الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دواء فلوكستين وعلاقته بالضعف الجنسي

السؤال

وصف لي مختص النفسية والعصبية دواء فلوكستين 20 بمعدل حبة يومياً, وبعد شهر شعرت بضعف شديد في الممارسة الجنسية، وفتور وخمول وكسل, أوقفت العلاج ولم أقابل الطبيب، وعاودتني الأعراض من أحلام مزعجة وكوابيس, واضطراب في النوم، ودوي في الرأس، وصداع نصفي، ونقص في القدرة الجنسية، ووسواس في الوضوء والصلاة.

سؤالي هو: هل هذا راجع إلى الفلوكستين؟ وهل الضعف الجنسي الذي سببه الدواء سيزول أم سيبقى حتى بعد التوقف عن أخذ الدواء؟

بارك الله فيكم، ونفع بكم العباد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بالنسبة لموضوع الفلوكستين وتأثيره على العلاقة الزوجية الجنسية، دار حول هذا الموضوع الكثير من النقاش، وهنالك آراء مختلفة حول الأثر الحقيقي لهذا الدواء على المعاشرة الزوجية, الذي أصبح شبه متفق عليه علميًا الآن هو أن الفلوكستين في حوالي ثلاثين بالمائة من الرجال قد يؤدي إلى تأخرهم في القذف المنوي، وهذا ربما يكون أمرًا إيجابيًا بالنسبة للذين يعانون من سرعة القذف.

أما ضعف الرغبة أو الأداء الجنسي فهذه قد لوحظت في حوالي ثلاثين بالمائة أيضًا من الذين يتناولون الفلوكستين، بجرعة أربعين إلى ستين مليجرامًا في اليوم، ولوحظ أن هذه النسبة – أي ضعف الرغبة والممارسة الجنسية – ترتفع إلى ستين بالمائة إذا كان الشخص لديه فكرة مسبقة أو سمع أن الفلوكستين أو الأدوية المماثلة سوف تؤدي إلى ضعف جنسي.

إذن الجانب النفسي موجود في الموضوع، ولا ننكر أيضًا جانب التأثير الهرموني المباشر، وعمومًا التأثيرات التي تحدث من هذا الدواء والأدوية المشابهة – أي التأثيرات الجنسية – هي تأثيرات عارضة ومؤقتة، ولابد أن أضيف - وهنا تقتضي الأمانة العلمية أن أذكر ذلك – أننا قد شاهدنا من تحسن أدائهم الجنسي بعد تناول الفلوكستين.

أنت الآن في وضع نفسي يتطلب نوعا من التدخل العلاجي، وذلك نسبة لما تعانيه من أحلام مزعجة وكوابيس ومخاوف في النوم، لهذا أقول لك يمكن أن تنتقل لتناول دواء آخرا لا يسبب أي ضعف جنسي، الدواء يسمى (ميرتازبين Mirtazapine) هذا هو اسمه العلمي، وهو متوفر في السودان تحت هذا المسمى، ومسماه التجاري الأصلي هو (ريمارون remeron) لكن ربما تجده في السودان تحت مسميات أخرى، وهنالك منتجات شركة هندية تعرف باسم (سان فارما) منتجاتها الدوائية جيدة جدًّا، وبالطبع قد تُوجد شركات أخرى موجودة في سوق الدواء السوداني لست مطلعا عليها.

عمومًا اسأل عن الدواء الآخر وهو (ميرتازبين) تحت مسماه العلمي هذا، والحبة تحتوي على ثلاثين مليجرامًا، أرجو أن تتناول نصف حبة ليلاً، ويمكنك أن تستمر على هذه الجرعة لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم تتواصل مع طبيبك، جرعة نصف الحبة إذا لم تحسن نومك وتزيل القلق والتوترات هنا يمكن أن ترفع الجرعة إلى حبة كاملة.

هنالك دواء آخر يعرف باسم (ديناكسيت Denaxit) وهو أيضًا متوفر في السودان، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر أيضًا، وبعد ذلك يمكنك التواصل ومراجعة طبيبك.

بالنسبة للوساوس في الوضوء والصلاة: قطعًا هذه الأدوية سوف تساعدك، لكن الذي أرجوك هو أن تقاومها، أن تقهرها، أن لا تلتفت إليها، ابنِ على اليقين، لا تسجد سجود السهو كما أفاد العلماء الأفاضل جزاهم الله خيرًا.

وبالنسبة للوضوء أرجو أن تحدد كمية الماء، توضأ من الإبريق، هذا أفضل لك من التوضؤ من الصنبور أو الماسورة، وحين تبدأ في مباشرة الوضوء حتم على نفسك أنك قد قمت مثلاً بغسل اليدين ثم المضمضة ثم الاستنشاق، اذكر ذلك مع نفسك وقل: (أنا الآن انتهيت من غسل اليدين، الآن انتهيت من الاستنشاق، الآن قمتُ بغسل وجهي، وهكذا) هذه طريقة ممتازة جدًّا وساعدت كثير من الناس، ويجب أن تحدد وقت الوضوء، هذا مهم جدًّا، يجب أن تحدد وقتا معينا لا تتعداه أبدًا حوالي دقيقتين مثلاً.

بالنسبة لسؤالك: هل أرجع إلى الفلوكستين؟ .. أنا أقول لك لا، وكما ذكرت لك فقد استبدلناه لك بالميرتازبين، وذلك لأن رجوعك إلى الفلوكستين سوف يكون سلبيًا، لأن الجانب النفسي سوف يظل موجودًا، ومن أسوأ الأشياء في العلاقة الزوجية هو أن الخوف من الفشل أو توقع الفشل يؤدي إلى الفشل، وكما ذكرت لك: كل الاضطرابات الجنسية التي تحدث من هذه الأدوية هي عابرة ومؤقتة، ولا تؤدي إلى خلل هرموني حقيقي.

أما بالنسبة للكوابيس فيجب أن تحسن من صحتك النومية، مارس الرياضة، تجنب النوم النهاري، لا تتناول وجبة العشاء متأخرة، اجعلها مبكرة، وكذلك تكون الوجبة خفيفة، وكن حريصًا على أذكار النوم، هذا يساعدك كثيرًا -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً