الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو أحسن علاج لمرض القولون؟ وهل أستأصله؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني تقريبا ثمان سنوات من الأصوات المزعجة في البطن، وبعد ذهابي إلى طبيب تبين بعد عمل منظار علوي وسفلي الآتي:

- وجود بكتيريا البوابية.
- التهاب مري درجته أولى.
- التهاب معوي شديد واثني عشري.
- التهاب بالقولون متوسط.
- القولون حساس.

تعبت من الآلام والأصوات والغازات، وحياتي أصبحت في تدهور، صرت على وشك أخسر عملي، والآن أفكر باستئصال القولون حتى أرتاح من الأصوات والآلام.

علما أنه ليس هناك أورام، ولا حتى تقرحات، لم أعد أجد طعما للحياة رغم أني ذهبت لأطباء بالباطنية والنفسية لعلي ألقى علاجا شافيا، ولكن الرد قالوا حاول أن تتأقلم مع المرض! وكأن لم يكن شيء! هذه المقولة تقتلني؛ لأن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه: لكل داء دواء، علمه من علمه وجهله من جهل.

لذلك هل استئصال القولون أكون مخطئا في قراري؟
لم أعد أستطيع حتى أن أكمل دراستي العليا.

همي الوحيد استئصال القولون لأرتاح، أريد منكم مساعدتي!

وجزاكم الله عني كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فذكرت أنه كان هناك التهاب معدي شديد، والجرثومة الحلزونية والتهاب المريء، ولابد أنه قد تم علاج هذه المشكلة، لأن الأعراض التي تعاني منها الآن هي أعراض قولون عصبي، والعلاج ليس باستئصال القولون، ولن تجد أي طبيب في العالم سيقوم باستئصال القولون من أجل قولون عصبي.

أود أن أشرح لك قليلاً عن هذا المرض، لعله في هذا الشرح تستطيع أن تأخذ فكرة عميقة عن المرض، وتتغلب عليه بنفسك.

القولون العصبي ليس مرضاً عضوياً، أي أنه لو تم فتح البطن لن يجد الطبيب أي اختلاف عن الطبيعي، ولو أجريت كل التحاليل فتكون التحاليل كلها طبيعية، وهذا المرض لا يؤدي إلى أي تحولات سرطانية، أو أي مضاعفات في المستقبل، ولا يؤدي إلى نقصان في الوزن، ولا توقظ الأعراض المريض من نومه، وهي أكثر ما تكون في الصباح بعد تناول الطعام.

الأعراض التي ذكرتها هي أكثر الأعراض التي يشكو منها الإنسان الذي يعاني من هذا المرض، بالإضافة إلى الإسهال أو الإمساك وخروج مخاط، وهو مرض شائع جداً، ويقدر أن 15 % من الناس يعانون من شكل من أشكال المرض.

ما هو مهم هو أن هناك ارتباطا وثيقا بين وجود القلق النفسي وأعراض القولون العصبي، فتزداد الأعراض كلما زاد القلق والتوتر، وتخف الأعراض كلما خف التوتر والقلق، وكلما زاد قلقك سترى أن الأعراض تزداد، والغازات في البطن تزداد أيضا مع التوتر لأنه يدخل كميات كبيرة من الهواء مع بلع الطعام عندما يكون الإنسان متوترا، بالإضافة إلى الأسباب الأخرى للغازات، منها المشروبات الغازية وتدخين النرجيلة والأطعمة البقولية.

من الأمور التي تعين على التغلب على هذا المرض -بإذن الله- تطبيق تمارين الاسترخاء، والاستفادة منها، وللتدرب على كيفية هذه التمارين يمكنك الدخول على إحدى مواقع الإنترنت التي تشرح بالتفصيل هذه التمارين، والشيء الآخر الذي يمكن أن يفيدك بإذن الله أيضا تمارين الرياضة، فهي ذات فائدة كبيرة جداً.

من ناحية أخرى تناول أحد الأدوية المضادة للقلق، يخفف قلقلك، ويخفف الأعراض بإذن الله، ومنها:
Dogmatil )Sulpride ) والجرعة تكون بـ(50) مليجراما صباحاً ومساءً لمدة شهر, وبعد ذلك اجعلها ثلاث مرات في اليوم لمدة شهر آخر ثم تخفض الجرعة إلى حبة صباحا ومساء لمدة شهرين, ثم حبة واحدة في الصباح لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء، وهو من الأدوية الفعالة، والذي يسبب أعراضا خفيفة ولا يسبب التعود،
وهو من أفضل الأدوية لعلاج حالة القلق النفسي خاصة إذا كانت مرتبطة بأعراض من مثل القولون.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر حمال

    مثلك بحثت عن علاج لكن الاضباء قالوا تعايشه مع المرض

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً