الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندي كتمة لا أعلم سببها سببت لي خوفًا وقلقًا .. ما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم..

عندي كتمة لا أعلم سببها, ذهبت للطبيبة العامة وقالت :إن التنفس جيد, وإنها لا ترى سببًا عضويًا للكتمة, وقالت: إن الغدة سليمة, ولا يحتاج الأمر لمزيد فحوص, وربما تكون المسألة نفسية, لكن ما أدركه أن حياتي -ولله الحمد- مستقرة رغم معاناتي من الرهاب الاجتماعي منذ زمن بعيد, ولكني تعودت عليه كثيرًا, لكن تلك الكتمة تقلقني, وما يأتي معها من خوف وإحساس أحيانًا بأني سأموت, أسأل الله أن يشفينا وكل مرضى المسلمين, ويجزيكم عنا خير الجزاء في الدنيا والآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مووون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.

كثيرًا ما يظهر القلق النفسي في شكل كمتة شديدة في الصدر، وصعوبة في التنفس, وثقل في منطقة الرقبة, والبعض قد يحس بغصة في الحلقة، وهذه كلها تنتج عن التوتر العضلي الذي هو إفراز معروف للقلق النفسي، حيث إن التوتر النفسي هو نوع من الانشداد الداخلي, وهو يؤدي إلى الانشداد العضلي, وأكثر العضلات تأثرًا هي عضلات الصدر والبطن, وأسفل الظهر، وكذلك عضلة فروة الرأس لذا تكثر شكاوى الناس من الصداع العصبي, والآلام أسفل الظهر, وكذلك القولون العصبي.

مشاعر الخوف والإحساس أحيانًا بقرب الموت, وكذلك الرهاب, وهذه المكونات أساسية جدًّا لأنواع معينة من القلق النفسي, يمكن أن نسميها بقلق المخاوف، الذي أراه أن تذهبي إلى طبيب نفسي, أو طبيبة نفسية فالحالة بالفعل تتطلب بعض الإرشادات النفسية, وكذلك التمرين, والتدرب على تمارين الاسترخاء, ولا مانع من أن تتناولي دواءً مزيلًا للخوف, وفي نفس الوقت يؤدي إلى استرخاء عضلي, ويزيل القلق -إن شاء الله تعالى-.

من هذه الأدوية دواء يعرف باسم سبرالكس, لكن سوف أترك الأمر للطبيب الذي تذهبين إلى مقابلته, وأرجو أن لا يكون هنالك أي نوع من التحسس السلبي حول الذهاب إلى الطبيب؛ فالطب النفسي الآن يعتبر من التخصصات المحترمة جدًّا، وهنالك الكثير من المساعدات الطبية النفسية التي يمكن للناس أن يستفيدوا منها، والحالة -إن شاء الله تعالى- سوف تشفى تمامًا بتناول الدواء المطلوب, وتطبيق تمارين الاسترخاء, وتغيير نمط الحياة، وأن تكوني أكثر فعالية, وأن تحقِّري فكرة الخوف والرهاب الاجتماعية, وأن توسعي في شبكة علاقاتك الاجتماعية.

هنالك أنشطة اجتماعية ممتازة تعالج الخوف الاجتماعي, منها الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن, المشاركة في الأعمال الخيرية، زيارة الأرحام, وزيارة المرضى في المستشفيات، فهذه كلها وسائل اجتماعية مباشرة, وغير مباشرة تزيل الرهبة, وتحقير فكرة الخوف الاجتماعي نفسها تعتبر علاجًا أساسيًا لإزالة الرهاب الاجتماعي.

ولمزيد من الفائدة نحيلك على هذه الاستشارات أيضا لمعرفة علاج الخوف من الموت سلوكيا (259342 - 265858 - 230225)

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً