الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي تكثر من التحكم في خروجي ودخولي ... فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب, أحمد الله أن رزقني طيب الأخلاق والالتزام، ورزقني أبا وأما من أجمل ما يكون، والحمد لله أحس أن تربيتي على أحسن ما يكون، لكن مشكلتي بدأت عندما توفي أبي - رحمه الله - وأنا في سن الخامسة عشرة، وهنا بدأت أمي تتحكم في حياتي بشكل كبير جدا، لدرجة التحكم في ماذا آكل وأشرب وألبس؟ ومن أصاحب أو أرافق؟
وكيف أذهب؟ ومتى أذهب؟ ومتى لا أذهب؟ وغيرها من الأوامر التي أصبحت غير معدودة.

فأمثلتي تعتبر أبسط الأمور, أنا وحيد أمي, وليس لي أخوة أو أخوات, وأمي تحبني كثيرا, وأحبها جدا, وأطيعها محبة وشفقة عليها لخوفها, ولأني متأكد تماما أنها تريد لي الأفضل، ولكن مع زيادة عمري تزيد في تحكمها أكثر.

أنا الآن مقدم على الزواج -إن شاء الله- وهذه من الأشياء التي أفرحتها جدا، وأدعو الله أن يوفقني لإسعادها دائما.

المشكلة أني أعامل كطفل في العاشرة من عمره، وأنا بطبعي لا أطيق أن يتحكم بي أحد، واليوم أصبحت أمي تتدخل في كل تفصيل من تفاصيل حياتي الشخصية، وأنا لا أستطيع منعها أو ردها, فما الحل -بارك الله فيكم-؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Muhammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فقد أسعدني فهمك لدوافع أمك، وأرجو أن تلتمس لها الأعذار، وتذكر دائما حبها لك، وشفقتها عليك، واحرص على إرضائها، وتذكر ما كان عليه السلف من البر حتى كانت أم حيوه بن شريح تأتيه وهو بين طلابه فتقول له: قم وأعط الدجاج عشاءها، فيترك التدريس، ويقول لطلابه: تعليمكم نافلة: وطاعة أمي واجبة، فينهض ويلبي، وهي تدعو له.

وهذا صلة بن أشيم قال لأصحابه: أستودعكم الله، وفارقهم، وقال لهم: لأن أمي لا ترضاكم، وهذه مواقف صعبة علينا، ولكن الأوائل الكرام فهموا ماذا يعني البر، ورغبوا في الأجر فسهل عليهم القيام بالواجب.

ولعلك لاحظت أنهم لم يقولوا: الوالدة أحرجتنا، أو نحو ذلك من الكلام الذي نقوله نحن.

وأرجو أن تعلم أنك عند الوالدة لا تزال صغيرا، ورغم تقديرنا لمعاناتك إلا أننا ندعوك للصبر والاحتمال، واحرص على أن تختار زوجة عاقلة تفهم هذا الوضع, وبالغ في إكرام زوجتك, خاصة عندما تحسن لوالدتك.

وإذا كانت الوالدة تريد لك الأفضل؛ فاتق الله فيها، واصبر عليها، واعلم أن برها أساس لكل فلاح ونجاح في الدنيا والآخرة.

وهذا لا يعتبر تحكما؛ لأن الإنسان يتواضع لوالديه، وينكسر لهم، وقد كان الحسن البصري يكلم والدته، وكأنه مريض، وكان منصور بن المعتمر يستمع إليها وهي تشد عليه وتشد؛ لأنه رفض القضاء، وكان يضع لحيته على صدره ويقول: لبيك أماه فسألوه فقال: أخشى أن أنظر إليها بغضب، فأقع في العقوق.

وهذه وصيتي لك: بتقوى الله، ونسأل أن يرحم الوالد، وأن يرزقك بر الوالدة, ومرحبا بك وبها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً