الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتناول ادوية لعلاج الاكتئاب والخوف فهل جرعتها مناسبة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع المميز، وأطلب من الله تعالى أن يضعه في ميزان حسناتكم يوم الحساب، مشكلتي هي الاكتئاب، وضيق الصدر في أغلب الأوقات، والإحساس بالغربة، والفراغ منذ بداية المراهقة.

عمري الآن 37 سنة، دائما أفكر وأسرح في أشياء لها داعي وأشياء لا داعي لها، وأشتكي من الخجل والرهاب، مع ذلك مشكلة الخجل والرهاب لم تعطلني عن التواصل الاجتماعي، ولكن من الداخل أحس أني أدمر نفسي بهذه المواجة والمجاملة للناس، وأحتسب أجري على الله.

قبل عام -وعن طريق الصدفة- تعرفت على هذا الموقع الرائع الذي أرشدني وعلمني الكثير عن الأمراض النفسية، وتوكلت على الله وأخذت بروزاك 20 مليجراما في اليوم وتحسنت حالتي كثيرا، وبعد ثلاث أشهر ضاعفت الجرعة لتصبح 40 مليجراما في اليوم, واستمريت على هذه الجرعة 9 أشهر، وكانت -بفضل الله- وبفضل هذا الموقع الرائع من أجمل أيام حياتي، وتحسنت 100%، وبعد مرور السنة تعرضت لموقف قاسٍ ورجعت حالتي كما هي في السابق من اكتئاب ورهاب، وزيادة على هذا أصابني ضعف جنسي، مشكلة في الرغبة والانتصاب و-لاحول ولا قوة إلا بالله- هذا كله رجع في لحظة واستمر معي لمدة شهر.

سمعت عن دواء ويلبوترين XL أنه ممتاز للاكتئاب ويحسن من العملية الجنسية، وجربته وبدأت بجرعة 150مليجراما، في اليوم وبعد أسبوع أخذت ويلبوترين XL بجرعة 300 مرة واحدة في اليوم، ولكن خفضت البروزاك وجعلته حبة واحدة خوفا من زيادة جرعة الأدوية، وبعد شهر تحسنت ولكن ليس التحسن المطلوب.

سؤالي هل أستطيع أن أزيد من جرعة البروزاك وأجعلها 40 مليجراما مع الويلبترين 300 مليجراما في اليوم، وإذا أستطيع هل أشرب الويلبوترين والبروزاك في نفس الوقت، وهل يوجد تعارض أو مانع لو أضفت اندرال عشرين وقت اللزوم؟

وجزاك الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد،،،

فقد أعجبني في رسالتك حقيقة تسلسلك فيما يخص الأعراض، وكذلك المناهج العلاجية السليمة التي استخذتها، وقدرتك على قوة الملاحظة فيما يخص فعالية الدواء.

رسالتك تحمل الكثير من علامات ومؤشرات التفاؤل في أن حالتك ليست مستعصية، وأن إرادة التحسن لديك واضحة جدًّا.

معاناتك كما ذكرت بدأت في فترة المراهقة، والآن أنت تبلغ من العمر سبعة وثلاثين عامًا، يعني أنك قد صمدت عشرين عامًا مع هذه المعاناة، وهذه خبرة إيجابية جدًّا، لا أريدك أبدًا أن تنظر إليها بسوداوية وسلبية، فالخبرات والعثرات تفيد الإنسان في حاضره ومستقبله -إن شاء الله- تعالى.

أنت الآن وصلت مرحلة من النضوج النفسي والفكري والاجتماعي والمهارتي الذي يجعلك تواجه -إن شاء الله تعالى- كل الصعوبات والشوائب النفسية وكذلك الحياتية التي قد تعتريك.

مبدأ التفكير الإيجابي مهم، ونحن نركز عليه كثيرًا، والذي يفكر إيجابيًا لا يعني أنه يخدع نفسه حيال السلبيات، إنما يحاول أن يقوّمها، وأن يضع البدائل الصحيحة لعلاجها، فكن حريصًا على هذا المنهج.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الدواء تُشترط سلامته وفعاليته، وأنا أقول لك أن الخلط بين الأدوية قد لا يكون مرغوبًا، لكنه ليس مرفوضًا.

تناولك للولبيوترين بجرعة ثلاثمائة مليجراما، وللبروزاك بجرعة أربعين مليجرامًا، في نفس الوقت لا بأس به أبدًا، لكن حتى نكون في جوانب الأمان والاطمئنان، أريدك أن تتناول عقار (توباماكس) أيضًا والذي يعرف باسم (تبراميت)، تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا.

السبب في ذلك أن الولبيوترين دواء بالرغم من فعاليته المتميزة إلا أنه ربما يُوقظ ويُنشط البؤر الصرعية الكامنة، والبروزاك أيضًا لديه هذه الخاصية لكن بصفة أقل كثيرًا، فحين يتمازج الولبيوترين مع البروزاك ربما يكون الأثر في تنشيط كهرباء الدماغ الزائدة مضاعفًا، لذا يجب أن نجهض ذلك من خلال دواء بسيط ومفيد مثل التوباماكس.

فإذن تناول التوباماكس بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا سيكون أمرًا جيدًا ومفيدًا، يضمن لنا -إن شاء الله تعالى- أن كهرباء الدماغ سوف تكون متوازية ومتوازنة، وفي ذات الوقت التوباماكس يعرف عنه أنه يفيد في علاج القلق والصداع، كما أنه يخفض الشراهة نحو الطعام، وهذه قد تكون ميزة إيجابية، والجرعة التي وصفناها لك هي جرعة صغيرة جدًّا، وهي خمسة وعشرين مليجرامًا في اليوم.

فلا بأس أبدًا أن تنتهج هذا المنهج العلاجي، وأسأل الله تعالى أن يفيدك به كثيرًا.

وبالنسبة للإندرال لا مانع أبدًا من تناوله، لا يوجد أي تعارض، لكنّ الإندرال دواء - كما ذكرت وتفضلت - ليس من الضروري أن يداوم الإنسان على تناوله، فأعتقد أن تناوله عند اللزوم بجرعة عشرة مليجراما أفضل من عشرين مليجرامًا، لكن إذا أراد الإنسان أن يداوم عليه لفترة شهر أو شهرين مثلاً فجرعة العشرين مليجرامًا قد تكون هي الجرعة السوية والصحيحة.

في ذات الوقت أنصحك بأن لا تتناول الإندرال في المساء، لأنه قد يؤدي إلى بعض الأحلام المزعجة لدى بعض الناس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وقد سعدنا برسالتك كثيرًا وبكلماتك الطيبة التي وردت فيها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر محمد

    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً