فطفلك ما زال في التاسعة من العمر، فماذا أنت فاعلة وهو في 19 من العمر؟

وبخصوص المدرسة، ما عليك من طرفك إلا الإصرار على دوام المدرسة، واتركي للمعلمين والمعلمات التعامل معه بالشكل المناسب عندما يكون في المدرسة، والأفضل أن تتركي لهم هذا الجانب، وركزي أنت على سلوكه في البيت، وأرجو أن يتمكن الطفل من رؤية أبيه، فبالرغم من افتراقك عن أبيه، إلا أن هذا الطفل في حاجة له كما هو في حاجة لك.

وأسأل الله أن يقر عينيك ببر ولدك لك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر دينا محمد

    اللهم ارزقها وايانا بر اولادنافى الدنيا والاخرة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً