الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ملل واضطراب وعدم اهتمام بالحياة... ما هذه الحالة وعلاجها؟

السؤال

أشكرك يا دكتور محمد على نصائحك، وعملك العظيم تجاه كل مريض في المواقع، أنا بفضل الله ثم بفضل نصحائك والدواء تحسنت من الاكتئاب والقلق،
وأنا الآن أتناول التالي:

1- نصف قرص (استيكان) تعادل 10 م.

2- نصف قرص (اريببرزول) تعادل 15 م.

3- قرص (ريميرون) 30.

أشعر أني طبيعي في أوقات كثيرة، وفي أوقات أخرى أجد أني غير مرتاح، ملل وإضطراب، وإذا لم أشعر بأي شيء أجد شعورا غريبا بأني غير الناس، غير مهتم بالحياة والعيشة مثلهم، أفكر كثيرا في العالم الآخر، أحسب الوقت في كل وقت مثل المسجون الذي يقضي سنوات في مكان لا يحبه، أشعر أني تغيرت عما كنت عليه قبل الإصابة بمرض الوسواس والقلق والاكتئاب، علما بأن هذا الشعور كان يأتيني مع وسواس القلق وقبل الاكتئاب؛ لأني أصبت بالقلق والوسواس قبل الاكتئاب.

هذا الشعور يجعلني غير مرتاح وغير متصل مع الناس من الناحية النفسية، ولا أعرف هل هو اضطراب الآنية؟ أم مشاعر طبيعية أم ماذا؟ وهل الدواء الذي أتناوله مناسب أم لا؟ وهل يوجد علاج غير هذا الدواء؟ علاج معرفي، أو سلوكي، أو غيره، وهل سوف تنتهي تماما هذه الحالة بإذن الله؟

سؤال أخير: هل (الريميرون) يسبب هلوسة سمعية في الليل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وعلى كلماتك الطيبة، ونسأل الله تعالى أن يشفيك، وأن يعافيك، ويشفي مرضى المسلمين، وأن ينفع بنا جميعًا.

أنا سعيد جدًّا أن أقرأ رسالتك هذه الطيبة، وأنك قد تحسنت بدرجة كبيرة، وهذا ما نبتغيه لك، ونسأل الله تعالى أن يشفيك وأن يعافيك.

الأعراض التي تنتابك الآن فيها شيء من الشعور بالتغرب، وأيضًا هي ذات طابع وسواسي، وهي بالفعل قريبة جدًّا من اضطراب الأنية، واضطراب الأنية ليس له محددات تشخيصية دقيقة، هي مشاعر يستغربها الإنسان، يحس أن هنالك تغيرات داخل نفسه أو فيما حوله، ولا يستطيع أن يحددها تحديدًا دقيقًا، وكما ذكرت يأتي هنالك شعور بالملل في بعض الأحيان.

من وجهة نظري الحالة حالة قلقية، وأفضل وسيلة علاجها – وهذه وسيلة سلوكية محترمة – هي التجاهل والتجاهل التام، وحين تنتابك هذه النوبات تذكر التحسن الذي طرأ على حالتك، وحاول أن تبني على ذلك من أجل المزيد من التحسن.

والوسيلة الثانية هي ما نسميه بصرف الانتباه، فحين يأتيك هذا التفكير الغريب والذي يُشعرك بعدم الارتياح غيّر مكانك مثلاً، قم بالتفكير في أمر آخر، قم بأي حركة جسدية تشتت انتباهك لأمر آخر، تمارين صرف الانتباه مهمة جدًّا، فهي بسيطة جدًّا، وهي لا تكلف الإنسان أي شيء.

وفي نهاية الأمر لا أرى أنك في حاجة لأي علاج دوائي جديد، والأدوية التي تتناولها أدوية طيبة ممتازة سليمة، ولا أعتقد أنه سيكون من المنصوح به أن نضيف أي دواء، فقط عليك بتذكر هذا التحسن الذي تعيشه الآن، وبالنسبة للجوانب السلبية كما قلت لك اصرف انتباهك عنها، وكن متفائلاً، وحاول أن تستفيد من وقتك بصورة جيدة، وقم بتمارين الاسترخاء، وهي مهمة ومطلوبة ومفيدة، وقيمة الرياضة دائمًا نحن نؤكد عليها؛ لأن البحوث قد أثبتت ذلك.

الحالة إن شاء الله تعالى أعتبرها الآن في مرحلة الشفاء أو متقدمة نحو الشفاء، وأنا متفائل جدًّا أنها سوف تنتهي تمامًا، ومن الواضح أن دفاعاتك النفسية الإيجابية بدأت في التكوين وبدأت في الصلابة وفي الصمود، وهذا هو المتطلب بالنسبة للمعافاة.

من المهم جدًّا أن تعيش حياتك بصورة طبيعية، أن تواظب على عملك، أن تتواصل اجتماعيًا، تطور من مهاراتك، تغيير نمط حياتك... هذه كلها إضافات سلوكية مفيدة جدًّا للصحة النفسية.

سؤالك الأخير وهو: هل (الريمارون) يسبب هلوسة سمعية في الليل؟ .. لا، الريمارون لا يسبب ذلك بالطبع، لكن الذين يعانون من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية حين يتناولون (الريمارون) في المرحلة الاكتئابية ربما يحدث لهم شيء من الانشراح والهوس، ويحدث لهم اضطراب في النوم، لكن لا علاقة له بأي نوع من الهلاوس السمعية أو البصرية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك تمام العافية والشكر على العافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً