الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الشيطان ووسوسته، والأرق في الليل، كيف التخلص منهما؟

السؤال

أخاف من الشيطان، وأريد أنا أتخلص من هذا الخوف ومن وسوسته.

كذلك عندي مشكلة في النوم، وهي أني لا أستطيع النوم مبكراً، أريد أنام مبكراً لكن لا أستطيع، وأظل مستيقظاً حتى منتصف الليل، أريد حلولاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يجعلك من الشباب الصالح المستقيم، وأن يجعلك داعيةً بين زملائك من الأمريكان الذين لا يعرفون عن الإسلام شيئًا، كما نسأله تبارك وتعالى أن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن. إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك –ابني الكريم الفاضل– من أنك تخاف من الشيطان وتريد أن تتخلص من هذه المخاوف، وتلك الوساوس، وكذلك أيضًا عندك مشكلة في النوم، حيث إنك لا تستطيع النوم مبكرًا، رغم رغبتك في ذلك، لكنك تظل مستيقظًا إلى منتصف الليل، وتسأل هل هناك من حل؟

أقول لك – ابني الكريم الفاضل - : إنه مما لا شك فيه أن كل مشكلة لها علاج وحلٍّ، ولذلك النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: (تداووا عباد الله فإن الله ما خلق داءً إلا خلق له دواء) فجميع الأمراض وجميع المشكلات وجميع الهموم التي تُصيب الناس لها علاج، ولها حل في دين الله تبارك وتعالى، والله جل جلاله على كل شيء قدير، وهو سبحانه وتعالى أمرهُ بين الكاف والنون، ولذلك علينا أن نُحسن الظن به سبحانه، وأن نعلم أنه ما ترك شيئًا يحتاجه الناس إلا وبيّنه في كلامه وكلام نبيه - صلى الله عليه وسلم – وما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم – من الحياة إلا بعد أن أكمل الله به النعمة، وأتم به الملة، وجعلنا بفضل دعوته خير أمة.

فإذن كل مشكلة ثق وتأكد أن لها حلا، وأن حل مشكلتك أمر سهل وليس بالصعب بإذن الله تعالى. فالشيطان الذي تخاف منه، أنت لا تعرف عنه شيئًا، فأنت فعلاً لديك وساوس، وهذه الوساوس سببها أنك تتخيل خيالات غير معقولة تظن من خلالها أن الشيطان قويٌ وأن الشيطان له قدرات خارقة، وأنه يستطيع أن يفعل ويفعل، وهذا الكلام غير صحيح، فالله تبارك وتعالى يقول: {إن كيد الشيطان كان ضعيفًا}.

فالشيطان ضعيف، ولا يستطيع أن يصنع شيئًا، ولا يستطيع أن يواجه عباد الله المؤمنين، بل إن النبي - صلى الله عليه وسلم – أخبرنا بقوله: (إن لشيطان ليفركُ المؤمن) أي يخاف من المؤمن، فالشيطان إذا كنت رجلاً مؤمنًا صادق الإيمان محافظًا على صلواتك وعلى أذكار الصباح والمساء بعيدًا عن المعاصي يخاف منك، وهذا مصداق قوله تعالى: {إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون} فأنت لماذا تخاف منه وهو ضعيف؟ وأنت لا تعرف عنه شيئًا، ولقد أخبرك الله تبارك وتعالى عن حقيقته، وبيّن النبي - صلى الله عليه وسلم – لك أنه يخاف منك، بل إذا استعذت بالله من الشيطان الرجيم وقلت (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم) خنس وأصبح مثل الذبابة، ويفر من سماع الأذان، وله ضراط، فإذن لا داعي من الخوف منه لأن هذه وساوس الشيطان هو الذي يقذف بها في قلبك حتى يُفسد عليك دينك ويُشعرك بأنه قوي وأن لديه قدرات خارقة، والأمر في الواقع على خلاف ذلك تمامًا.

فالشيطان أضعف من أن يصنع أي شيء معك أو مع غيرك، لأنه كما ذكرت لك أن الله أخبرنا أنه ضعيف وأن كيده ضعيف، والنبي - صلى الله عليه وسلم – أخبرنا بأنه يخاف من المؤمن، فالشيطان يخاف منك، فلا ينبغي أن تخاف أنت منه، وقد قال الله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوّف أوليائه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} فلا تخف ولا تجعل له وزنًا عندك.

أما فيما يتعلق بهذه الوساوس التي تأتيك فأنا أنصحك بسماع أشرطة الرقية الشرعية، إذا كانت متوفرة لديكم أو في المركز الإسلامي الذي يوجد قريبًا منكم، فمن الممكن أن تستمع إليها، وإذا لم يتيسر ذلك فمن الممكن أن تكتب في موقع البحث (جوجل) أو غيره (الرقية الشرعية) وستجد بإذن الله تعالى أشياء كثيرة جدًّا ستعينك على التخلص من هذه الوساوس بإذن الله تعالى، لأن هذه وساوس هي من الشيطان الذي يقذف في قلبك هذه الشبهات وتلك الوساوس، حتى يصرفك عن الطاعة والاستقامة، وحتى يُباعد ما بينك وبين الله تعالى، وعليك بقراءة المعوذتين وسورة البقرة خاصة آية الكرسي منها، فإنها حصن حصين من الشيطان.

أما عن مشكلة أنك لا تستطيع النوم مبكرًا رغم رغبتك في ذلك وتقول ما الحل؟ أقول: أولاً عليك بالوضوء قبل أن تنام.

ثانيًا: عليك بتطبيق آداب النوم التي بيّنها لك النبي عليه الصلاة والسلام من أن تنام على شقك الأيمن، وأن تضع يدك تحت خدك الأيمن.

ثالثًا: عليك أن تقول أذكار النوم التي علمك إياها النبي عليه الصلاة والسلام كلها.

رابعًا: أن تواصل ذكر الله تبارك وتعالى حتى تنام بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وأنا متأكد بإذن الله تعالى بأنك لو بدأت في هذا البرنامج في أقرب فرصة سوف تمر عليك أيام بسيطة، وستصبح بإذن الله تعالى تنام بمجرد أن تضع رأسك على الوسادة، وستجد أنك دخلت في سبات عميق بإذن الله تعالى؛ لأن الشيطان يريد أن ينفرد بك، ويريد أن يستغلك وأن يستغل ضعفك، وأن يستغل خوفك منه بأن يُفسد عليك النوم، ويجعلك تشعر بأرق وتعب شديد بل وعدم رغبة في النوم رغم أنك تريد أن تنام جسديًا، فأنت بهذا البرنامج بإذن الله تعالى والمحافظة على أذكار النوم وأذكار المساء وأذكار الصباح سوف تقضي على كل قوة للشيطان في قلبك، وسوف تكون بإذن الله تعالى في قمة القوة، وسوف تخرج من هذا بإذن الله تعالى وأنت صحيحًا سليمًا معافىً.

فعليك بالنوم على وضوء، وعليك بأذكار النوم، والنوم على طريقة النبي عليه الصلاة والسلام، وعليك بأن تظل تذكر الله تعالى حتى تنام، وسوف تزول عنك هذه الأعراض كلها، وستكون في أحسن حال بإذن الله تعالى.

أسأل الله أن يوفقك، وأن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، إنه جواد كريم. هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب hamza

    أنا أيضا كنت أعاني من هذا المرض الخطير حتى أننء لا أستطيع النوم إلى بعد مرور 3 ساعات وكل دقيقة هي ساعة عندي من شدة الخوف والوسواس كأن شيئا يقبضني من قدمي أو شخص متكأ على يساري ولكن بمجرد قرائتي هذا الموضوع الرائع لم أعد أتعرض لأي شيئ
    شكرا جزيلا

  • المغرب يوسف

    جازاك الله ألف خير

  • أمريكا Ragd

    جزاك الله خير وانا كذالك اشر بخوف عند ماانام لحالي فارجو من الله ان يبعد عني وعن كل المومنين الخوف والقلق

  • سويسرا HAZEM

    جزاك الله خيرا

  • العراق شيماء

    شكرا

  • المغرب faissal

    جزاك الله خيرا

  • النرويج نسرين

    جزاك الله الف خير. كنت احتاج قراءة هذا المقال

  • الجزائر اماني

    شكرا شكرا

  • العراق مصطفى

    شكرا و الله يبارك بيك و حياك الله

  • السودان امير

    جزاك الله الف الف خيرا وبركه .وشكرا لك

  • لبنان جزاك الله خيرن


    جزاك الله خيرن



  • الجزائر bella

    شكرا على هاد كنت اعاني نفس الحالة جزاك الله خيرا على الرد

  • السودان بعد الله محمد

    أشكرك جدا جدا


  • ألمانيا مرزاق

    شكرا الله ينصرك ويبارك فيك ويطيك ماتتمنى شكرا

  • المغرب شيماء

    شكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً